الكاتب: د.جيهان اسماعيل
ما زال الشعب الفلسطيني يعاني على مدى عدة عقود من بطش العدو الاسرائيلي الغاشم على اراضيه والذي مارس بحقه ابشع الجرائم والانتهاكات الدوليه فقد احتلت ،مقدساته وصودرت ممتلكاته،وانتهك حقه في العيش الكريم وتم الاعتداء على الحريات، صودر حقه بالاستقلال وتقرير المصير والعيش على ارضه .لم يسلم من اعتداءات الاسرائيلين لا الشجر ولا الحجر ومن تهجير الملايين ومئات الالاف على مدى سنوات الاحتلال الاسرائيلي. اي منذ 75 عاما مجازر تلو مجازر ونكبات تلو نكبات ولاحسيب ولا رقيب . على مر العقود، عاش الفلسطينيون تأثيرات مؤلمة للنكبة، والتي تُعَد أكبر عملية تهجير في تاريخ الإنسانية. في عام 1948، أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي العائلات الفلسطينية على مغادرة منازلهم نتيجة للمجازر التي ارتكبت ضدهم. هذه الأحداث القاسية أجبرت مئات الآلاف منهم على اللجوء إلى البلدان المجاورة أو المناطق الداخلية في وطنهم. وعلى الرغم من هذه المعاناة الكبيرة، استمر الصمت الدولي تجاه هذه الأحداث لفترة طويلة.
واليوم يتكرر المشهد مجدداً مع مخطط إسرائيلي، وبدعم أمريكي وغربي، لتهجير سكان القطاع المحاصر.
مجازر قصف المستشفيات والطواقم الطبيه والصحفيين والمعابر والتهجير كانت وما زالت جزءا من عملية التطهير العرقي للحكومات الاسرائليه المتعاقبه و تأتي استمرارا لسياسة التهجير الابرتهايد.،
ويلوح في الأفق الان شبح نكبة فلسطينية من خلال القصف الإسرائيلى العشوائى المتصل على غزة للانتقام من بيوتها وأهلها بعد عملية طوفان الأقصى،
من دير ياسين، إلى صبرا وشاتيلا وقانا فمدرسة بحر البقر، واصلت إسرائيل مجازرها التاريخية لتضيف إليها مجزرة جديدة صادمة متجرئة على استهداف ساحة المستشفى الأهلي المعمداني في غزّة،
بعد (75) عاما تتكرر مشاهد الترويع بصورة أفدح، تقتيل جماعى بكتل نيران هدمت بنايات فوق رءوس أهلها وأزالت أحياء بكاملها، استخدمت القنابل الفسفورية المحرمة دوليا، قطعت الكهرباء والمياه وقصفت المستشفيات وسيارات الإسعاف، للوصول إلى الهدف نفسه.. «التهجير القسرى».
نزح عشرات الآلاف إلى الجنوب هربا من الموت المحقق دون أن يكون لديهم أدنى استعداد لمغادرة القطاع المنكوب إلى سيناء والتوطن فيها بذريعة الأمن والحماية!
تستهدف الدعوات الإسرائيلية الملحة والمكثفة لإخلاء شمال غزه لاقتحام غزة بعملية عسكرية برية واسعة لاجتثاث حركة «حماس» وتصفية قياداتها.
حروب المدن بذاتها مكلفة وبصورة أو أخرى تطلب إسرائيل عملية تلفزيونية غير مكلفة لإعادة هيبة جيشها وقدرته على الردع بعد أن تكون قد أخلت شمال غزة ودمرت كل ما ينبض بالحياة فيها.بالاضافه الى ماذكر يتجاوز الحساب العسكرى المباشر إلى الاستهداف الاستراتيجى بإعادة طرح سيناريوهات «الوطن البديل» فى ظروف وحسابات جديدة تبدو فيها الولايات المتحدة والتحالف الغربى وحلف «الناتو» الطرف الآخر المباشر فى الصراع المحتدم على المصير الفلسطينى.
ثمة اعتقاد راسخ الان، رغم كل الاتفاقيات، إنه إذا ما جرى توطين فى سيناء بذريعة الإفلات من الموت فإن الخطوة التالية سوف تكون إجبار أهالى الضفة الغربية بمجازر مماثلة على الزحف إلى الضفة الأخرى.
إعادة إنتاج سيناريوهات وهواجس الوطن البديل تعبير صريح عن تقوض مبدأ «حل الدولتين»، وعدم استعداد الدولة العبرية لأى انسحابات من أية أراض عربية محتلة منذ عام (1967) على ما تنص القرارات والمرجعيات الدولية.
الوطن البديل طرح نفسه ثانيا على سيناء المصرية بدواعى التخلص من صداع غزة والمقاومة المتمركزة فيها.”التهجير القسرى» أخطر من الفصل العنصرى «الأبارتهيد»، والتقتيل الجماعى فى غزة أسوأ من غرف الغاز النازية فى سنوات الحرب العالمية الثانية.بتعبير الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» فإن حصار غزة يشبه الحصار النازى لـ«لينينجراد» فى تلك السنوات.
هذه حقيقة ماثلة بقوة صور المأساة الفلسطينية وجثث الأطفال الملقاة أمام البيوت المهدمة فى غزة.
عاد سيناريو «التهجير القسرى» بدعم أمريكى عسكرى واستخباراتى كامل هذه المرة.
لم يكن إرسال حاملتى الطائرات الأمريكيتين «جيرالد فورد» و«إيزنهاور» إلى شرق المتوسط ووصول بوارج بريطانية إلى نفس المكان محض مظاهرة عسكرية لدعم إسرائيل بقدر ما كان رسالة ردع لإيران وحزب الله وكل من يفكر فى «استغلال الوضع الإسرائيلى المتدهور».
إنه دعم مطلق لإسرائيل وتصريح بالقتل والتهجير القسرى.
فى مستهل جولته بالمنطقة صرح «أنتونى بلينكن»: «جئت لإسرائيل كيهودى لا كوزير خارجية الولايات المتحدة».
تماثل المواقف الأمريكية مع الرؤية الإسرائيلية للصراع، انتهكت كل القيم والحقائق، اختلقت روايات لا أساس لها ولا دليل عليها وثبت كذبها كتورط مقاتلى «حماس» فى اغتصاب النساء وقطع رءوس الأطفال وجرى وصفها بأنها «داعشية».
كان ذلك تدنيساً على الحقيقة فالصراع بين احتلال عنصرى استيطانى ومقاومة مشروعة وفق القوانين الدولية.
بدت قضية «الرهائن» أولوية مطلقة على جدول أعمال جولة وزير الخارجية الأمريكى فى المنطقة، ساعيا إلى إدانة «حماس» وتوفير دعم إقليمى للإفراج عنهم دون قيد أو شرط، أو تبادل مع أسرى فلسطينيين يقبعون فى السجون الإسرائيلية منذ عشرات السنين.
ثم كان لافتا دعوته إلى «توفير مناطق آمنة للفلسطينيين».
كانت تلك الدعوة أقرب أن تكون إعادة صياغة لأوامر الجيش الإسرائيلى لأهالى غزة بالنزوح من الشمال الى الجنوب طلبا للأمن والسلامة، رغم أن طائراتها استهدفت النازحين وقتلت وروعت أعدادا كبيرة منهم.
خلاصه القول:
إن ما قامت به قوات الاحتلال من قصف لمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، يشكل جريمة حرب تستوجب تحقيقاً دولياً محايداً ومحاسبة الجناة المجرمين إزاء هذه المجزرة البشعة.
أن ما يجري في غزة يبرهن إرهاب دولة الاحتلال، ويضع العالم أمام اختبار الضمير والإنسانية، مجددا و هو تطور خطير وتعبير عن سياسه الكيل بمكيالين.
انه لقصف وحشى مجرم على مستشفى المعمداني في قطاع غزه لم ترى الإنسانية مثيلا له، وأسفر عن استشهاد أكثر من الف شهيد معظمهم من الأطفال فأي يعقل هذا يستوعب أن استهداف المستشفيات بالقصف جريمة حرب وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف المتعلقة بمعاملة المدنيين وقت الحرب، ان إستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلى الممنهج للأطفال والنساء والمدنيين يعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان يجرمها ويحرمها القانون الدولي الإنساني وكل مواثيق ومعاهدات حقوق الإنسان الدولية.
المجتمع الدولى مطالب الان اكثر من اي وقت مضى بتحمل مسئولية هذه الجرائم الوحشية، و صمت المجتمع الدولي،مرفوضا وغير مقبول أن تصم آذان المجتمع الدولي عن صوت القنابل والقتل، وأن تغمض العيون عن دماء الأطفال والنساء والمدنيين.
كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مسؤله عن أرواح المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ التى ازهقتهم الغارات الإسرائيلية الوحشية،وأن تأييدهم المطلق للجرائم الوحشية الاسرائيلية أعطى الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الضوء الأخضر لهذا العدوان الوحشى وارتكاب جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
أن المجازرا الاسرائيليه هي استكمال لما سبقها من مجازر منذ نشأة هذا الكيان المجرم الغاصب و على امتداد سنوات الاحتلال البغيض والتي تكشف الوجه الحقيقي الاجرامي لهذا الكيان وراعيه الشيطان والمجرم الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتحمل المسئولية المباشرة والكاملة عن هذه المجزرة وعن كل الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني". فأي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفي بنزلائه العزل عن عمد؟ . لابد للغرب أن يوقف هذه المأساة وفورًا
وإن كل بيانات الإدانة والاستنكار لم تعد تكفي ولم تردع حكومه إسرائيل اليمنيه المتطرفه والتي تحاول الافلات من انقسام داخلي بسبب سياسات المتطرف نتنياهو، وأزمة داخلية ومظاهرات من المواطنين ضد التعديلات القضائية الهادفة للسيطرة على الجهاز القضائي، وتكريس الحكم الفاشي الإسرائيلي..وهذا ماحصل بعد تشكيل حكومه الطوارىء.
أنّ هذه المجزرة ستشكّل نقطة تحوّل وطوفاناً يُضاف إلى طوفان الأقصى".وهذا ما اكده رئيس المكتب السياسي لحركه حماس في خطاب متلفز بعد عمليه قصف المستشفى:
وامريكا والغرب تدعم إسرائيل عسكرياً بمليارات الدولارات سنوياً،لتصفيه القضية الفلسطينية، ونسيان قيام الدولة المستقلة الفلسطينية.
نشاهد نفس الملامح التي تم فيها إبادة جماعية وتهجير السكان من منازلهم وقراهم.
الملاحظه الجدير ذكرها هنا بانه لا يوجد فلسطينى واحد مستعد أن يتقبل تكرار النكبة الأولى باستعارة أوطان بديلة.وهذا ما اكده الرئيس محمود عباس والذي ألغي اجتماعه المقرر الأربعاء في العاصمة الأردنية عمان مع الرئيس الأميركي جو بايدن وعاد إلى رام الله."، إن ما جرى في المستشفى المعمداني في غزة "جريمة بشعة" مضيفا أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء، ما جرى هذه الليلة فاجعة كبيرة ومجزرة حرب بشعة لا يمكن السكوت عنها أو أن نجعلها تمر دون حساب. نعيش مرحلة خطيرة لا يمكن أن تواجه إلا بالصمود والوحدة. لن نسمح بكرار النكبة (1948) ولن نرحل مهما بلغت التضحيات، سنعمل كل ما يلزم لوقف النزيف".
ان سيناء مصرية وسوف تظل كذلك، وقد بذل المصريون فواتير دم وتضحيات هائلة من أجل تحريرها والحفاظ عليها، هذه مسألة أمن قومى خارج أى نقاش لا يملك أحد التفريط فيها، أو المساومة عليها.ولن يسمح لأحد بترحيله عن ارضه كما حدث في الماضي، والماضي لن يتكرر".
لان الوطن البديله هو تصفية نهائية وقتل القضية الفلسطينية.
إن ما قامت به قوات الاحتلال من قصف لمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، يشكل جريمة حرب تستوجب تحقيقاً دولياً محايداً ومحاسبة الجناة المجرمين إزاء هذه المجزرة البشعة.
أن ما يجري في غزة يبرهن إرهاب دولة الاحتلال و إن حكومة الاحتلال تجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت تحت القصف أو النزوح خارج أراضيهم. ، ويضع العالم أمام اختبار الضمير والإنسانية .على المنظمات الدولية والإقليمية للتحرك الفوري ضد المجازر والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني المظلوم وتنفيذ التهجير القسري تحت وطأة المجازر والإرهاب والقتل. و قادة العالم العالم مطالبه اليوم بـالتحرك لمنع المزيد من الفظائع بحق المدنيين، وألّا يفلت الجناة من العقاب ونعتبره مجزرة وحشية وجريمة بحق المدنيين ونطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته وردع إسرائيل عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين". إن ما قامت به قوات الاحتلال من قصف لمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، يشكل جريمة حرب تستوجب تحقيقاً دولياً محايداً ومحاسبة الجناة المجرمين إزاء هذه المجزرة البشعة.