الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

سقوط حكومة نتانياهو لم يعد يهم الفلسطينيين .. فقد ترسمت إسرائيل كلها كدولة ابارتهايد

نشر بتاريخ: 09/09/2023 ( آخر تحديث: 09/09/2023 الساعة: 13:49 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام



لو سقطت حكومة نتانياهو اليوم او بعد سنة لن يغير هذا في واقع الفلسطينيين شيئا . لان اية حكومة سوف تتشكل في دولة الاحتلال سيكون لها نفس الأدوار ونفس الجرائم التي تواصل ارتكابها ضد الأرض وضد الانسان في فلسطين بغض النظر عن شكل الحكومة .
هناك مهمة واحدة للأحزاب الصهيونية وهي تحطيم فرصة إقامة دولة فلسطينية غرب النهر الى جانب مهمة مواصلة حصار شعب كامل في قطاع غزة وتهويد القدس وتسمين المستوطنات العنصرية .
وهناك مهمة واحدة لدى التنظيمات الفلسطينية وهي منع إسرائيل من العيش بهدوء على هذه الأرض ونزع الامن منها وبأي شكل حتى تدرك ان كل ما فعلته لن يفيدها في أي شيء وانها سوف تخسر " دولتها " وتخسر كل ما عملت من اجله لأنها حطّمت للفلسطينيين دولتهم وأملهم في مستقبل افضل .
بالمختصر المفيد ان مهمة حكومات الاحتلال الان هو اظهار أسوا ما عندها تجاه الفلسطينيين لدفعهم نحو حقول اليأس والقنوط والتفكك واقبول أي شئ. وبالمقابل ومن باب رد الفعل الطبيعي شرع الفلسطينيون في اظهار اقوى ما عندهم تجاه إسرائيل ، لتحقيق ثلاثة اهداف : تدمير حلم إسرائيل وإعادة الإسرائيليين الى المربع القلق الوجودي الأول . وجعل حياتهم جحيما لا يطاق داخل الخط الأخضر وخارج الخط الأخضر . وتدمير صورة إسرائيل عالميا كنظام ابارتهايد شيطاني لا مكان له في هذا العالم .

من ضمن اهداف الإسرائيليين لا يوجد أي هدف يقضي بإسقاط نظام الحكم القائم في الضفة الغربية او القائم في قطاع غزة .
ولا يوجد كذلك أي اهتمام فلسطيني في غزة او في رام الله يدعو الى اسقاط حكومة نتانياهو . فالموضوع صار اكبر من هذا بكثير .

تحاول إسرائيل تضخيم قدرتها على التحكم بالإدارة الامريكية والتأثير على قرارها . وهذا طرح مبالغ فيه مؤخرا لان الإدارة الامريكية لم تعد تطيق النظام السياسي في إسرائيل وان كانت لا تزال توفر له الحماية اللازمة .
ويحاول الفلسطينيون تضخيم قوة تأثيرهم على القرار العالمي وقوة نفوذهم في تشكيل موقف عربي جديد يصدم تل ابيب ويفشل جميع محاولاتها .
إسرائيل وفلسطين كلاهما يقدران بمبالغة كبيرة دور العامل الذاتي . رغم انني أرى في العام الراهن ان العوامل الموضوعية صارت هي الأهم وهي الأكثر حسما في الملفات الإقليمية والدولية . وان العامل الذاتي يتراجع الى دور ثانوي امام تطورات العالم الراهن .
لدى الجميع رغبة كبيرة ان يكون العامل الذاتي هو الحاسم . غزة تعتقد ذلك ومثلها رام الله . تل ابيب تعتقد ذلك ومثلها كييف .
ولكن منذ سنوات تبدو العوامل اللاإرادية والموضوعية هي التي ستحسم كل شيء .