الكاتب:
د. جيهان إسماعيل
العبث في حياة الشعب الفلسطيني أمر لا يمكن السكوت عليه،ولايمكن التهاون به ويجب الحذر من عواقبه فعملية الاشتباك التي حصلت امس في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينين في لبنان والتي اسفرت عن 5 قتلى بينهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا في مخيم عين الحلوة تأتي بعد نحو شهرين على اشتباكات مماثلة أسفرت عن مقتل عضو في حركة فتح داخل المخيم نفسه، والذي يعد أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ان مثل هذا العمل المشين لا يخدم سوى العدو الصهيوني وخاصه في هذه الظروف الصعبه التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفه الغربيه والقدس وغزه ومخيمات اللجوء في الشتات.
فمنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965 اتفقت الفصائل المسلحة المختلفة على حسم خلافاتها بالحوار وحرمت اللجوء الى القوة ورفع السلاح في وجه بعضها البعض ، لفرض وجهة نظر معينة على الاخر بالقوة وفق ما عرف بطهارة السلاح وحرمة الدم الفلسطيني والاقتتال الداخلي باعتباره خطا احمر لا يمكن تجاوزه مهما اشتدت الخلافات وتباعدت المواقف وجرى الالتزام الى حد بعيد بهذه الثوابت الفلسطينية.لكن المشهد الاخير في مخيم عين الحلوة في صيدا لبنان قد اثارالمخاوف من نذر الفتنة الداخلية مما يستدعي التدخل السريع والحسم نحو وأد الفتنة من جذورها ومحاصرتها وعلاج اسبابها ومنع امتدادها بتدخل كل العقلاء في صفوف الشعب الفلسطيني للحفاظ على وحدته الوطنية التي تعتبر هي سر قوته وصموده في وجه الاحتلال الصهيوني .
يدرك الشعب الفلسطيني بأنه قادر على تجاوز هذه المحنة ولكن بالارتقاء الى مستوى المعاناة التي يمر بها، فيكفيه ما يتعرض له من اغتيالات وتصفيات واعتقالات اسرائيلية ومصادرة للاراضي وتغول لسياسة الاستيطان والتهويد والالتزام بالشعار الفلسطيني القديم بتوجيه كل البنادق الى العدو لا الى صدور ابناء الشعب الفلسطيني
بكل وضوح وفخر نقول دون تردد وبلا أي مواربة وبلا حساب ان ماجرى وخاصه بعد تجدد الاشتباكات واستخدام الاسلحه الثقيله والتي ادت الى تهجير عدد كبيرنا قاطني هذا المخيم وسقوط عدد كبير من الجرحى وسقوط قذائف على مستشفى الهمشري في المدينه و الذي معظم الفلسطينين يقصدونه للعلاج من كل منطقه الجنوب اللبناني لابل احيانا من بيروت وغيرها من المناطق اللبنانيه، هو عمل يلطخ جبين ابناء الشعب الفلسطيني أينما وجد على قاعدة أن الدم الفلسطيني خط أحمر وأن العبث في حياة الشعب الفلسطيني أمر لا يمكن السكوت عليه و المستفيد الوحيد منها العدو الإسرائيلي فقط وستجر الوبال والدمار على القضية الوطنية الفلسطينية التي ستكون الخاسر الأوحد. ولن تكون الغلبة لأي فريق على حساب فريق آخر، إلا أن كل الفرقاء وأبناء الشعب الفلسطيني سيكونون جميعا الخاسرين من مثل هذه الافعال، هذا الاقتتال والانشغال جاء على حساب تغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وعلى حساب حقوقه التاريخية المشروعة وعلى حساب التصدي للحقائق التي يفرضها الاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة سواء من خلال تعزيز الاستيطان ومواصلة نهب وسرقة الأراضي الفلسطينية المحتلة ومواصلة بناء جدار الضم والفصل العنصري والإيغال في عزل القدس والتنكر للشعب الفلسطيني لممارسة شعائره الدينية بحرية في عاصمته الأبدية ناهيك عن مواصلة سياسة الهدم والقتل والاقتحام اليومي والذي أخذت الحكومه الاسرائيلية اليمينه المتطرفه تصدر الفتاوى المبررة له، رغم إدانته من قبل القانون الدولي الذي يعتبره جريمة حرب.
ويساهم في تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية التي تعتبر من أعدل القضايا التي عرفتها الانسانيه.
يجري ذلك في ظل الحوار الذي يجري في القاهره ،الحوار الذي يجب ان يستكمل بحوارات أخرى تجري في كافة تجمعات الشعب الفلسطيني تهدف للتوصل لرؤية استراتيجية وطنية واضحة وواحدة يجمع عليها الجميع لتشكل البوصلة في العمل الوطني، يمكن من خلالها مخاطبة العالم بصوت واحد. هذ الحوار الذي سيعمل على توسيع رقعة المشاركة السياسية في القرار الوطني.لذا يجب ان يدق ناقوس الخطر،وعلينا ان نحذر منه ، فالفلتان الأمني والفوضى وخاصه اننا على اراض دوله اخرى مضيفه مثل لبنان الذي يمر بأوقات عصيبه فمن جهة يعاني من اوضاع اقتصاديه مترديه ومن جهه أخرى العدو الاسرائيلي الذي يتربص له ليشن عليه عدوانا غاشما ، لذا فأن ضعف تطبيق القانون فيه وخروج السلاح عن مساره دون رقيب سيؤدي الى عواقب لاتحمد عقباها .السلاح الحقيقي يجب أن لا يظهر إلا في وجه الأعداء. وكيف يمكن لهذا الشعب ان يطالب العالم بحمايته و بالسعي الجاد والنزيه لحل قضيته ، وبالتأكيد سيفاجئه هذا العالم بتساؤلات عما يجري على الساحة الفلسطينية الان،لذا الجميع مطالب بحل هذه المعضلات ووئدها قبل حدوثها .