الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما بعد 7 اكتوبر " الطوفان "

نشر بتاريخ: 01/11/2023 ( آخر تحديث: 01/11/2023 الساعة: 14:43 )

الكاتب: بسام زكارنه

باجماع كل المحليين و السياسين في العالم ان ما سيحدث بعد السابع من اكتوبر عام ٢٠٢٣ يختلف تماما عن سابقاتها من الحروب و الاحداث اقليما ودوليا و حتى داخليا لدى دولة الاحتلال و داخل المجتمع الفلسطيني.
اخطر ما حدث بعد هذا الطوفان موت للقانون الدولي و الانساني ، و ظهرت حكومات دول كبرى انها نازية بامتياز وذلك بدعمها للمحرقة و الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني و انفضحت ازدواجية المعايير التي تم تطبيقها على العرق الابيض و عدم تطبيقها على المذابح ضد العرب و المسلمين و الصينين و الروس و الهنود ومنها المذابح و المجازر التي حدثت في افغانستان و العراق و سوريا على ايدي الامريكان و الأوروبيون و آخرها المحرقة و الابادة الجماعية ضد 2.3 مليون فلسطيني التي شاركوا بها جميعهم حيث قطع الماء والكهرباء و الوقود عن شعب كامل و احرقت حارات ومربعات و عائلات كامله في بيوتها بل واحرق المدنين في المساجد و الكنائس باطنان من المتفجرات و الصواريخ و القذائف الاسرائيلية و أحرَقت الطائرات و الدبابات الاسرائيلية سيارات الاسعاف و الصحفين الفلسطينين وكل ذلك باسلحة من الامريكان و البريطانين و المانيا و غيرهم من الدول الغربية ، حيث تم منح إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها رغم انها دولة تحتل فلسطين منذ 75 عاما باجماع و اعتراف دولي موثقة بقرارات الشرعية الدولية و التي تصل لالف قرار و لا تلتزم بالقانون الدولي و الانساني بل محمية بالفيتو الامريكي و اصوات الدول الغربية في مجلس الامن ، و هذه المعايير المزدوجة و المخالفة لاسس الدول الديمقراطية و مبادئها سيخلق انقسام داخل الشعوب الاوروبية و حتى داخل امريكا بسبب تلك الجرائم التي تمت على الهواء مباشرة .
و الغريب و المستهجن ان بعض قادة الدول الغربية التي ارتكبت مجازر ضد شعوب العالم بررت مواقفها ان هناك قطع رؤوس اطفال و اغتصب نساء اسرائيليون و منحوا إسرائيل الضوء الاخضر لحرق الاطفال و النساء و الشيوخ في منازلهم و غرف نومهم ولم يعطوا الفلسطينين حق الدفاع عن ارضهم و عن شعبهم و استقلالهم و اطفالهم و شيوخهم و اعطوها لانفسهم و نعلم مواقفهم الاخيرة مع اوكرانيا فهل نستغرب عن امريكا موقفها وهي حرقت الالاف بل الملايين في فيتنام و العراق و غيرها ، ام نستغرب من المانيا التي تحاول التغطية على حرقها لليهود بحرقها ابناء الشعب الفلسطيني ام هل نستغرب موقف حكومة فرنسا التي قطعت رؤوس اطفال ونساء بل و قتلت مليون جزائري ، و كل ذلك سيترك الشرخ العميق بين الدول الغربية و الدول الاسلامية و شعوبها بل مع العالم الحر ، و باختصار ان هذا السلوك سيكون السبب الرئيسي للعنف الكبير و الحروب القادمة .
بعد السابع من اكتوبر سيغادر سياسين اسرائيليون حقل السياسة و بعضهم سيكون في محاكم جرائم الحرب حيث سيكتشف الاسرائيليون حجم الكذب التي تقوده المؤسسة العسكرية الاسرائيلية و حكومتهم في هذه الحرب
اولا :
حجم الخسائر في جنوده بتاريخ ٧/ اوكتوبر وبعده و يفوق باضعاف العدد الذي يتحدثون به و يتزايد يوم بعد يوم.
ثانيا :
لم يعترف نتنياهو و لا الناطق باسم جيش الاحتلال ان قواته قتلت الخاطفين مع الرهائن من المستوطنين في غلاف غزة وقصفتهم بالطائرات و الدبابات و حرقتهم مع الخاطفين و قطعت و فتتت رؤوسهم و رؤوس اطفالهم باوامر من نتنياهو و و وزير الدفاع و مجلس الحرب … و شاهد الجميع الجثث المتفحمة في السيارات التي كانت عائدة لغزة و معظمهم كان لديهم اسرى من الجيش او المستوطنين بتاريخ 7/ اكتوبر ونتائج هذا الكذب ستظهر بعد انتهاء الحرب .
ثالثا :
لم يعترف الناطق باسم جيش الاحتلال انه يقصف للانتقام من المدنيين حيث ارتكبت إسرائيل عشرات جرائم الحرب وهذا يجعلها دولة نازية و سوف يتم محاكمة قادتها و سحب اعتراف الكثير من الدول بها و انهم لو طبعوا مع بعض الحكام العرب لكنهم خسروا للابد التطبيع مع الشعوب العربية و الاسلامية .
بمعنى إسرائيل الحالية ستختلف عن إسرائيل بعد انتهاء الحرب .
عملية السلام رغم تصريحات المسؤولين الامريكان و الاوروبيون عن حل الدولتين و هو يقع ضمن سياسات بيع الوهم الا انه من الصعب على الشعب الفلسطيني القبول بسلام مع دولة نازية قتلت و احرقت و ارتكبت الالاف المجاز ضدهم ، وكذلك المجتمع الاسرائيلي في اغلبه متطرف يدعم المجازر ويرفض السلام و يسعى للقتل و حرق القرى و المدن و الاستيطان و طرد السكان الفلسطينيين مما يشير الى بقاء منطقة الشرق الاوسط مشتعلة .
اقليما الدول العربية و الاسلامية قد تشهد تغيرات او او ثورات او حتى انقلابات و لن يستطيع الحكام تبرير صمتهم و عجزهم عن انقاذ اخوانهم الفلسطينين او حتى ادخال المساعدات الانسانية للمحاصرين في غزة او ايصال الماء و الكهرباء و الوقود لهم ، و سيتم رفض اي تطبيع مع دولة إسرائيل النازية بشهادة العالم و القانون الدولي و الانساني .
بعد 7 أكتوبر هناك محاور دولية جديدة و مصالح تشابكت قد تسفر عن حرب عالمية ثالثة بل و تغير في سيطرة اقطاب جديدة على القرارات الدولية ، و الخطير ان هناك مؤشرات لاشعال حرب دينية حيث ان هذه الجرائم الاسرائيلية تم تغطيتها بفتوى من خمسين حاخام يهودي بررت الذبح و القتل لاي فلسطيني داخل غزة و خارجها .
التوقعات بعد هذا الطوفان كثيرة ، و المؤكد ان العالم سيتغير فما حدث عابر للقارات و لن يقتصر على جنوب فلسطين و لا انتقاله على شمالها بل سيصل الامر لدخول دول اقليمية المعركة و اقطاب دولية .
الحل و وقف التدهور و اغلاق الملف يأتي بحل عادل و منصف للشعب الفلسطيني بعيدا عن مشاريع بيع الوهم ، و استكمال ذلك بمحاسبة كل من خالف القانون الدولي و الانساني دون أستثناء إسرائيل و تركها تتصرف بحقدها و تغولها بمذابح جديدة بل و على العالم محاسبتها على خمس و خمسين مجزرة و جريمة حرب سابقة ، حيث ظهر للجميع ان نتنياهو و طاقمه انهم احفاد هتلر و ليسوا ضحايا له .