الكاتب:
معتز خليل
تابعت الكثير من المنصات ووسائل الأعلام الرسمية الفلسطينية أخيرا في ضوء ما يجري في مخيم عين الحلوة ، والتي تباينت ردود أفعالها ، رغم أن ما تعيشه فلسطين الآن يدعونا للتأكيد على أهمية الشرعية ووحدة الصف الفلسطيني والتأكيد على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وفي هذا الوقت الدقيق هو الشخصية الأكثر أهمية في المجال السياسي الفلسطيني والشخص الوحيد القادر فعليًا على توحيد جميع الفصائل والحصول أيضًا على اعتراف دولي من شركاء السلطة الفلسطينية العرب.
ما الذي يجري؟
الحديث عما يجري في مخيم عين الحلوة طرح قضية دقيقة تتمثل في انتقاد مباشر لشخصية أمنية فلسطينية رفيعة ، ومحاولة توجيه زي اتهامات لها بصورة عصبية ومتشنجة .
وبالطبع يبدو إن السبب في ذلك هو أن هذه الشخصية الأمنية الرفيعة زارت لبنان وتحمل الكثير من المعلومات ذات المصداقية والمهمة والتي تحفظ إلى لبنان سيادتها وتنظم ما يجري في الشارع الفلسطيني أمنيا.
وقد بات واضحا في ظل التوترات التي أعقبت التصعيد الأمني الحاصل في مخيم عين الحلوة ، والهجوم الذي شنته عدد من الأوساط السياسية في محور المقاومة على اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية تحديدا إن هناك حالة من الاستياء التي تصيب هذا المحور لعدم مخاطبة اللواء فرج لها ، رغم إن اللواء فرج تصرف باحترافية زمنية حيث تحدث للجيش اللبناني ومؤسساته الأمنية ، ولم يتحدث إلى فصيل أو حزب، وهذه هي مبادئ العمل السياسي والأمني.
وبالطبع كان لهذه الخطوة الكثير من التداعيات ، ومنها ما كتبه القيادي في حركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق والذي قال إن اللواء ماجد فرج طلب من اللبنانيين عدد من الطلبات وهي :
1- نزع سلاح المخيمات
2- تشديد الرقابة على القواعد العسكرية لعدم نقل الخبرات العسكرية إلى الضفة
3- منع تدخل رئيس لجنة الحوار باسل الحسن في المخيمات
4- نزع السلاح من المخيمات وتفعيل دور الشرطة الفلسطينية
5- وجود العاروري في لبنان ومجموعات تدير المقاومين في الضفة.
وتتصاعد حدة هذه الأزمة مع التصعيد الحاصل في مخيم عين الحلوة وتصاعد الانتقادات لبعض من سياسات السلطة ومنها:
1- تواصل التنسيق الأمني مع إسرائيل
2- تواصل الاعتقالات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لبعض من النشطاء .
اللافت إن السلطة بدورها تبرر هذا الأمر بإنها محكومة بقواعد واتفاقيات دولية تفرض عليها ما تقوم به حاليا من سياسات ، وقد حققت هذه السياسات بعض من المكاسب السياسية المتميزة على الصعيد الدولي ، وهو ما لا ترض به المقاومة حاليا.
عموما بات واضحا دقة المشهد الفلسطيني الآن ، خاصة وأن الاشتباكات السياسية في مخيم عين الحلوة فتحت العيون على أن مشكلات المخيمات لا تزال قائمة وتحمل جذوراً خطرة في حال قرّر أي من الأطراف استخدامها.
وهنا لم تنتبه قوى محور المقاومة في هجومها الكبير لنقطة إنسانية تتمثل في إعادة إعمار ما تدمر في مخيم عين الحلوة ، والاكتفاء بمواصلة الهجوم على السلطة وعلى اللواء فرج ، في الوقت الذي تقوم فيه السلطة حاليا بمداولات واتصالات لمحاولة توفير الموارد اللازمة لإعادة إعمار المخيم الذي تدمرت الكثير من مرافقه في التصعيد الأخير.
وفي هذا الصدد كان واضحا ما قالته صحيفة الأخبار اللبنانية والتي زعمت إن الانشغال اللبناني بالنزوح السوري وبمخيمات النازحين، حجب لأشهر طويلة النظر عن قضايا المخيمات الفلسطينية الاجتماعية والسياسية والأمنية ، وبالكاد كان الاهتمام بما يجري فيها من خلافات داخلية، وارتباطها في أحيان كثيرة بما يحصل من مواجهات في الضفة الغربية وغزة مع السلطة الفلسطينية وضدها.
وأضافت الصحيفة إن حجم المشكلات الاجتماعية يضاف إليها تحوّل مناطق في المخيم إلى ملاذ آمن لهاربين من القانون، وتفاقم الخلافات داخل فتح التي أظهرت الأيام الأخيرة عدم تماسكها، وبينها وبين القوى الفلسطينية الأخرى، كلّ ذلك يجعل من أي ساحة عرضة للانفجار في أي لحظة.