الكاتب: وليد الهودلي
لقد بعتم وسوّقتم على العالم حكاية الهولوكوست التي حرقكم فيها هتلر أحياء كما تزعمون، لقد ساقكم هتلر النازيّ إلى أفران الغاز بينما أنتم اليوم أخذتم الفرن إلى قطاع غزّة، حوّلتم قطاع غزّة إلى فرن كبير، وصببتم عبر طيرانكم المجرم كلّ أنواع النار والدمار والتفجير، لم تكتفوا بالغاز كمادّة للحرق بل استخدمتم أطنانا من المواد شديد الانفجار والقنابل الفسفورية الحارقة،(ألف طن من المتفجرات في ثلاثة أيام على الاحياء السكنيّة). هتلر ساق عددا منكم أنتم سقتم شعبا بأكمله، هو ساقكم لإفسادكم، أنتم تسوقون الشعب الفلسطيني لعنصريتكم البغيضة ولأنكم تعتبرون أنفسكم من جنس بشريّ مختلف بينما الفلسطينيين حشرات وأفاعي وصراصير كما يعبئون حاخاماتكم جنودكم، وكان آخر هذه العنصرية المقززة على حدّ تعبير ناطقة الأمم ما قاله "جالنت" قائد هيئة اركان جيشكم أن الفلسطينيين حيوانات.
لقد كان قلب هتلر النازيّ على قسوة ما فعله بكم أرأف كثيرا من قلوبكم السوداء، كيف وصلتم إلى هذا الدرك الأسفل في ما تجرمون، كلّ من يتساءل أو يفتح فمه بخصوص الهولوكوست فإنه عدوّ للساميّة، لعبتم على العالم لعبة الضحية وقبضتم ثمنا لحرقكم أموالا طائلة من ألمانيا وغيرها ممّن وظّفكم لتقوموا بالهولوكست ذاته على شعب فلسطين، قبلتم ببيع مأساتكم لمن فعلها بكم بكلّ خسّة ونذالة، وجئتم لتقيموا ما فعل بكم في فلسطين.
وأنتم أيها الداعمون من دول استعمارية مجرمة وأخصّ بالذكر صاحبة البيان المشترك، أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، أنتم الذين تخوضون حربا ضروس طويلة دعما لأوكرانيا، تنقلبون على وجوهكم وتقفون هذا الموقف المعاكس مع الدولة المجرمة، أنتم يا من تقدّسون رواية اليهود الهولوكستيّة وتصطفون معهم بالباع والذراع لماذا تؤيدون النسخة الجديدة والمطوّرة من الهولوكست الإسرائيلي في غزّة؟ أين أخلاقكم ذهبت وأين قيمكم التي دوما تنظّرون فيها على ما أسميتموه العالم الثالث؟ ليشهد التاريخ أنكم شركاء هذه الحثالة البشرية في هذه الجريمة وهذا الحرق الهولوكستيّ غير المسبوق.
لن تكون عاقبة هذا الهولوكست المطوّر لصالحكم أيها الصهاينة، لقد كشفتم كم أنتم قبيحين وقميئين وعنصريين وكم هي درجتكم عالية في الاجرام، سفيهكم نتنياهو يصف المقاومين بداعش، المقاومون أصحاب قضية عادلة، طُردوا من ديارهم، وحوصر شعبهم ومورس عليه كلّ أشكال الظلم والقهر، حملوا سلاحهم المشروع وعملوا في أرض محتلّة من وطنهم، أنت أيها المأفون حوّلت قطاع غزّة إلى هولوكوت بنسخة مطوّرة وغير مسبوقة، أنتم من يومكم الاوّل في احتلال فلسطين كنتم وما زلتم أسوأ من داعش، إذا كان داعش قد أستخدموا الدين الإسلامي للتوحّش مثلا حسب ما تقولون، ألم تستخدم الحركة الصهيونية الدين اليهودي وتتكئ عليه في كل ما ارتكبت من مجاز وتطهير عرقي وتدمير لكل تفاصيل الحياة الفلسطينيّة، أنت الذي تصف المقاومين الاحرار بالداعشية وأنت غارق فيها وفي الهتلريّة العمياء وبنسخة متجدّدة تفوق الأولى بكثير، والذي لديه بصر وبصيرة يرى ذلك بما يفعله طيرانك المجرم ولا يحتاج إلى دليل أو شرح طويل.
لا يغرنّكم صمت المحيط البشري الذي زرعتم كيانكم في قلبه، لقد أحيت المقاومة بروحها الجميلة العالية روح الامّة، ولقد كشف حجم إجرامكم المهول حقيقتكم التي لم يسبقكم إليها أحد لا هتلر ولا داعش، هذا يهيء للفظكم وكنسكم والخلاص من كلّ شروركم بإذن الله.