الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

السياسيون الفاشلون يبحثون عن طوق نجاة على حساب حياة الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 19/10/2023 ( آخر تحديث: 19/10/2023 الساعة: 20:53 )

الكاتب: عدي أبو كرش

طارد المجتمع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة رئيس وزرائه نتنياهو بكثير من تهم الفساد على نحو مستمر، فما كان منه الا الاستعانة ببعض العنصريين منصباً إياهم وزراءً في حكومة يمينية، كان أول ما فعلته الانقلاب على مجتمعها، محاولين تغيير نظمه بادئين بسلب القضاء صلاحياته، ومصوبين غضهم على أي مختلف معهم، وما كان منهم الا الهجوم على الفلسطينيين في كل مرة يشتد فيها عضد معارضيهم.

فضل نتنياهو منذ انتخابه في أول مرة في العام 1996 النحو بشكل مستمر اتجاه الانقضاض على أي أمل لعملية السلام ما استطاع الى ذلك سبيلاً، بانتهاجه سياسة للتسويف، وإطلاق يد الاستيطان، وخلق أمر واقع لا يمكن تجاوزه لدى الحديث عن أي عملية سلام، كما انتهج التضليل، وكان اخرها الهروب الى الأمام لذر الرماد في عيون الإسرائيليين عبر عمليات تطبيع يعلم هو وشركائه بأنها لن تصمد الا إذا كانت ضمن حل عادل للقضية الفلسطينية.

وقد فشل بايدن وادارته في احداث أي تقدم على أي صعيد من صعد السياسة الأمريكية في ملفاتها الخارجية محدثاً توتراً غير مسبوق مع الصين وروسياً، وحلفائه من الدول العربية، ما خلق مناخاً دولياً استقطابياً مشرعاً لصراع معمق بين الشعوب، ومشعلاً حروباً بالوكالة في العالم.

ان الصراع بين الدول العظمى عطل بشكل فعلي- منذ حرب روسيا واكرانيا- مؤسسات الأمم المتحدة عن اتخاذ أي قرار يخدم أي عملية سلام او محاكاة أي مصلحة للشعوب ورخائها، فيما تعاظم دور التحالفات العسكرية بديلاً عنها، ما يؤشر على حكم العالم بالعسكر، وتعطل الفعل المفضي للسلام، ومحدثاً اثار كبيره على التعهدات التنموية العالمية.

ان هذا التعطيل لمؤسسات الأمم المتحدة بالقدر الذي ساهم فيه في حد قدرات الدول العظمى على المبادرة لحل أي صراع حول العالم، فانه أدى الى تراجع الثقة في المنظومة العالمية، وحقوق الانسان، والقانون الدولي، والتراجع الكبير في ثقة الشعوب في المجتمع الدولي برمته.

هرول الفاشلون يصحبهم غمام الفضاء الكاذب والمضلل للاستعانة بالأرواح الفلسطينية لتعويض هذا الفشل، ووقف رئيس أكبر دولة في العالم ليقدم أكاذيبه في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي، ومتعهداً بإرسال الة القتل الأمريكية والتي يشكل حجمها من حيث المساحة فقط أكبر من المساحات غير المأهولة في غزة.

ان حماية الإرث الإنساني، وتجارب الشعوب الحرة، تتطلب في أول ما تطلبه، عملاً لجهة تحصين السلم العالمي، والتصالح بين الشعوب بدلاً عن خلق اصطفافات لتعويض الفشل على حساب أرواح الأبرياء.