الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

قتل المعتقل عمر ضراغمة بالمقصلة الصهيونازيّة؟! دلالات ومآلات ..

نشر بتاريخ: 28/10/2023 ( آخر تحديث: 28/10/2023 الساعة: 02:10 )

الكاتب: وليد الهودلي

عقلية العصابة التي تدير حرب الإبادة وقتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير الحياة الفلسطينية في غزة هي نفسها العقلية التي تدير سجونه وتتحكّم بالمعتقلين من خلال نزواتها الاجرامية والانتقامية.

يكيل السجّان الصهيونازي هذه الأيام القناطير المقنطرة من صنوف القمع والتنكيل للمعتقلين في سجونه، يده مطلقة وهو يرى حجم التوحّش المريع الذي تمارسه حكومته في قطاع غزّة، لا رقيب ولا حسيب على تصرفاته، فليخرج كلّ أحقاده وليفعّل كلّ التطبيقات النازيّة المركوزة في أعماقه، وليفعّل أيضا ما خزّنه منذ نعومة أظفاره وهو يُربّى على العنصريّة المقيتة التي ترى أنه الأرقى جينيّا، وأن غيره من البشر خاصة هذا الفلسطيني مجرّد حيوان خلقه الله لخدمته ولينفّس عن أحقاده الدفينة بقتل الفلسطيني أو التسلية بتعذيبه، هكذا هي هندسة البناء النفسي الذي أتقنته مناهجهم الدينية والمدرسية في بناء الانسان الحاقد، وتكشف لنا هذه الأيام عن حجم الحقد الذي لم يخطر على بالنا أن يبلغ هذا المدى الفظيع.

وفي ظلّ معركة طوفان الأقصى ومن خلال التذرّع الفاشي بحالة الطوارئ يستبيحون كلّ شيء محظور، يعتقلون دون سبب ومن غير أن تكون لديهم مبرّرات كافية للاعتقال، فقط مجرّد فكرة فاشية انتقاميّة مفادها أن عليك أن تفرض سيطرتك بقبضة من حديد، عليك أن تظهر أمام جمهورك المتعطّش للانتقام بانّك تنفّذ له رغباته الانتقاميّة وأنّك تستجيب لروحه العدوانية، هذه الزعامة الحمقاء التي فقدت السيطرة ونسيت أنها تدير دولة على الاقلّ كما يدّعون، تتملّكها عقلية العصابة وتسيطر عليها نزوات صبيانية بروح عدائية لا تسمع ولا تبصر سوى الدم والقتل والحرق والتدمير، لقد فقدوا الرؤية فلا يبصرون سوى الأسود القاتم ولا يشمّون سوى رائحة الموت ولا يرون الفلسطيني سوى ميّتا أو خادما لرغباتهم الشاذّة ، فإمّا أن تكون خادما لرغباتنا الشاذّة أو في عداد الأموات.

الصهيونازيّة كما حولت قطاع غزّة إلى أفران نازيّة لقتل الناس وحرقهم هي أيضا وبذات العقلية تريد لسجونه أن تكون أفران غاز نازيّة، بكلّ ما أوتوا من مكر وخبث وبذات الروح التي تقتل وتدمّر شنّوا حربهم على أسرانا، أعادوا السجون إلى حيث كانت سنة 1967، استلمتها عصابة الجيش الحاقدة، يدخلون وهم مزوّدون بأسلحة الحقد وأسلحة رشّاشة جاهزة للقتل عند أية إشارة، جرّدوها من كلّ ما كان يحقق لمعتقلينا أدنى درجات العيش الكريم، سحبوا الملابس والأدوات الكهربائية والتلفاز والترانزستر، لم يتبق سوى ما عليهم من ملابس، ويتفنّنون بأشكال الإهانة والاذلال، يطلبون من الاسرى الركوع عند العدد وقول "أمرك سيدي"، وهذه بالطبع وصفة للقتل لأن أسرانا يرفضون هذا الاذلال.

في السجون اليوم من طال عليه ظلام السجن ليصل إلى أرقام فلكية، منهم من تجاوز الأربعين عاما ومئات تجاوزا الربع قرن، منهم من هو في السجن قبل أن يولد أوسلو المشئوم، ومنهم من أعيد اعتقاله من صفقة وفاء الاحرار، منهم المرضى والمسنّين والنساء والأطفال والجرحى والجريحات، بؤساء يعيشون في سجون القهر والاذلال في الوضع الطبيعي، فما بالنا بهذه الروح الشريرة التي تملّكتهم هذه الأيام وسيطرت عليهم بطريقة جهنميّة لا يمارسها بشر.

ونحن هذه الأيام إذ تتسرّب بعض الأمور المهينة التي تنفّذها العصابة المتحكّمة في السجون، نستذكر كيف قتل مدير سجن النقب اثنان من الاسرى بعد ما سحب منهم كلّ شيء فقالوا له لم يتبق إلا أن تطلق النار علينا، فسحب مسدسه وأطلق النار على رأسيهما، وكذلك قتل المعتقل محمد الأشقر بالرصاص، اليوم يدهم رخوة على الزناد ومعهم الدعم الحكومي الكامل للقتل لأن حكومتهم هي كذلك متعطّشة للقتل.

الكابح الوحيد لجماح هذا الوحش المفترس هو انعكاس هذه الجرائم على الردّ الفلسطيني الذي يجعلهم يعيدون حساباتهم ويردّ اليهم شيئا من التفكير بالعاقبة، فقد علمنا التاريخ وعلّمنا الشعب الفلسطيني أنّ المزيد من التنكيل والقمع يعود عليهم بما هو أشدّ وأنكى.