الكاتب: بهاء رحال
بدعوة من السيد الرئيس محمود عباس يلتقي الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة، على قاعدة محاولة التوصل إلى تفاهمات من شأنها إنها الانقسام الفلسطيني وبلورة موقف عام وموحد، لمواجهة الأخطار التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، في ظل الواقع السياسي الإقليمي والدولي وفي ظل تمادي حكومة نتنياهو وسياسات الاحتلال، وفي ظل جملة التحديات التي تعصف بالمشهد الفلسطيني، فقد جاءت دعوة السيد الرئيس الجادة لعلها تؤتي نتائج على الأرض، وتعيد لملمة البيت الفلسطيني على أرضية ثابتة وصلبة، ومواقف متحدة وقوية، ورؤيا سياسية واضحة.
المتابع للمشهد يرى أن الصعوبات التي تعترض نجاح لقاء القاهرة كبيرة، ومحاولة تذليل العقبات يبدو أنها صعبة المنال، خاصة بعد لقاء الرئيس بإسماعيل هنية في تركيا، وما نتج عنه من فشل في التفاهم على آلية موحدة خاصة فيما يتعلق بشكل مقاومة الاحتلال وسياساته، إلى جانب الكثير من القضايا التي لم يفصح عنها.
فتح الساعية لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ودورها الطليعي، تحاول ذلك من خلال جمع الكل الفلسطيني تحت راية المنظمة، غير أن الفصائل التي هي خارج المنظمة لا تزال تتمسك بمواقفها منها، وتتمترس خلف شروطها المعروفة والمعلن عنها، وبالتالي فإن القضايا العالقة ستبقى تراوح مكانها، دون تغيير عملي على الأرض.
اليسار يزداد تراجعًا وضعفًا، وباتت قوة تأثيره هشة إذا ما نظرنا إلى المشهد في الساحة الفلسطينية سواء في الضفة أو غزة، وهذا مستمر في السنوات الأخيرة فحالة الضعف والتراجع لا تزال مستمرة، وهو بذلك يفقد المزيد من قدرته علي الفعل في الميدان.
الجهاد الإسلامي رفض فكرة اللقاء في القاهرة، وهو يتمسك بموقفه الدائم الرافض للدخول في السلطة والمشاركة السياسية على قاعدة القرارات والمرجعيات الدولية، وفي ذات الوقت فإن موقفه المعلن هو المقاومة بكافة أشكالها.
المسافة بين الفصائل التي ستجتمع في القاهرة بعيدة جدًا، والتقارب فيما بينها يكاد يكون معدومًا، وبالتالي فإن اللقاء محتوم بالفشل ولا يعول عليه، وبالنظر للمخرجات المتوقعة فمن وجهة نظري فإنها ستزيد الفجوة ومن دائرة الخلافات وسينتهي اللقاء شكليًا ناجحًا بالتقاط بعض الصور، وفي المضمون فلن نرى نتائج على الأرض، ولن نرى أي تغيير يذكر.