الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
قوات خاصة لجيش الاحتلال تقتحم البلدة القديمة في نابلس

حرب الفيتو الأمريكي ضد الشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 05/11/2023 ( آخر تحديث: 05/11/2023 الساعة: 14:17 )

الكاتب: فتحي احمد

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخرا، حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي بشأن إيقاف إطلاق النار في غزة وجاءت نتيجة التصويت كالآتي: 10 أصوات مؤيدة، و3 أصوات معارضة، وصوتان ممتنعان، كما فشل مجلس الأمن الدولي قبل عشرة أيام في اعتماد مشروع قرار برازيلي يقضي بوقف الأوامر الإسرائيلية بإجلاء سكان شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ويدعو لهدنة إنسانية وإنشاء ممرات آمنة واستخدمت البعثة الأمريكية الدائمة لدى المجلس، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار البرازيلي بشأن الشرق الأوسط وامتنعت البعثة الروسية الدائمة في مجلس الأمن الدولي عن التصويت على مشروع القرار البرازيلي نتيجة ما جاء في تقديم نص المقترح البرازيلي الذي يدين بشكل لا لبس فيه جميع أشكال العنف ضد المدنيين بالإشارة لحماس وإسرائيل في آن واحد.
شهد مجلس الأمن منذ أولى جلساته عام 1946، إعلان 43 فيتو أمريكيا لصالح إسرائيل، 25 مارس/ آذار عام 1976 أحبطت أمريكا مشروعا يدعو "إسرائيل" للالتزام بحماية الأماكن المقدسة. 14 أكتوبر/تشرين الأول 2003 استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أعده الفلسطينيون وقدمته سوريا باسم المجموعة العربية، يدين بناء "إسرائيل" جدارا عازلا في عمق الضفة الغربية. وحصل مشروع القرار على عشرة أصوات وأحجمت أربع دول عن التصويت هي ألمانيا وبريطانيا وبلغاريا والكاميرون وغيرها من معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لصالح إسرائيل. لا حاجة لتفسير هذا الإجراء الأمريكي على الأطلاق السبب معلوم للجميع. لقد وجدت إسرائيل كدولة وظيفية تخدم الغرب عامة ولا سيما أمريكيا، وهذا ما دلل عليه تصريح جون بادين لو ما كانت إسرائيل لأوجدناها، أن القضية، ليست قضية لوبي (يهودي) ضاغطٍ هناك في أمريكا، القضية بصراحة، وباختصار، قضية صراع قائم ومستمر منذ بزوغ الإسلام الكيان هو بمثابة سد منيع لتفتيت الشرق الأوسط، إنها معركة وجودية للكيان بكل ما في الكلمة من معنى، والتي من الصعب إذا لم نقل المستحيل على حلفاء إسرائيل، وأولهم الولايات المتحدة، أن يتخلوا عنها.
لا يتزعزع التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وبالاستقرار الإقليمي، ويتضمن قانون تخصيصات السنة المالية 2022 مبلغ مليار دولار إضافي لنظام دفاع القبة الحديدية الإسرائيلي، وربما يزيد سنة2023 بحجة دعم إسرائيل في حربها على غزة وبما يتوافق مع طلب الإدارة. وتدعم الولايات المتحدة بقوة توسيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية وتعميقها بموجب اتفاقيات إبراهيم.
مع كل هذا الدعم اللافت ما صرح به بادين وهو ألا تكون العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما كانت قبل 7 أكتوبر، ها يعني ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية ماضية في تحقيق مسيرة التطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية وحل الدولتين كما تفوه به مؤخرا. عدم اسقاط هذه الورقة من اجندتها البتة كما على إسرائيل هو الالتزام بالجلوس مع الفلسطينيين على طاولة المفاوضات للوصول إلى دولة فلسطينية قابلة للحياة حسب مفهومه للدولة الفلسطينية لا يكاد يقول دولة على 67.
هذا يقودنا إلى نجاح بادين في أخذ زمام المبادرة على صعيد إدارة الحرب على غزة وصعيد الوضع الساسي بعد الحرب أي توجيه إسرائيل حسب ما يمليه عليهم لبعض الوقت هذا فعلا ما نلمسه، فالمعهود سرعان ما تنكث إسرائيل بالوعد “أو كلما عاهدوا عهدا نبذ ذلك العهد فريق منهم" قرآن كريم.
الخلاصة لا أمل في النظام السياسي الأمريكي مجرد فقاقيع في الهواء ولا طائل لأمريكيا على دولة الاحتلال، ولنا تجربة مع كل الإدارات المتعاقبة، فإسرائيل كالزئبق يصعب الإمساك بها أو فرض حل سياسي عليها، وهذا لا يعني عدم تحقيق بعض المطالب التي تعيد بعض المناطق الفلسطينية المصنفة "ج" وتحويلها إلى مناطق "ا" وبعض التسهيلات الاقتصادية شرط أساسي أن تختفي حكومة اليمين المتطرف التي تسيطر اليوم على الحكومة الإسرائيلية اليوم.
بغض النظر عن مآلات الحرب التي شرعت إسرائيل في شنها على غزة، بادين لا يريد أن يصيب إسرائيل الضعف والهوان، ويروم لإبقائها دولة قوية متفوقة على جيرانها من جميع النواحي، وفي نفس الوقت يبتغي أن تتنازل عن بعض عنجهيتها وغرورها، لهذا فهو مُصَرّ على انهاء حماس والجهاد الإسلامي في غزة كجزء من خارطة الطريق التي سوف يعلنها الرئيس الأمريكي بعد انتهاء الحرب، كما يريد انهاء ملف اليمين المتطرف في إسرائيل.
قصارى القول بالعودة إلى السياسة والتسويات يمكن ألا يكون للقضية الفلسطينية مستقبل في ظل عدم قدرة الولايات المتحدة ممارسة الضغط على ربيبتها بشكل جدي وكما يجب. المطلوب هو تحقيق تحرك نوعي على صعيد دولة فلسطينية على حدود ما احتل عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، لكنه يراوغ ويتكلم عن فتات ليس إلا، وتبقى الأمور تراوح مكانها حتى بعد الحرب بغض النظر عن هزمت إسرائيل او ظفرت المعركة، مطلب بادين هو صندوق الاقتراع في ظل تلويح الجالية العربية والإسلامية بعدم التصويت للديمقراطيين في الانتخابات القادمة يريد ان يمسك العصا من الوسط.