الكاتب: رمزي عودة
تصعد إسرائيل من موجه الكراهية ضد الفلسطينين في مختلف أنحاء العالم الغربي. ونجحت في إستغلال حرب غزة التي تدور رحاها حتى الآن في إعادة انتاج النكبة، ولكن هذه المرة تحت عنوان "نكبة الإسرائيليين". أطفال قطعت أعناقهم، نساء مغتصبات، بيوت فجرت على يد الإرهابيين الفلسطينيين، آلاف المدنيين يُقتلون بدم بارد، مدنيون مختطفون، تمثيل في الجثث، سرقة الممتلكات الخاصة، الى آخره من الصور التي أطلقتها الرواية الإسرائيلية وتبنتها وسائل الإعلام الغربية حتى دون وجود أي دليل عليها !. لدرجة أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بايدن تحدث بتراجيدية مبالغ فيها عن هذه الجرائم المأساوية ضد اليهود، مما اضطر البيت الأبيض الى التراجع عن هذه التصريحات لاحقا لعدم وجود أي أدلة عليها. ليس هذا فقط، فقد تبنت الدوائر الغربية الرواية الإسرائيلية في تفسيرها جرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزة تحت حجة حق الدفاع عن النفس!. والغريب في هذه الحجة، أن حق الدفاع عن النفس في القانون الدولي لا يمكن أن يتضمن إرتكاب جرائم حرب انتقامية ضد شعب يأسره، وهو الأمر الذي يشاهده العالم أجمع في القطاع في بث حي ومباشر، آلاف الشهداء والمصابين الفلسطينيين، 60% منهم أطفال ونساء، آلاف الوحدات السكنية تم تدميرها على رأس سكانها، 13 منشأة صحية دمرت، تدمير كامل للبنى التحتية في القطاع. 360 الف نازح. والتفسير الوحيد في الدوائر الغربية لهذه الجرائم هو حق إسرائيل في الدفاع عن النفس. في الواقع إنهم يقتلون شعباً بأسره أمام أعين العالم التي تبكي غيرهم !.
من الواضح، أن الذي يحدث الآن هو جهد صهيوني عالمي منظم لإعادة إنتاج موجة جديدة وكبيرة من موجات معاداة الفلسطنة، وإذكاء موجة جديدة من معاداة اللاسامية وكأن القتلى الإسرائيليين قتلوا بسبب يهوديتهم. موجة عالمية بدأت بإرسال بوارج وحاملات طائرات أمريكية وبريطانية لدعم دولة إسرائيل، رؤساء دول يتباكون لدعم إسرائيل واليهود، مليارات الدولارات مساعدات للمنكوبين اليهود، أسلحة أمريكية مقدمة للجيش الإسرائيلي غير مشروطة الاستخدام، إدانات عالمية للجرائم الفلسطينية ضد اليهود، إعادة انتاج وتبني الرواية التاريخية الصهيونية في فلسطين كأرض للميعاد!، إعطاء الضوء الأخضر لدولة الاحتلال بتنفيذ الإبادة لجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، محاولة ابتزاز السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال وقف المساعدات الغربية. منع وإيقاف كل مظاهرات التأييد للشعب الفلسطيني في العواصم الغربية. وفي النتيجة، فإننا مستهدفون كفلسطينيين عرب متمكسين بأرضهم وبأحقيتهم في إقامة دولتهم المستقلة. وما تقوم به إسرائيل والدول الغربية لا يمكن تفسيره إلا بمنطق الكراهية والعنصرية ضد الفلسطينيين. وعليهم أن يدركوا جميعاً بأننا لن نقبل أبداً بتشريدنا وإبادة شعبنا وتصفية قضيتنا، لن نقبل بأن نتازل عن ثوابتنا الوطنية والقومية، ولن نرضخ لسياسات المساومة والابتزاز السياسي. كنا وسنبقى فلسطينيين فقط. شعب عظيم يستحق الحياة والدولة.