الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا تنتظرون؟!

نشر بتاريخ: 02/11/2023 ( آخر تحديث: 02/11/2023 الساعة: 17:01 )

الكاتب: الدكتور خالد جميل مسمار

في ظل استمرار المقتلة التي طالت الاطفال والنساء والشيوخ، والتي تتركز على هدم الابراج والبيوت فوق رؤوس المواطنين المسالمين.. والتي تسوّي البنايات بالأرض، والتي لم تتوقف طيلة ما يقارب الشهر والتي تسعى إلى تهجير من تبقّى من المواطنين عن أرض وطنهم.. عن أرض غزة البطولة..

في ظل هذه الجريمة البشعة والتي حركت ضمائر شعوب العالم الغربي والأمريكي قبل شعوبنا العربية والإسلامية تتباطأ أنظمتنا العربية والإسلامية في اتخاذ موقف مشرّف بما لديها من إمكانيات ضخمة تجبر ليس العدو المحتل المجرم فقط بل من يقف إلى جانبه ويدعمه بكل الوسائل العسكرية والمالية والإعلامية من دول الفرنجة الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة على إيقاف هذه المقتلة القذرة ضد جماهير شعبنا في غزّة ومدنها وقراها وفي مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.

ولكن يتمخض موقفها بالاعلان عن عقد لقمة عربية عاجلة دعا إليها الرئيس الفلسطيني وياليتها كانت عاجلة، فعقد هذه القمة سينتظر إلى يوم ١١/١١/٢٠٢٣ ، ولا ندري ماذا سيحلّ بشعبنا الصامد في القطاع حتى ذلك الحين؟!
أما أنظمة الدول الإسلامية فما زالت تتشاور لتحديد موعد لعقد قمة إسلامية..

ماذا تنتظر هذه الأنظمة.. عربية كانت أم إسلامية والعدّو المجرم يتخطّى القوانين والمعاهدات الدولية والإنسانية والأعراف والمواثيق المجمع عليها دوليا؟!

المقتلة مستمرة بمختلف أسلحة الإجرام التي توفرها دول الاستعمار الغربي.. دول الفرنجة التي تذكّرنا بحروب الفرنجة ضد أمتنا في القرن الماضي وما قبله..
ولكن دول الفرنجة كان لها من يتصدى من القادة في العالم العربي والإسلامي، كان لها صلاح الدين الايوبي..
فهل لنا هذه الأيام من صلاح الدين آخر جديد؟!
يلبّي نداء أهلنا في غزة.. وأهلنا في القدس لطرد هذا المحتل الغاشم من أرضنا.. ارض الرسالات، أرض الاسراء والمعراج.. قبلة المسلمين الأولى.. ومهد سيدنا المسيح عليه السلام..؟!

يا حيف هذه الأمة!
قرابة شهر وشعبنا يواجه أعتى الأسلحة المدمرة التي تزوّد بها دول الفرنجة هذا المحتل الغاصب!

هناك من قال: لقد قاتلتم المحتل طيلة "٨٨ يوما" أثناء حصاركم في بيروت.. وحصار عاصمة عربية والعالم وهذه الأنظمة تتفرّج عليكم..
فهل تتوقع منهم أن يسارعوا لنجدة أهل غزة؟!
إنهم يسعون إلى إخراج أهل غزة كما أخرجوكم من بيروت.

ولكن لا يا صديقي.. فهذه أرضنا أرض فلسطين وليست بيروت.. التي لها أهلها وشعبها الباقون في مدينتهم.
وشعبنا أقسم أنه لن يغادر أرضه وسيحافظ عليها بكل ما أوتي من قوة وصمود.. مهما حاول هؤلاء لاخراجهم من ديارهم لا إلى سيناء ولا إلى أي مكان آخر.

فشعبنا رغم الدمار والهلاك.. ما زال صامدا فوق أرضه ولن يرحل وستبوء كل محاولاتهم إلى الفشل.. فقد حاولوا منذ وعد بلفور وما قبله وفشلوا وسيفشلون.
فالنصر دائما وأبدا.. حليف الشعوب المناضلة.