الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدعم الأمريكي لإسرائيل.. تحليل وتأثير وتحيز أعمى

نشر بتاريخ: 14/10/2023 ( آخر تحديث: 14/10/2023 الساعة: 18:04 )

الكاتب: د.جيهان اسماعيل


على الرغم من أن المتغيرات الحادة فرضت نفسها على المنطقة والعالم خلال الثلاثة عقود الماضية، إلا أن العلاقات السياسية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ارتبطت بمقومات رئيسية تبناها النظام السياسي الأمريكي ذاته. وعلى ذلك استمرت العلاقات السياسية الفريدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والصداقة تحولت بينهما الى تعهد امني واصبح التعامل بينهما يتم على أساس عائلي وهو توصيف جديد في العلاقات الدولية يندر حدوثه أو تكراره،وعلى الدوم كانت اسرائيل هي الحليف الاستراتيجي لواشنطن في منطقه الشرق الاوسط لذا كان من الطبيعي ان يكون الموقف الامريكي داعما لها ولكن لم يكن من الطبيعي الدعم المطلق الاعمى والى هذه الدرجه في بلد يدعي بانه المدافع الاول عن الديمقراطيات والحريات في العالم.كان عليها بعد عمليه طوفان الاقصى ان تأخذ موقفا مغايرا لما اتخذته وخاصه على المستوى المعنوي الذي اتخذ من اعلى مستوى في الاداره الامريكيه والذي تبلور في بيانات المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى المساندة لإسرائيل أو من خلال اتخاذ إجراءات سريعة لترجمة هذا الدعم على أرض الواقع، الذي جسده قرار وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بإرسال حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد آر فورد" إلى البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز الإمدادات الجوية في المنطقة.
ففي اول اطلاله له بعد عمليه طوفان الاقصى اجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالًا هاتفيًا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، 7 أكتوبر 2023، عقب شن حركات المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، مؤكدًا "أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب إسرائيل، وتدعم بشكل كامل حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها، ووصف الرئيس الأمريكي بايدن هذا الدعم بأنه صلب كالصخر مضيفا بأن هذا ليس الوقت المناسب لاي جهه معاديه لاسرائيل للسعي لاستغلال هذه الهجمات لمصالحها الخاصه العالم كله يراقب." واضاف:"انه لم يكن يعتقد انه سيرى صور الارهابين وهم يقطعون رؤوس الاطفال الاسرائيليين " وهذا ما نفي لاحقا وهذا ما أكدته صحيفه الواشنطن بوست عن متحدث باسم البيت الابيض قوله "انه"لا الرئيس بايدن ولا اي مسؤول امريكي رأى اي صور او تأكد من صحه التقارير بهذا الشأن لذا تراجع البيت الابيض عن تصريح بايدن وان هذا الموقف انبنى على مزاعم مسؤولين إسرائيلين وتقارير اعلاميه محليه .
سؤالي للسيد بايدن هل راقبتم او علمتم بان بنك الاهداف الاسرائيلي كان الاطفال الفلسطنيين او انكم لاتريدون رؤيه ذلك ؟الم تروا او تسمعوا كيف يقتل الاطفال الفلسطنييين العزل؟ وكيف لا يتمكنون من الدراسه فهل رايتم او سمعتم كم ساعه يقف الطفل الفلسطيني على الحاجز لكي يصل الى مدرسته هل شاهدتم او سمعتم بالمدارس التي دمرت او البيوت التي هدمت وحرق اطفالها مثل الطفل دوابشه الوحيد الذي نجا من عائلته ومحمد خضر الذي يحمل الجنسيه الامريكيه كم طفلا في السجون الاسرائيليه ؟؟؟ كلي ثقه بأنكم على بينه من ذلك وان ادارتكم على درايه بما تحمله الشعب الفلسطيني طيله ال75 عاما، ولكن تعملون انفسكم بانكم لاترون ولاتسمعون ولاتعرفون لذا على الفور اعلنت وزاره خارجيتكم على لسان وزيرها انتوني بلينكن تضامن امريكا مع حكومه وشعب إسرائيل وادان الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل وسارع على الفور باجراء. اتصالات بوزراء خارجيه مصر والسعوديه وقطر والاردن واسرائيل وتركيا والمانيا وايطاليا. وبريطانيا ، كما أجرى بلينكن، اتصالات هاتفية بكل من الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والحث على تعزيز الجهود الرامية لاستعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية، وفقًا لما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، فضلًا عن زيارته لاسرائيل وبعد ان وطأت قدماه امس ارض إسرائيل كشر عن انيابه وبكل عنصريه اعلن بأنه اتى كيهودي وليس كوزير خارجيه لدولة عظمى تدعي بانها ديمقراطيه وتنبذ العنصريه وقام بتهديد مبطن للدول العربيه التي ستساند حماس واظهر المزيد من التضامن مع إسرائيل قائلا بانه يحق لها الدفاع عن نفسها السؤال هنا للسيد بلينكن من يدافع عن حق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للظلم والقتل والتدمير والتهجير والمحاصره والمحروم من ابسط حقوقه منذ75 عام.
اما البنتاجون الامريكي ممثلا بلويد اوستن والذي اعلن عن تواصله مع. وزير الدفاع الإسرائيلي، للعمل على ضمان امتلاك إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها،واصدر بيانا جاءته بأنه سيعزز من دعم ومساندة إسرائيل، ويعلن أن الولايات المتحدة ستزود قوات الدفاع الإسرائيلية بسرعة بمعدات وموارد إضافية بينها ذخائر، وتنوع ذلك الدعم جوا و بحرًا: بحريا وجه وزير الدفاع حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تعلن عزمها إرسال حاملة أخرى في الفترة المقبلة. أما جوًا، فقد أكد وزير الدفاع الأمريكي، تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة، التي تشمل بالإضافة إلى حاملة الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية "يو إس إس جيرالد فورد"، طراد الصواريخ ومدمرات الصواريخ الموجهة. وكذلك تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأمريكية.
اما الكونجرس الأمريكي والمعطل فقد وضع بعض مشرعيه قرارات تقوم على إدراج المساعدات لإسرائيل كما طرح مساعدات مقترحة تقوم على إعادة تزويد نظام القبة الحديدية بالصواريخ الدفاعية لعدم نفاد مخزونها.
الموقف الامريكي برمته ضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدوليه التي تؤكد على عدم التعرض للكوادر الطبيه والصحيه والمحرم دوليا لم تنتبه له المواقف الامريكية ولم تعيره اي انتباه وقصف القوافل التي هجرت بطلب من اسرائيل والتي قتل فيها 67 مواطنا غزاويا معظمهم من الاطفال والنساء. ناهيك عن الجرحى اثناء نزوحهم الى جنوب القطاع وبناء على الطلب الاسرائيلي تم الصمت عليه
وضربت امريكا بعرض الحائط القوانين الدوليه لحمايه الصحفيين وعدم التعرض لهم على لسان الناطقه باسم البيت الابيض اوليفيا داونت في تعليقها على مقتل صحفي من رويترز وجرح مراسلين اخرين من مراسلي الجزيره على الحدود اللبنانيه -الاسرائيليه اكتفت بالتعليق حتى دون شجب او ادانه قائله"بأن هناك تقارير وصلت حول هذا الموضوع والذي حصل طبيعي لان هذه المهنه محفوفة بالمخاطر وسنحث اسرائيل على وقف مثل هذه الاعتداءات."
بات من الواضح أن مفردات الموقف الأمريكي السابق من عملية "طوفان الأقصى"، تعكس تحيزًا واضحًا لإسرائيل، دون البحث عن جذور المشكلة الرئيسية في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي، ومحاولة حلها، التي تقوم على احتلال إسرائيل لأراضي عربية، منها الأراضي الفلسطينية التي تشكل جوهر هذه المشكلة، مع رفض إسرائيل الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، التي تقر الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وحمايته وفق المواثيق المتعارف عليها دوليًا بأنه شعب أعزل تحت الاحتلال. وربما يدفع الموقف الأمريكي المتحيز لإسرائيل المنطقة إلى سيناريوهات استمرار الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل مع تجاهل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات إبادة جماعية يقوم بها جيش الاحتلال، من خلال استهداف المنشآت والمدنيين وقطع المرافق الرئيسية من كهرباء ومياه عن قطاع غزة، بما أدى إلى تزايد الخسائر البشريه. والذي تجاوز الرقم ٢٢١٥ شهيداً و منهم ٧٢٤ طفل و ٤٥٨ سيدة والحبل على الجرار واصابه ٨٧١٤ مواطنا بجراح مختلفه منهم ٢٤٥٠ طفل و ١٥٣٦ سيدة .
خلاصه القول:ان الدعم الأمريكي المطلق، سيكون بمثابة غطاء للحكومة الأكثر يمينية وتطرفًا في تاريخ إسرائيل، واعطائها الفرصة لتحقيق مشروعها في تصفية القضية الفلسطينية برمتها وخاصه بعد إعلان بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل في حالة حرب، وانضمام بعض رموز المعارضة إلى حكومة طوارئ تدير تلك الحرب، وموافقة الحكومة الإسرائيلية على تجنيد 360 ألف جندي من الاحتياط للمشاركة في العمليات العسكرية، وصولًا لما وصفه بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستغير الشرق الأوسط. هذا الواقع سيدفع المنطقة إلى أتون عنف محتمل وصراعات ممتدة، وربما ستتعدد ساحاتها ولا يُعرف مداه المتوقع.فبدل ان يتمثل الموقف الامريكي في التهدئة، ويقوم على ضرورة دخول قوى إقليمية ذات ثقل للتهدئة بين الجانبين ومنع التصعيد المتبادل، وتأتي في مقدمتها مصروالاردن التي نجحت في تجارب سابقة لتحقيق تلك التهدئة. غير أن سيطرة روح الانتقام على أعضاء الحكومة الإسرائيلية، أمثال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قد تؤخر تحقيق هذا السيناريو الذي سيكون هو المخرج الملائم للطرفين للخروج من المأزق، لا سيما وأن الوسائل السلمية هي الأنسب لتسوية مثل هذا الصراع المعقد مهما طال أمد التصعيد، وسيزيد العنف والعنف المضاد وهو الأمر الذى يدعمه معظم دول العالم .وأن موقف بلادها المبدئي والثابت يقوم على أنه لا يمكن بوسائل القوة حل هذا النزاع المستمر منذ 75 عامًا، ولكن يمكن حله بالوسائل السياسية والدبلوماسية، ومن خلال عملية تفاوضية كاملة على الأسس القانونية والدولية المعروفة، التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بسلام وأمن مع إسرائيل.