الكاتب: د.فوزي علي السمهوري
بعد أحداث 11 / 9 / 2001 جابت وفود أمريكية دولا عربية تبحث عن جواب للسؤال لماذا تكرهوننا ؟
و اليوم بعد 22 عاما وبعد خمس وسبعون عاما من نكبة الشعب الفلسطيني بإغتصاب وطنه التاريخي وطرد نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه نتيجة لحرب تطهير عرقي وحرب إبادة خاضتها قوات الإستعمار البريطاني وعصابات الحركة الصهيونية اليهودية بحق الشعب الفلسطيني تلك الحرب التي ما زالت دائرة بعد إحتلال إستعماري إحلالي إسرائيلي لباقي أرض فلسطين إثر عدوان الخامس من حزيران 1967 .
الدعم والإنحياز الأمريكي والاوربي للكيان الإستعماري الإسرائيلي بسياسته العدوانية وإمعانه بإرتكاب جرائمه التي تصنف في أبسط حالاتها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإجراءاته بتابيد إستعماره لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمحدد حدودها ومساحتها بمضمون قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 " قرار تقسيم فلسطين لدولتين " الذي شكل المرجعية لقرار مجلس الأمن بقبول إسرائيل عضوا بالجمعية العامة للأمم المتحدة .
هذا السيناريو تعمل حاليا أمريكا ومحورها من دول غربية لإعادة تكراره بدعم وتمكين سياسي وعسكري دون خجل لصنيعتهم الكيان الإستعماري الإرهابي الإحلالي العنصري من إنجازه بإرتكاب اوسع وابشع صورة من جرائم حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية من نهر الأردن .
ما يدور حاليا على مدار الساعة من عدوان إسرائيلي همجي دموي على الشعب الفلسطيني في غزة بإستخدام كافة اشكال وانواع السلاح البري والجوي والبحري والأسلحة المحرمة دوليا وبإلإعلان الإسرو أمريكي عن هدفهم الرئيس بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر إلا النموذج الابلغ وضوحا لمعان حرب التطهير العرقي المحظورة بالشرعة الدولية والمعاقب عليهآ وفق نظام المحكمة الجنائية الدولية التي تعرضت وتتعرض لضغوط أمريكية واوربية لوقف إجراءاتها بالسير بالقضية التي رفعتها القيادة الفلسطينية بمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب .
ما تقدم الشعب الفلسطيني يوجه سؤالا هاما للرئيس الأمريكي بايدن ولإدارته وللإدارات السابقة لماذا تكرهوننا ؟ ولماذا هذا الموقف العدائي للشعب الفلسطيني يمثل مرآة عاكسة للعقلية والإستراتيجية الأمريكية إتجاه عموم الشعب العربي وللعالم الإسلامي وما تصريح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في مطار تل أبيب " اللد سابقا " بأنه يأتي كيهودي إلا تأكيد لذلك وتأسيس لحرب دينية ستكون مدمرة على العالم .
هل دوافع الكراهية والعدائية الأمريكية والاوربية تعود إلى :
أولا : الفشل في النيل من إرادة الشعب الفلسطيني المستمر بنضاله من أجل الحرية والإستقلال بكافة الوسائل المكفولة دوليا على مدار قرن من الزمن .
ثانيا : فشل الحركة الصهيونية بتذويب الهوية الوطنية الفلسطينية التي راهن قادتها على أن الكبار يموتون والصغار ينسون .
ثالثا : صعوبة إدماج الكيان الإسرائيلي المصطنع بالوطن العربي والإسلامي مع إستمرار الإحتلال الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة الذي يشكل عقبة أمام الإنتقال للمرحلة الثانية بتمكين " إسرائيل " كوكيل من الهيمنة على مفاصل القرار السياسي والإقتصادي على الدول العربية وعلى ثرواتها .
رابعا : إرتفاع الإنتماء الوطني لفلسطين والروح النضالية لدى الأجيال المتعاقبة من أبناء الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها المتمسكة بحقها التاريخي بالعودة إلى فلسطين وبالحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
خامسا : لما تمثله القضية الفلسطينية بمركزيتها لدى الغالبية الساحقة من الشعب العربي واحرار العالم ومنارة لمقاومة قوى الإستعمار العالمي بصوره المتعددة .
الشعب الفلسطيني بالرغم مما يعانيه من مؤامرات لتصفية قضيته وتهجير أكبر عدد بالترهيب وبإستخدام بالقوة خارج وطنه وبالرغم من موازين القوى التي يتفوق بها العدو الإسرائيلي متسلحا بالدعم والإنحياز الأعمى الأمريكي الأوربي لكيان مارق إلا أنه ماض في نضاله الوطني بمواجهة الإستعمار الإسرائيلي العنصري بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بالتصدي للمؤامرة الهادفة إلى تصفية قضيته وتقويض حقه الأساس بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس حتى إنجاز أهدافه الوطنية مدعوما من أحرار العالم دولا وشعوبا .
بايدن في جولته للمنطقة آن له ان يعيد تقييم مواقفه من إنحياز أعمى للعدوان الإسرائيلي والإستجابة لحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بدأ بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الهمجي الدموي على قطاع غزة وفي عموم أراض دولة فلسطين المحتلة .
التنسيق المشترك بين القيادات الفلسطينية والأردنية والمصرية والموقف الموحد بمخاطبة الرئيس بايدن وحثه على تبني موقفا داعما لترسيخ السلم والأمن الإقليمي يكتسب أهمية فإستمرار هذا العدوان الإسرائيلي الإرهابي يصنف وفق القانون الدولي بشن حرب تطهير عرقي وحرب إبادة سيؤدي إلى زعزعة الأمن القومي لكل من الأردن ومصر..... لا مجال لقبول الكلام المعسول فالتاريخ الأمريكي مع القضايا العربية عامة والفلسطينية خاصة بتنصلها من إلتزاماتها كما تنصلت إسرائيل من إلتزاماتها بتنفيذ إتفاق اوسلو والإنقلاب على تعهداتها وفق معاهدتي كامب ديفيد ووادي عربة إلا إنعكاس لسياستها بالإنقلاب على تعهداتها حال تحقيق أهدافها..... ؟
الإزدواجية الأمريكية والإنحياز الأمريكي للعدوان الإسرائيلي لا يتوقف إلا بموقف عربي موحد متسلحا بلغة المصالح في ظل قرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.... ؟
هل ستستمر الادارة الأمريكية بسياستها المنحازة للعدو الإسرائيلي خلافا لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة بتجذير الكراهية والعداء لدى الأجيال العربية وطليعتها الفلسطينية ردا على الكراهية والعدائية الأمريكية للشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي....؟