الكاتب: المهندس محمد الريماوي
كيف تكون عادة تقسيمة الراتب؟
على الاغلب أن السكن يأخذ أغلب راتبك؛ أي من 30 إلى 40 في المئة
وبعدها المواصلات تأتي بنسبة 15 إلى 20٪ ،وبعدها عندنا الفواتير (ماء/كهرباء/هاتف) وهذه تشكل 10٪ من الدخل.
وبعدها عندنا الترفيه الذي يعتمد على السفر أو المطاعم أو السينما وتأخذ 15٪ من الدخل.
وهذه البنود كلها تشكل 80٪، بمعنى 4 آلاف لو راتبك 5 آلاف، والألف الباقية يجب أن تكون للادخار، وهي ضرورية مهما كان الراتب قليلاً، وهذه التقسيمة تختلف من شخص لآخر، فمنهم من يصرف مبلغاً أكبر للتعليم لو يريد أولاده بمدارس خاصة، ومنهم من يصرف للسيارة مبلغ أكبر، لكن هذه هي التقسيمة المثالية، ولا ينبغي لأحد أن يتوقع الاستثمار بمبلغ عالي، فدائماً الاستثمار يبدأ بمبالغ صغيرة فهذا هو التأسيس، ونحن نؤسس لثقافة التجميع أو الادخار، فهو يكون من البداية أي بمبالغ صغيرة.
ما هو الفرق بين الغني والفقير؟
✅ إن الغني يشتري ويستثمر في الأصول، فالأصول هي التي تدخل عائد، فنحن نريد لك أن تدخر لكي تشتري أشياء تعود عليك بالعائد.
✅ القاعدة الثانية تقول أن الاستثمار طويل المدى ولا يوجد استثمار قصير المدى وأكبر كذبة هي الثراء السريع، وهذا مدخل المحتالين اليك الذين يقومون بسرقة أموالك وأموال الغير، فليس هناك شيء يدعى الربح السريع، لكن هناك شيء يدعى استثمار طويل المدى، أي تترك الأموال تدخل لك مدخل جيد.
هناك استثمارات قصيرة المدى أي أسهم تشتري القليل وتربح لكن هذه لأشخاص مختصين، لأن الأغلب يدخل ويخسر ويخرج، فهذه تحتاج فن وعلم ليس لعامة الناس.
✅ قاعدة التنويع وهي تعتبر من أهم الأشياء، أي التنويع في نوع الأصل أو في مكان الأصل أو في الزمان الذي اشتريت به الأصل.
فمثلاً السندات هي نوع مهم من أنواع الأصول، وهي ممكن أن تكون سندات في خزانة الدولة وأنت ترى بها عائد عالي فتقوم بالشراء فيها فتقوم بالتنويع، صحيح أنها نوع واحد ولكن تقوم بالتنويع الجغرافي في دول مختلفة، وهذه السندات تعتبر منخفضة المخاطر، ✅ وبعدها عندنا العقار وهو من الأصول منخفضة المخاطر أيضاً، فالعقار نفسه عنده تنويع، فممكن شخص يشتري أرض أو شقة أو فيلا أو عمارة أو منتجع، فهناك أكثر من نوع للعقار، والتنوع الجغرافي في العقار أيضاً مهم، فتقوم بالشراء في عدة مناطق مختلفة.
✅ أما الأسهم فهي تعتبر من الأصول، فهناك أسهم عالية المخاطر ومتوسطة المخاطر ومنخفضة المخاطر، لكن سوق الأسهم مشكلته أنه محدود، أي ما يقارب 200 شركة، والجديد هو الاستثمار في الشركات الناشئة وهو ليس سهلاً لأن أغلبها مغلقة وبمبالغ عالية، فهذه الشركات من المهم أن تقوم بإنشائها بنفسك وتضع أموالك بها وتبدأ بها، أو أنك تستثمر في شركة جديدة، لكن الدخول في هذه الشركات صعب، والتمويل الجماعي حل عظيم جعل ما يقارب المليون شركة أو سجل تجاري بحاجة مستثمرين تدخل معها، فالتمويل الجماعي حل مهم وكبير لها.
✅ التمويل الجماعي هو مجموعة من الناس تمول وتستثمر في شركة معينة عن طريق إحدى المنصات المعتمدة المرخصة، وبدون حد أدنى، وتستطيع البدء بأي شيء كالفيزا كارد.
أنواع التمويل الجماعي: هناك أربعة أنواع:
✅ 1) تمويل الملكية الجماعية: بمعنى وضع المال ونصبح عندها متملكين في هذه الشركة.
✅ 2) تمويل الإقراض الجماعي: فنحن عندما نقوم بالتمويل لشركة ما لا يعني استثمارنا فيها ويكون لنا أسهم فيها، وإنما نقرضها للشركة وهي تعطينا أرباح عن هذا التمويل، ونحن لا نملك أي شيء في الشركة.
✅ 3) تمويل مقابل منتجات أو هدايا: فنحن نستثمر في شركة ما وعندما نشتغل تعطينا من منتجاتها، مثال: لو عملت شركة تنتج حقائب سأطلب تمويل لكي أعطيهم في المقابل حقائب عند إنجاز المشروع، فلن يكون هناك أرباح ولن تكونوا شركاء في الشركة، بل سأعطي منتجات وهدايا من الشركة عند الانتهاء.
✅ 4) تمويل مقابل التبرع: فلو دخلت في جو الجمعيات الخيرية وأحببت عمل مؤسسة غير ربحية تعالج مرضى الكلى سنحتاج أجهزة للغسيل، فسأطلب تمويل دون أرباح وأقوم باستثمارها في علاج المرضى، فالتبرع والاستثمار هو صدقة.
وكلها ندخل إلى المواقع المخصصة للتمويل الجماعي، وهناك شركات عدة تدخل في هذا الموضوع.
لماذا نعتقد أن المستقبل للتمويل الجماعي من الأساس؟
أول سبب هو أن هناك 90٪ من المنشآت هي متوسطة، ولا تمول من البنوك إلا بنسبة 3٪ من إجمالي تمويل البنوك للشركات
ثاني سبب هو حجم صناديق رأس المال الجريء في الشرق الأوسط كله لا تتجاوز 10 مليار، فتخيل المبلغ الضئيل هذا بجانب الشركات الناشئة الكثيرة التي تحتاج تمويل.
حجم الودائع بلغ 1.7 تريليون، أي أن هناك أموال لكن لا توجد قناة استثمارية، والنمو المتوقع للتمويل الجماعي على أقل تقدير يبلغ 26٪ سنوياً، والبنك الدولي يتوقع نمو سوق التمويل الجماعي إلى 4 مليار، وعالمياً يتوقع نمو حجم التمويل الريادي 1.2 تريليون دولار، وفي العالم اليوم هناك 2000 منصة تمويل جماعي في 67 دولة في العالم
لهذه الأسباب كلها نتوقع نمو كبير لسوق التمويل الجماعي في العالم، وهناك أكثر من شركة مرخصة للتمويل الجماعي
فمثلاً إحدى الشركات بدأت من فترة قصيرة واليوم عندهم 25 ألف مستثمر مسجل، فهم قاموا بتنزيل سبع شركات ولكن الشركات التي قدمت عندهم تنزل للناس تمويل جماعي قرابة 950 شركة، وهذه الشركات تقدم عن طريق الموقع ويقومون بعمل تشييك كامل عليها ويوافقون عليها، وهذا أسرع بمليون مرة من تنزيلها في سوق الأسهم، فهذه الشركات التي قاموا بتنزيلها فيها مصانع ومطاعم وتقنية وطبية وتعليمية، ومجموع قيمة الشركات التي طرحوها إلى الآن 140 مليون، وهي كثيرة ووفرت وظائف لأكثر من 31 شخص وهي شركات بسيطة.
مميزات شركات التمويل الجماعي:
التنوع في الاستثمار فسوق الأسهم فيه 200 شركة، وكلها شركات كبيرة، والشركات التي تستثمر بها هي شركات لم تصل لمرحلة النضج ولأسعار متضخمة، فكلها شركات ناشئة، فاحتمالية أنها تكبر وأسعارها تكبر كبيرة، لكن احتمالية نجاحها ضعيفة لأن أغلب الشركات الناشئة كثير منها لا ينجح، ولكن لو نجحت التقييم سيرتفع بشكل كبير، هذا لا يعني أن سوق الأسهم ليس بجيد فهو ممتاز.
سلبيات التمويل الجماعي:
المخاطرة جداً عالية، ويجب أن تكون مرخصة من سلطة النقد الفلسطينية ومعتمدة وليست موقع فقط لتحويل الأموال وهو موضوع موثق مربوط بثقة، فأي شخص يقدم ويضع هويته.