الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما يحدث في إسرائيل سيقود اجلا ام عاجلا الى: من هو اليهودي؟

نشر بتاريخ: 25/07/2023 ( آخر تحديث: 25/07/2023 الساعة: 15:22 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا يمكن تجميع الغرباء لعشرات السنين في مكان واحد دون ان تظهر الاختلافات الاثنية والثقافية والاقتصادية والسيكولوجية بينهم . ولا يمكن الجميع بين مهاجر من قبيلة الفلاشيمورا ومهاجر من منهاتن في نفس البناية ونفس المدرسة ونفس الجيش ونفس البنك على ارض تتفجر بالصراعات الدينية والقومية وتعليمهم لغة جديدة وموسيقى جديدة وراية جديدة ودين جديد " تلمود " من دون ان تظهر علامات الاختلاف والادعاء ان الروابط بينهم اعلى من كل الاختلافات !

لذلك اتجنب غالبا من استخدام مصطلح " الشعب الإسرائيلي " وانا استعيض عنه بمصطلح " الجبهة الداخلية الإسرائيلية " . فإسرائيل ليست شعب ولا امة – بالمناسبة يتعمد قادة الاحتلال للقول الامة اليهودية وهذا مخالف لعلوم الاجتماع كله فلا يمكن ان تكون إسرائيل امة مثل الصين او الامة الافريقية او الامريكية او العربية – بل هي مجرد جبهة داخلية تشبه قاعدة عسكرية .

ولو أحصينا عدد قطع السلاح الموجودة في إسرائيل ويشمل القنابل الذرية والنووية والهيدروجينية والطائرات والغواصات والمدافع والطائرات المسيرة لكان لكل فرد في إسرائيل خمسين قطعة سلاح!!!

الكلام الكبير الذي نسمعه مؤخرا مثل ( الحرب الاهلية ) و( خراب الهيكل ) لم يصدر عن صوت العرب في القاهرة ولا عن حزب البعث السوري ، وانما يصدر عن رؤساء حكومات الاحتلال وجنرالاته وقادة اجهزته الأمنية .ومن الناحية السياسية يقصدون تمزق إسرائيل ، ومن الناحية الأمنية يقصدون الاغتيالات السياسية ، ومن الناحية الاقتصادية يقصدون هروب الرساميل ، ومن الناحية الإعلامية يقصدون سقوط الأقنعة . ولكن من ناحية سوسيولوجيا فان المقصود الفصل الأخير في المسرحية وموعد اشعال الانارة والعودة الى الحياة الواقعية .

ومن ناحية علم الاجتماع والفلسفة - وليس للمناكفة السياسية – فان بني إسرائيل لهم كتاب سماوي اسمه التوراة . اما يهود إسرائيل فهم جماعة سياسية استعمارية يقودهم كتاب استعماري كتبه السياسيون يدعى التلمود او التنّاخ ، ولو وقف الامر هنا لاستطاعت إسرائيل الصمود عدة سنوات أخرى . ولكن العنصريون ودعاة الابارتهايد يجاهرون الان بقيام إسرائيل التي تسير وفق تعاليم الشريعة التوراتية وهذه مبالغة عنيفة سوف تنعكس ضد ذاتها وفورا .

إسرائيل التي أسسها الملحدون من يهود الغرب وانجلترا ، تريد الان اعلان نفسها دولة هالاخاة ( الفتوى الدينية ) وهذا مستحيل في ظل سبب دورها الوظيفي سياسيا وعسكريا . فإسرائيل ليست مكان للتعبد بل قاعدة عسكرية للقتال .

حزب يهودات هتوراة سيطرح قريبا مشروع ان من يدرس التعاليم الدينية ولا يخدم في الجيش يتساوى مع الجندي الذي يحمل السلاح ويقاتل . وهذا سيقود الجبهة الداخلية الإسرائيلية ويقود الجيش الى الجنون .

حكومة اليمين لن تستطيع رفض المشروع ، ولن تستطيع قبوله . وفي كلا الاتجاهين ستخلق ازمة ليس لها حل .

من الان فصاعدا يمكن القول ان إسرائيل سوف تنتج ازماتها بنفسها . وفي الصيرورة لن يكون هناك حلول مهما كان التدخل الأمريكي .

اندلاع حرب قد يوحد الإسرائيليين ضد العرب ، ولكن بعد انتهاء المعركة ستعود الاختلافات الى الظهور .

ما يحدث في إسرائيل ليس خلافات . بل اختلافات .

ولن يختلط الزيت بالماء . فهل يختلط الزيت بالماء ؟