الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
(جيش الدفاع) هو احد جيوش بريطانيا العظمى اسسه الانجليز في فلسطين عام 1938 للدفاع عن معسكراتهم وجنودهم وللدفاع عن المستعمرات اليهودية في الوقت الذي كان جيشهم يحارب جيوش هتلر . وقد طلب ضم اليهود اليه فانضم اليه جزء يسير من اليهود ليحصلوا على التدريب القتالي اللازم في مواجهة القتال الشديد لكتيبة فوزي القاوقجي حينها. وقد حاربت العصابات الصهيونية هذا الجيش ونفذت عمليات ضده وقتلت عدة ضباط انجليز حينها، ولكن وفي شهر أيار من العام 1948 انسحب الاحتلال البريطاني عن فلسطين وترك جميع السلاح والمخازن والمعسكرات والمتفجرات والذخيرة بيد هذا الجيش واعطاه للوكالة اليهودية .
الحركة الصهيونية اخذت الجيش وأضافت لاسمه كلمة إسرائيل فصار اسمه (جيش الدفاع الإسرائيلي) واعتمده بن غوريون كقوة رسمية رغم انه كان اضعف من العصابات الأخرى مثل هاجانا وارغون واتسيل وليحي. واعتبر بن غوريون ان الطريق الأقصر لتوحيد العصابات في جيش واحد وحل الخلافات الحادة بينها هو اعتماد الجيش الإنجليزي كجيش يوحد قوتهم .
جيش إسرائيل مثل باقي الأشياء التي حصلت عليها الوكالة اليهودية مجانا من الغرب، مثل المطارات والموانئ والبيوت والمدن والاملاك العامة وسكة القطارات ومحطات النقل ..
اليوم وفي موقع واللا العبري قال الكاتب نير كيبنيس تحت عنوان (هكذا باعوا إسرائيل بـ40 مليار دولار فكتب: ربما اّن الأوان لنكتفي من الكلام الطيب الذي اسمعنا إياه الرئيس الأمريكي بايدين ولكن معنى كلامه واضح وهو ان إسرائيل من اليوم فصاعدا لم تعد دولة مستقلة .
وأضاف: بعد 75 عاما على اعلان إسرائيل الاستقلال انتهت كذبة الاستقلال قبل 13 يوما حين انهارت امام المقاومة في غزة .
ويضيف الكاتب ان جميع الأكاذيب سقطت مرة واحدة مثل اننا دولة مستقلة وان الامن الإسرائيلي لا يمكن ان يكون الا بيد الإسرائيليين واننا الدولة الأقوى في الشرق الأوسط، وان إسرائيل تملك سلاح يوم القيامة " النووي " اذا جاء يومها!.
ويقول الكاتب في مقالة خطيرة ان جميع النياشين والانواط سقطت. وان غولدا مائير عاشت تلك اللحظات قبل خمسين سنة في حرب 1973 حين جاءت جيوش وسلاح أمريكا لإنقاذ إسرائيل من السقوط امام الجيش السوري والجيش المصري.
ان القصف المجنون على غزة والتطهير العرقي ومحاولة التهجير يحرف الأنظار عن الواقع الحالي الذي تعيشه إسرائيل .
إسرائيل التي يعرفها العالم العربي انتهت نظريا وعمليا في يوم طوفان الأقصى. وربما ان ما كتبه هذا الإسرائيلي يعكس قدوم بايدين شخصيا لإدارة المعركة .
من اليوم فصاعدا يمكن القول جيش الدفاع الأمريكي ، او ان جيش إسرائيل كله صار مجرد فرقة في جيوش الأطلسي. وهذه يسهل التعامل لأنه مجرد جيش اجنبي سوف يرحل مهما طال الزمن .
قلنا ونقول: لا حل عسكري للصراع، ولكن نتانياهو شطب الحل السياسي وابقى على الحل العسكري حتى ذاق معنى الهزيمة .
في هذا العام كتبت في اكثر من مقالة وقلت حرفيا: ان الفلسطينيين قادرون على تحمّل مئة نكبة أخرى ومئة نكسة ثانية ومئة هزيمة. ولكن إسرائيل لا يمكن ان تتحمّل هزيمة واحدة فقط .