الكاتب: احمد سعيد
بعد انتهاء الحرب الباردة.. راحت الصين تبحث لها عن مواقع اقدام جديدة تعوض فيها فترة غيابها عن الساحة الدوليه ..
ولم تجد مكانا غنياً اكثر من الدول الافريقية ذات الخيرات العديده بباطن الارض والاقتصاد المنهار .. فبدأت الصين محاولاتها لدخول تلك القارة بكل قوتها واقتصادها القوي ايضا .. حيث اصبح وجودها المتنامي يعكس اولوياتها من الناحية الاقتصادية والسياسية .. حيث يعتبر وجود الصين في القارة اهم تطور .. بحيث تظهر الصين ان علاقاتها مع القارة السمراء لصالح تطوير اقتصادها بينما الواقع يعكس اطماع ومصالح الصين اولا واخيراً .. ثم يأتي ضمن اهداف الصين بدخولها لافريقيا غير الكسب الاقتصادي هو محاولة عزل تايوان وكسب حلفاء جدد لكسب الدعم في المحافل الدوليه ..اضافة لزيادة القوة الناعمة وتقديمها كبديل للغرب في تلك القارة ..
كما تعمل الصين على تأكيد مكانتها كقوة عظمى في انحاء افريقيا في ضوء المستجدات الدوليه .. ولاسيما لتأكيد وصولها واحتكارها غير المقيد الى معادن الارض النادرة والطبيعية ..
وتعمل الصين على اقامة علاقات فعاله وقوية مع الحكومات الافريقية عبر دعم سخي لتشييد البنية التحتيه التي تشتد الحاجة اليها في انحاء القارة .. حيث تعتبر الصين الان اكبر شريك تجاري رئيسي للقارة ومستثمرا بارزا في مشروعات البنية التحتية والتعدين .. وهناك تحليلات تقول ان الصين تعمل على توسيع نفوذها في كافة انحاء العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا ..
ولعل زيارة وزير الخارجية الصيني للقارة السمراء يأتي ضمن هذا الاطار وهذا التوجه ..
كل ذلك يدلل على ان الصين لم تعد كما كانت سابقا تقدم الدعم لقوى التحرر وللدول الفقيرة والمحتاجة .. فهي الان تتحرك وفق مصالحها واهدافها الاقتصادية والسياسية بما يجعلها تنافس الدول الكبرى في كل كافة المجالات والساحات!