الكاتب: مروان أميل طوباسي
لم يكن اليوم كغيره من الأيام ، فشعبنا اثبت ان للأرادة مسار يعيد بها الكرامة أمام ما يواجهه من الأحتلال الأستعماري والفصل العنصري الأكثر وحشية بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية منذ 75 عاما ، وخاصة ما حدث من اعمال قتل يومي منذ بداية هذا العام بالقدس وجنين ونابلس وطولكرم ورام الله والخليل وطوباس واريحا ومخيماتها الصامدة من قبل الحركة الصهيونية وحلفائها الغربيين وبالمقدمة منهم الولايات المتحدة ، وعلى وجه الخصوص من قبل هذه الحكومة العنصرية الفاشية الدينية بقيادة الثلاثي نتنياهو وسموترتش وبن جيفير دون اغفال دور كل الحكومات الصهيونية الليبرالية السابقة . ففي معارك الحرية هنالك ثمن لكل فعل مقاوم ، لكن ما حدث اليوم وبغض النظر عن ما ستتجه له الأمور خلال الأيام القادمة أعاد الثقة لشعبنا بنفسه أمام جنود احتلال جبناء ومرغ وجه التحتلال وما يدعيه من جبروت بالتراب . على أمل أن يتمكن العالم ومن العرب اولا ان يمنعوا دولة الاحتلال من المقامرة بمزيد من القهر والقتل الذي تسعى له لاستعادة صورتها الممزقة اليوم على اثر ذلك وعلى اثر تفسخ مجتمعها وتصاعد رأي الشعوب حول العالم ضد سياساتها الاجرامية من الاحتلال حتى الابرتهايد الذي اصبحت دولتهم توصف به ، الأمر الذي يجب أن نبني نحن عليه .
يجب أن تكون أفكار العالم دائمًا مع الشعب المُضطهد ، ويجب إدانة الاحتلال دائمًا اينما كان ، وإسرائيل لا تدافع عن نفسها، إنها تدافع عن احتلالها الاستعماري ، فهي ليست ضحية كما تدعي منذ قرن من الزمن .
المقاومة ثقافة وسلوك حياة يرفض كل أنواع القهر ، وهي أسلوب حياة من أجل الخلاص ، وهي الوسيلة لتطبيق مفاهيم الإنسان في الحرية والعدالة والمساواة والوصول إليها عند تغييبها ، هو رفض مصادرة الحق في الحياة وتنوع ثقافاتها.
وتتنوع أشكال المقاومة، سواء كانت عنيفة أم لا، وسواء كانت مسلحة أو سلمية، فهي المقاومة الشعبية، ولكل شكل من أشكال المقاومة خصوصياته الوطنية والتاريخية الخاصة، والتي تنبع من واقع مجتمعه، والسياقات الاجتماعية والسياسية المحيطة به.
وشعبنا الفلسطيني يتعامل معها كظاهرة سياسية مرتبطة بالسيادة وحق تقرير المصير ، بجعل الاحتلال الإسرائيلي مكلفا، والحرية حقيقية، والسلام العادل ممكنا.
كما أن هناك من يتعامل معها، على أنها عملية تغيير اجتماعي وحضاري وثقافي ضد الظلامية والتخلف ومختلف أشكال الاستغلال، كما هو الحال في بعض الدول .
ليس في المواثيق الدولية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية الأخرى، ما يُضعف أو ينتقص من الحق الطبيعي للأفراد والجماعات والدول في الدفاع عن أنفسهم وبالمقاومة ، كما أقر المجتمع الدولي بأن لجميع الشعوب وللأفراد حق ثابت في الحرية الكاملة وتقرير المصير، وهذا ما حدث في أوروبا خلال مقاومة شعوبها ضد النازية والفاشية ، وما حدث أيضًا من قبل جميع الشعوب في كفاحهم لمقاومة الاستعمار القديم والجديد ، كما ضد الاحتلال وجميع أشكال التمييز العنصري والقمع والاستغلال . المقاومة حق طبيعي، والمقاومة تعبير عن الوجود الحي .
على الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول التي تتسابق الآن على إدانة اعمال المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن حق شعبنا بالحياة بمقابل توحش الاحتلال الإسرائيلي اليومي بالقتل والتدمير والترحيل القسري والتطهير العرقي الذي يمارسه ضد شعبنا الفلسطيني ، كما والانتهاكات ضد المقدسات المسيحية والإسلامية والاعتداء على المصلين ورجال الدين كما حدث قبل أيام من المستوطنين وجنود الاحتلال أمام كنيسة القيامة بالقدس واقتحامات المسجد الأقصى ، أن تتوقف عن انحيازها الأعمى وسياسات الكيل بمكيالين لقضايا الشعوب والادعاء بحق إسرائيل قوة الاحتلال بالدفاع عن نفسها ، فهي تدافع عن استدامة احتلالها الاستيطاني البشع كما والابرتهايد . على اوروبا والاسرة الدولية ان تعمل من أجل ادانة وإنهاء الأحتلال ونظام التمييز العنصري ، وتامين حق تقرير المصير لشعبنا واستقلاله الوطني وعودة لاجيئنا المشردين بحكم جرائم التطهير العرقي ، فذلك هو الطريق الوحيد للسلام الذي يسعى شعبنا له .
لم يكن من المناسب أن يخلو بيان المجلس الثوري لحركة فتح العمود الفقري للحركة الوطنية ولمنظمة التحرير ، من الاشارة إلى حق المقاومة والاستغناء عن ذلك بالاشارة إلى حق شعبنا بالدفاع عن النفس ، انطلقنا عام ١٩٦٥ لنقاوم واستمرت ثورتنا وفق ذلك وسيستمر شعبنا بالمقاومة بكل اشكالها حتى حرية شعبنا وكل الأسرى الأبطال وجثامين شهدائه الخالدين .