الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سيناريوهات اجتياح غزة

نشر بتاريخ: 24/10/2023 ( آخر تحديث: 24/10/2023 الساعة: 21:11 )

الكاتب:

د جهاد حمد
"بالرغم من مرور اكثر من اسبوعين على عملية طوفان الأقصى" . " ما سر عدم قيام إسرائيل بعملية اجتياح غزه البري الذي توعدت به منذ أول يوم . . " اليكم سلسله معلومات" . " كما تعلمون بعد عملية طوفان الاقصى قامت اسرائيل بأكبر عملية تعبئة جنود في تاريخها . حيث أنها استطاعت في يومين حشد اكثر من 300 ألف جندي مع ترسانه هائله من الدبابات والمدرعات على حدود غزه وبدأت الترتيبات استعدادا لساعة الصفر . من يشاهد ميزان القوى بين إسرائيل وحماس يتعجب من حجم تأخير عملية الاقتحام البري . فنحن نتحدث عن جيش يزيد عدده عن 300 ألف جندي يملكون ترسانه هائله من احدث الدبابات والمدرعات ويملكون أحدث المقاتلات الجويه ويملكون أحدث المسيرات التي تعمل بالليل والنهار ويملكون أحدث البوارج البحريه ويملكون أحد اقوى اجهزة الاستخبارات في العالم . وفوق هذا تدعمهم أقوى دول العالم بأكبر حاملات طائرات و تدعمهم الولايات المتحده بألفي جندي من القوات الخاصه و تدعمهم بريطانيا والولايات المتحده بأقوى اجهزة الاستخبارات عالميا . و تدعمهم اقوى دول العالم بصور الاقمار الصناعيه والتي ترصد حتى القطط في شوارع غزه .
تخيلوا حجم هذه القوه أمام من؟! أمام كتائب مقاتله لا يتعدى عددها 50 ألفا....لا يملكون انظمه دفاع جوي لا يملكون مقاتلات ..يملكون اسلحه متوسطه وحتى انهم محاصرون من كل الجهات" . " اذا لم كل هذا الخوف الإسرائيلي بالرغم من فرق موازين القوى فمن يشاهد هذا الفرق الهائل بين موازين القوى يقول ان إسرائيل سوف تكتسح حماس في أيام . . " لكن دعونا ننظر للأمر من ناحيه عسكرية . كما تعلمون اسرائيل بدأت باستخدام سياسة الارض المحروقه في غزه فقد اسقطت عليها كمية قنابل وصواريخ ببضعة أيام فاق عدد ما اسقطته الولايات المتحده على افغانستان بسنين . والنتيجه كانت مقتل قرابة 5 الاف مدني وهذا معظمهم اطفال ونساء وهذا الرقم فاق ما فعلته روسيا باوكرانيا في 20 شهرا . في حين لم تتاثر ابدا كتائب القسام بهذه الغارات. منذ ايام واسرائيل تأجل عمليتها عدة مرات تاره بحجة الطقس وتاره اخرى بطلب امريكي لحسابات اخرى . والحقيقه ان الجيش الإسرائيلي رغم تفوقه التكنولوجي انه يخشى دخول غزه لعدة أسباب اهمها :
_ حرب المدن او حرب العصابات.... حرفيا المدن الحضريه هي مقبره للدبابات فعلى سبيل المثال استغرق تحالف الولايات المتحده قرابة 9 اشهر كي يسيطر على الموصل من داعش وقرابة 7 اشهر استغرقها الروس للسيطره على مدينة باخموت . تخيلوا المده الزمنيه التي تم اسقاط فيها هاتين المدينتين فما بالكم عندما نتحدث عن غزه مدينة الانفاق في العالم . غزه هي مدينه فوق مدينه حرفيا لا تعلم ما الذي سيحدث لك. فكتائب القسام تمتلك مسيرات و ألغام وأنفاق بإمكانها أن تحول غزه إلى مقبره الدبابات كذلك هناك حديث عن امتلاك حماس لصواريخ جافلين وهذا يسبب الرعب فعليا لإسرائيل . اكثر شيئ يخشاه الإسرائيليون هو الأنفاق فحتى لو تقدم الجيش الإسرائيلي الى غزه فلا شيئ يضمن للكتيبة المتقدمه أنها ستعود حيه . الجيش الإسرائيلي محتار فعليا كيف سيتعامل مع الانفاق فعلى سبيل المثال لو اكتشف نفقا اثناء التقدم البري . يستحيل ان يدخله الجيش الاسرائيلي فهو لا يعلم مالذي ينتظره . من المحتمل ان يتم التعامل مع النفق اما من خلال ضربه بأسلحة كيماويه او يتم اغراقه بالماء...او يتم صبه بالخرسانة لإغلاقه . لكن جميع هذه الحلول يعني انتهاء حياة الرهائن . كذلك قد تكون غير مفيده عمليا خصوصا ان هناك حديث ان الانفاق تمتلك بوابات عازله ومتاهات وعدة مخارج ففي حال اغلق مخرج فالمخارج الاخرى مفتوحه اضف الى ذلك عدم ارتباط هذه الانفاق ببعض وربما تم تصميمها على شكل متاهه لذا فإن مشكلة الانفاق تؤرق الجيش الاسرائيلي . وربما احد الحلول التي سيستعملها الجيش الإسرائيلي والخبراء الامريكيين الذين يقودون المعركه هو استخدام الكلاب المدربه للنفق حال اكتشافه يثبتون برأسه كاميرا ويدخلونه للنفق لانه يساعد في اكتشاف المواد المتفجره المزروعه في النفق عكس الروبوتات التي يتم التحكم بها عن بعد . المشكله الاخرى وهي كتائب القسام....حيث ان هذه الكتائب من الصعب اختراقها من قبل اي جهاز مخابراتي في العالم . كونها اصلا لا تقبل مقاتلين اجانب... وحتى من خارج غزه وهذا يصعب عمل الاستخبارات في استكشاف قدراتها . فبالرغم من فارق ميزان القوى الا ان إسرائيل تخشى من المفاجآت التي تخبأها القسام...ففعليا اسرائيل لا تعلم نوع الاسلحه التي تمتلكها القسام، لذلك جرت في اليومين الماضيين محاولتين لاختراق غزه من قبل إسرائيل عن طريق التسلل . وذلك لمعرفة نوع التصدي الذي ستقبل عليه حماس ودراسته قبل المغامره بأي هجوم.
كذلك اسرائيل تخشى من طول هذه العمليه لعدة اسباب . اولا طول الحرب يعني ازدياد عدد ضحايا المدنيين وسيسبب ضغطا على إسرائيل وحلفاءها خصوصا الولايات المتحده امام الراي العام العالمي . فاحتمال تعرض مصالح الولايات المتحده للخطر في الشرق الأوسط وارد جدا . _ طول الحرب يعني الدخول بحرب استنزاف وهذا يعني ان خسائر اسرائيل البشريه ستزداد وهذا يعني تدمير للصناعه واسرائيل بطبيعتها دوله صناعيه . والتعبئه تسبب بسحب 10% من اليد الصناعيه الإسرائيليه . ومع طول الحرب ستستمر اسرائيل بالتعبئه مجددا وستحتاج جنود وهذا سيضر باقتصادها وسيحولها لأوكرانيا جديده تقف على المساعدات الأمريكية . . كذلك هل تعلمون ان الجيش الإسرائيلي الى اليوم لا يملك خبره في حرب المدن ..فحتى عملياته في الضفه الغربيه ليست مقياس ابدا لما سيواجهه في غزه . ولهذا فإن هذه العمليه رسميا ستكون بقيادة الولايات المتحده . فتذكرون قبل ايام نشر البيت الأبيض صوره للقوات الخاصه الامريكيه في اسرائيل لاحقا حذف الصوره . كذلك خرج وزير دفاع امريكا وشبه غزه بالموصل . لكن هل يعقل ان يكون وزير الدفاع الأمريكي ساذجا ليعطي هذا المثل . فلا يوجد تطابق ابدا بين غزه والموصل . الموصل لا توجد بها ربع انفاق غزه....داعش كانت دخيله على الموصل ولم تكن لها حاظنه شعبيه ومع هذا لم يدخلوا الموصل الا بعد ان دكوها بالارض من الغارات . الفرق هنا مختلف عن الموصل فالرأي العام العالمي حينها لم يكن يتعاطف مع الموصل ولم تتعرض الولايات المتحدة لاي ضغوط . عكس ما يحدث حاليا فكل أنظار العالم تتجه نحو المدنيين في غزه والعالم يغلي بسبب ما يحدث للمدنيين ...لذا فاستعمال سياسة الارض المحروقه ستكون نتائجه كارثيه فعليا . . _ كما تعلمون ان أهم عنصر في الاقتحام البري هو الدبابات لكن هناك مشكله حقيقية تعاني منها الدبابات الإسرائيلية . فالدبابات الإسرائيلية هي الاكبر والاثقل في العالم وهذا بالرغم من انه يوفر حمايه للدبابه الا انه يسبب لها مشكله في المناوره في المدن وسيعرضها للخطر . لهذا من الجنون ان يتم اقحام الدبابات في مكان ضيق كغزه ولذلك قبل اقحام الدبابات سيتم ارسال قوات خاصه للاستكشاف . . " سأعطيكم فكره عن مدى صعوبة الاجتياح البري" . " بطبيعة الحال في حال الاجتياح البري تتقدم فرقه للتقدم وكلما تقدمت يعني ان خلفها يكون غير محمي وفي مدينه كغزه بامكان اي فرقه في الجيش الإسرائيلي التقدم صحيح لكن لا احد يضمن ان تعود لكون قد يظهر خلف هذه الفرقه انفاق يخرج منها كتائب القسام ستبقى هذه الفرقه عالقه بالمنتصف، وهذا ما تفاجأت به اسرائيل في الايام الماضيه عندما حاولت التسلل الى غزه . . لذا فالحل الذي ستلجأ له اسرائيل هو استخدام الدرونات في عملية التجسس لاكتشاف الخنادق وطبعا هناك نوع صغير من الدرونات بحجم قبضة اليد يتم استخدامه لهذا الغرض . وهذا يعني أن مرحلة التقدم على الارض ستأخذ وقتا من عملية الاستكشاف الى عملية ارسال قوات خاصه الى عملية اغلاق الانفاق . " باختصار سيحتاج الجيش الإسرائيلي يوما كاملا كي يتقدم 20 مترا في غزه يعني أنه سيحتاج عاما كاملا كي يتقدم 7 كم في غزه . . " هذا فقط في المعركه فوق الارض . " اما المعركه تحت الأرض لا احد سيعلم نتائجها...!