الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجيش الاحمر السوفييتي يُبعثُ في غزّة

نشر بتاريخ: 20/10/2023 ( آخر تحديث: 20/10/2023 الساعة: 11:00 )

الكاتب: منجد صالح

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في معرض تعليقه على ما يجري في غزة قال "ان غزة تشبه لينينغراد"، وهو في كلامه هذا يُشير إلى مدينة سانبطرسبيرغ الروسية العريقة التي صمدت في وجه الغزو النازي لروسيا في الحرب العالمية الثانية واطلق عليها اسم لينينغراد، نسبة إلى لينين الذي طبّق النظرية الماركسية في بلاده،

اذن غزّة هي لينينغراد الثانية، لينينغراد الجديدة، لينينغراد التي دافع عنها الجيش الاحمر السوفييتي بقيادة الجنرال جوكوف، وهزم المانيا الهتلرية النازية على اعتاب موسكو ولينينغراد وستالينغراد، ولاحق الجيش الاحمر السوفييتي النازيين خلال دول اوروبا الشرقية وحرّرها، حتى وصل إلى برلين وإلى مخدع هتلر نفسه، الذ ي كان قد انتحر برفقة عشيقته ايفا براون،

فهل انبعث الجيش الاحمر السوفييتي من جديد يدافع عن غزّة، غزة هاشم، ليننغراد القرن الواحد والعشرين؟؟!!،

ابو عمّار بدوره كان قد وصف صمود جنين ومخيّمها امام اجتياحها الاول من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي ب "جنينغراد"،

بالتالي يصبح لدينا، بالتدرّج الزمني والتاريخي: "لينينغراد وستالينغراد امام الغزو النازي في الحرب العالمية الثانية، وجنينغراد وغزة- لينينغراد امام العدوان الاسرائيلي في القرن الواحد والعشرين،

تشبيه الرئيس بوتين دون شك وبالتاكيد لم يأت من فراغ وخاصة وان الرجل خبير مختص في الشؤون العسكرية الامنية فهو اتى من صفوف "الكي جي بي"، الاستخبارات السوفيتية ولاحقا الروسية، ويتزعّم روسيا الاتحادية منذ سنوات، حيث نقلها من حالة الالتباس التي كانت تدور وتلفّ فيها إلى مصاف الدولة العظمى مرّة اخرى،

ومؤخّرا دخلت روسيا في جولة ثانية مع النازية، النازيّة الجديدة بقيامها بضربتها الوقائية في اوكرانيا لحماية امنها القومي امام مدّ وتطويق حلف الناتو لها، بنيّة ورغبة وتصميم اوكرانيا، جارتها والمتداخلة سكّانيا معها، إلى الانضمام لحلف الناتو العدواني، بقيادة الولايات المتحدة الامريكية،

ربما يتطابق ، بالتالي والنتيجة والمصير التاريخي، وضع روسيا مع وضع فلسطين، وخاصة فيما يتعلّق بالقواسم المشتركة ما بين "الدولتين"، وبالتحديد والتخصيص والخصوص في طبيعة التحالفات المعادية التي تواجهها كلاهما، فلسطين وروسيا،

مع ان غزة تحوّلت إلى ما يشبه هيروشيما ونغازاكي، إلا انها ما زالت صامدة واقفة شامخة "مُتحدّية"، الطائرات والحمم والنار والقتل والدمار، متحدّية حاملات الطائرات جيرارد فورد وايزنهاور، صامدة امام بايدن، الذي يعمل في نفس الوقت والتوقيت والزمن والزمان، لمواجهة غزة، شعب غزة، يعمل رئيسا للولايات المتحدة الامريكية، وقائدا للجيوش الامريكية والاسرائيلية والاطلسية، ويعمل "عتّالا"، يقوم بنفسه باقناع الرئيس السيسي!! واعانته على ادخال 20 شاحنة فقط بالعدد لا تزيد وربما تنقص، من الشاحنات ال 160 التي اعدّتها مصر، تصطف في اراضيها، ارض الكنانة ما بين العريش ومعبر رفح، منذ 3 ايام انتظارا لفرج قريب لم يأت بعد كي تدخل اراضي قطاع غزة المحاصر المقصوف المنكوب، بلا هوادة، من اجل ان تضخ بعض المدد في شرايين المستشفيات وشرايين العباد، ،

لكن وحتى اللحظة فان عضلات بايدن وعقله وقوّة وجبروت بلاده مكرّسة لدعم اسرائيل، "اسرائيل وبسّ والباقي خسّ"!!"،

امّا ال 20 شاحنة الموعودة من "تدبير وتزبيط ودوزنة وتحميل" بايدن فما زالت لم ترسو على برّ ولا على ميناء ولا حتى على اجساد ودماء اطفال غزّة الذين يتزاحمون في المستشفيات المقصوفة بقنابل امريكية زنة 2 طن وتحت ركام البيوت والعمارات المهدّمة على رؤوسهم واجسادهم الغضّة، يتزاحمون بالعشرات وبالمئات على ابواب السماوات العُلا،

في اوكرانيا يُقاتل الروس، رجال بوتين، النازية الجديدة، ويتصدّون لحلف الناتو بمكوّناته وقوّته وقوّاته، وهم اي الروس وروسيا قوّة عظمى وقارة شاسعة واسعة بامكانيّات فائقة هائلة،

امّا في غزّة، شبيهة وقرينة وصديقة لينينغراد ،فقد انبعث فيها "الجيش الاحمر السوفييتي" بحفنة من الرجال، يتصدّون وشعب غزّة الصابر لجبروت الحمم والقنابل، زنة 2 طن، والصواريخ والقنابل الفسفورية والارتجاجية والفراغية و"المجنونة"، في شريط ضيّق ينوء بسكّانه اصلا،

"وامريكا وراء الابواب تُهدي كل طفلٍ في غزّة لعبة عنقوديّة"،

لكن "لا راية بيضاء في غزّة"، بل رايات مخضّبة بالاحمر القاني،

يا ايها الفارس الغزي، يا ايها الفارس الفلسطيني يا ايها الفارس العربي "امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا"،

رحم الله الشهداء رحمة واسعة واسكنهم فسيح جناته، وانا لله وانا اليه راجعون،

ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم،

سلام عليك يا غزة- لينينغراد.

كاتب ودبلوماسي فلسطيني