الكاتب: مروان أميل طوباسي
ليتك تعرف ايها الرئيس رغم أنك الصهيوني الجيد كما عرفت نفسك ، أن في وطني شعب سقط منه ما فاق ٥٠٠ من الشهداء في قصف بشع استهدف المستشفى الأنجيلي المعمداني قبل ساعات ، إضافة إلى اكثر من ٣٠٠٠ من الشهداء في قطاع غزة قتلتهم دولة الأحتلال المارقة من عشرة أيام وعشرة آلاف من الجرحى.
لكن في وطني شعبا يرفع رايته ويُسقط راية مضطهديه ، في بلادي شعباً وفياً لتراث ثورته وكفاحه وشهدائه يسعى لأنهاء أحتلال استيطاني ونظام فصل عنصري بغيض . شعب لا يلهث خلف وعود تحسين شروط حياة تحت أستمرار حراب الأحتلال الأستعماري الذي أنشئته دولتك الأمريكية التي قامت هي أيضا على حساب شعب هو صاحب الأرض الأصلاني . نحن شعب محب للحياة فُرض عليه قهركم أن يكون صاحب تاريخ طويل من التضحيات ، شعب لن يقبل بمشروعكم لشرق أوسط جديد يقوم وفق رغباتكم ورغبات حكام الأحتلال الذي يتهاوى فيه تجانس مجتماعاتهم التي أتت إلينا من كل اصقاع الأرض.
فشعب فلسطين الذي تعرض لنفس جريمة التطهير العرقي من قبل التي ارتكبها اسلافك ضد شعوب امريكيا الاصيلة ، وما زال يتعرض لها منذ ٧٥ عاما من قبل الحركة الصهيونية العالمية لن يُبدل الكرامة الوطنية بمال وحوافز ، فليس بالخبز وحده يحي الإنسان كما قال السيد المسيح ، الذي طلبت منا ان ننتظر عودته حتى يُحقق لنا مطالبنا المتواضعة بالحرية والأستقلال الوطني . لكننا سنحققها قريبا جداً لأننا مؤمنين بأنه أتى وصُلب على أيدي هؤلاء الذين تساندهم ، ومن ثم صَعد إلى السماء كمخلص للبشر ونحن منهم لأنه منا نحن الفلسطينين .
أن الأجهار بيهودية وزير خارجيتك كان قولاً عنصريا متعمدا لأشعال بواطن الحرب الدينية البغيضة التي لا تعكس واقعنا ، لأننا محبين لكل الأديان السماوية كما أصلها دون تحريف بها . كما انك أيها الرئيس بايدن بأشهارك صهيونيتك جهاراً هو تعبير عن إشهار حقيقة مناصبة العداء لشعب يدفع بصموده وتمسكه بأرض اجداده ثمن قيام اسلافك الصهاينة والمتجددين من المسيحيين الصهيونين بتبني الرؤية التوراتية لما يسمونه أرض إسرائيل الكبرى المزعومة ومقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، وثمن إقامة كيان دولة دينية استعمارية عنصرية على حساب حقوق شعبنا صاحب الأرض والرواية والتاريخ ، تماما كما فعلتم في ماضي تاريخكم العنصري الأبيض ، فأنت "الأمريكي القبيح" ، وهو كما وصفه الكاتب الأمريكي الصحفي وليم ليدرر بذلك العنوان . كتابه الذي حدثنا به عن نظامكم ومؤسستكم وكيف تحكمون شعبكم وتمارسون دور الشرطي الفاسد في هذا العالم ، وتحجبون عنه حقائق ما يدور في هذا الكون ، فتصنعون منه "أمة من الغنم" وفق اسم كتابه الاَخر لذلك الصحفي .
فتخدعون شعبكم منذ ان خِدعَتكم الأولى في حرب لاووس واجتياحكم لها ، مرورا بكل حروبكم المفتعلة وجرائمكم في قيتنام ، كوريا ، كوبا ، امريكيا اللاتينية ، البلقان ، العراق وسوريا وغيرها العديد من الدول والاَن في اوكرانيا وفلسطين ، لأنكم تريدون الأستمرار في إشعال الحروب خدمة لمصالحكم الأستعمارية الاقتصادية والسياسية .
فبالنسبة لدعايتكم الإعلامية فهي شعوذة وخداع ، ولذلك فأن أمتكم التي اخترعتوها دون تاريخ حضاري وتراث ثقافي عريق لا يمكنها أن تبقى على قيد الحياة كما تريدونها بنظامكم لمدة طويلة على أساس خداع النفس والإعلام الكاذب الذي ما زلتم تحترفون صناعته .
كان يجب أن تكون حروبكم وتدخلاتكم المنافية للقانون الدولي الذي لا تحترموه اصلاً دروساً لكم تتعلمون منها ، وكيف لكم ان تحترموه وانتم قد عارضتم واسقطتم امس مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الذي كان يدعو لوقف العدوان واتاحة المجال لهدنة إنسانية وممرات لإدخال الطعام والدواء .
حروبكم كانت غير مبرره ودائما كنتم تختلقون او تبحثون عن "عدو" لتقاتلوه . لكنكم ورغم كل هزيمة لكم على النطاق الدولي تستمرون في اتباع السياسات نفسها ، فتفشلون وتنتصر إرادة الشعوب وثوراتها التي تصبح واقعا ضروريا في مواجهة الظروف التي توفروها انتم بفعل سياسات العداء والحقد والاستغلال والكراهية لحقوق الشعوب ومصالحها ومقدراتها ، كما توفرونها اليوم بمشاركتكم لجرائم دولة أحتلال وتمييز عنصري ، فترسلون بارجاتكم وطائراتكم وصواريخكم لأرتكاب الابادات الجماعية ضد شعبنا الذي يقاتل المُحتل ويدافع عن نفسه وفق ابسط المواثيق الدولية لحق شعب يخضع للأحتلال ، وتأتون للمشاركة في اجتماع مجلس حربهم .
لكن شعبكم الأمريكي رغم تبايانته اليوم الذي نكن له الأحترام أيها الرئيس بايدن بدأ يعلم الحقائق وخداع اعلامكم وسياساتكم القبيحة التي تخضع لمصالح التجمعات الصناعية العسكرية والمالية الراسمالية المتوحشة . فيتظاهر شعبكم اليوم امام بيتكم الأبيض منددا بسياساتكم ، كما تظاهر ضد اداراتكم زمن حرب فيتنام ضد سياساتكم ايضا ، ليُخرج نفسه اليوم عن قطيع الغنم الذي تريدون له أن يبقى به ، كما خرج انذاك .
لكن في حالة الفينيق الكنعاني الفلسطيني ، فنحن كنا هنا في فلسطين وسنبقى ما بقي الزعتر والزيتون ، ولن نرحل منها فليس لنا وطن سوى فلسطين .
لكنني اقول لك يا من تدعي زعامة العالم الحُر الذي قام على جرائم الإبادة الجماعية والأستعمار ، ان التاريخ تغير وأن قوى جديدة أصبحت صاعدة كما تجمعات دولية جديدة ايضا ، وأن شعباً يضطهدُ شعباً هو صاحب الأرض لا يمكن له أن يكون هو نفسه حراً ، وأن ليل جرائمكم بحق الشعوب وهيمنتكم الأحادية لنظام دولي صنعتوه وفق فوقيتكم لا بد من أن ينتهي . أنه ينهار اليوم امام اصرار شعوب العالم بأن تكسر قيودها واغلالها ، فلا بد للقيد ان ينكسر ولا بد لليل ان ينجلي يا سيد بايدن ، ولا بد لقيم الحرية والعدالة والمساواة والسلام ان تنتصر والشعوب أن تحقق مرادها وانتصاراتها بتضامنها بين بعضها من أجل عالم وغد أفضل تسوده الحرية والأمن والسلام .
اما لأبناء شعبنا الفلسطيني أقول ، قد يبدو لكم أن العالم تخلى عنكم ، وعن أطفالكم ، واستفرد بكم هذا الأحتلال الظالم ومن يقف معه أو يساند قهره ، يرمي حقد اسلحته عليكم ومنها ما هو محرم دوليا بالاصل ، ويحاصركم بافواه مدافعه . أحتلال أطفأ النور عنكم وقطع المياه والدواء ، فكيف لعنصريين اقصائيين لا يريدون أن يروا شعبا آخر سوى يهوديتهم الصهيونية التي حولوها إلى هوية شعب لا يريد سلاما ولا استقرارا ، أن لا يفعل ذلك الاجرام بحق ابسط قيم إنسانية.
ولكنني أوكد لكم يا أبناء شعبي وانتم تدفعون دمكم من اجل ثباتكم وصمودكم في وجه خطط التهجير والترانسفير ومحاولات الابادة من اجل وجودكم في وطنكم الذي لا نملك وإياكم سواه ، أنها ليست حكومات دول الغرب ، إنهم كل أحرار العالم وقواه التقدمية وهم بالملايين والشعوب ذات الضمائر الحية معكم ، ويساندونكم في وجه العدوان الغاصب البربري ، ويملئون شوارع عواصم العالم بالمظاهرات منذ ايام رفضاً للجرائم الإسرائيلية بحقكم وحق كل شعبنا اينما كان ، يناضلون معنا من أجل وقف المحرقة ، ومن أجل إنهاء الأحتلال والاستيطان والأحلال ، ومن أجل حق شعبنا العظيم في تقرير المصير والأستقلال الوطني . فشعب يمتلك إرادة شعبنا بالكفاح والصمود لا يمكن إلا أن ينتصر . فأنما النصر صبر ساعة ، نراها قريبة وهم يرونها بعيدة واِنا لصادقون ، كما كان الزعيم الخالد أبا عمّار الذي نفتقده يردد في كل الأوقات والمناسبات ، فليخرج العرب وغيرهم عن صمتهم لوقف هذه الجرائم وهذه الغطرسة الوقحة .