الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة: أطفال في صراع

نشر بتاريخ: 06/11/2023 ( آخر تحديث: 06/11/2023 الساعة: 15:46 )

الكاتب: د.جيهان اسماعيل



جف الحبر وتكسرت الاقلام وبحت الحناجر ونداءات الاستغاثه مازالت مستمره ، وعويل ودموع ونحيب الطفل في غزه مستمرا دون توقف إما على امه او والده، اخيه او اخته وربما على صديقه او على مدرسته او المستشفى الذي يتعالج به و المرشح للخروج عن الخدمه بسبب باحاته التي تقصف وقله الوقود و يتعرض مسعفيه للقصف اما المراسلين الذين يوثقون الحدث فهم ليسوا بمنأى عن القتل ٠
الطفل الفلسطيني اصبح دمعه ودماء لا يكترث لها احد من قاده العالم الجبابره ولاسيما سلاطين وعروش العالم الغربي والمجتمع الدولي الذين يتفرجون على مايحصل دون اكتراث متغطيين بالعبائه الامريكيه، هذا العالم الذي لم يعد يرى سوى اطفال الاسرائلييين فهو لايبكيهم ولا ينعيهم بل يثأر وينتقم لهم من اطفال فلسطين ومن مأواهم وسكنهم ومدارسهم التي نزحوا اليها ليحتمو بها من ويلات الحرب ولكنهم يشهدوا بها ويلات اشد وطأً ٠ وليس من الصدفة أن يكون ما نسبته 70 بالمئه.من ضحايا القمع الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء والمسنين الذين يتعرضون يوميا لضحايا العدوان الإسرائيلي، الماهر بالقتل والتعذيب والايذاء وساديته في تحقيق الانتصار المزعوم حتى على الأطفال الأبرياء،معتقدين أنما هذه الاستهدافات من شأنها إضعاف هذه الفئة الفاعلة وقتل الروح النضالية الرافضة للاحتلال لديهم مما يساعد على كسر إرادتهم ووقف نموهم العددي ....

هؤلاء الاطفال الذين يشاهدون المجازر وألاهوال جعلتهم يشيخون قبل الأوان، وزلزلت قلوب العالم من خلال مقاطع الفيديو والمنشورات التى نقلت على لسانهم العبارات المؤثرة التى لا تتوافق مع أعمارهم، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى أيضاً حوارا دار بين طفل ومسعف، حيث كان يحمل الطفل حقيبة مدرسية، والتى كان يعتقد المسعف أن الحقيبة بداخلها كتب الطفل المدرسية مثلما يحملها باقى الأطفال، ليفاجئه الطفل بأنه يحمل أشلاء شقيقه الذى استشهد فى مجزرة من المجازر التي ترتكبها قوات الإحتلال الاسرائيلين. في فلسطين.
بغزه الان يدفع الأطفال ثمن الحروب النظامية والأهلية والنزاعات والاعتداءات المسلحة أضعافا مضاعفة، ليس فقط لأنهم عرضة للقتل والإصابات البالغة التي تؤدي إلى العجز الجسدي على اختلاف أنواعه ودرجاته، ولكن أيضا للآثار والرواسب النفسية المؤذية التي قد تلازم الفرد بقية حياته ولا يستطيع منها هروباا. ولا أعتقد أن أطفالا في هذا العالم يعانون كما يعاني اطفال فلسطين، خصوصا في قطاع غزة والضفة الغربية، فكل الحروب -بما فيها أوسعها نطاقا وأشدها فتكا كالحربين العالميتين- لها زمن محدد حتى لو استغرقت سنوات، ثم تضع أوزارها، فتعطي الناس فرصة لالتقاط الأنفاس وتضميد الجراح واستعادة الحياة الغاربة والاستعاضة عن الحكايات المؤلمة التي صنعتها الحروب بأخرى فيها من اللذة والطرافة والتسلية ما يعيد إلى النفوس البشريه والبهجة في ظل السكينة والسلام. أما الحرب على أرض غزه وفلسطين لا تتوقف، تشتد وتستعر ، لكنها لا تخمد.
قهر ،ظلم واستبداد مابعده ظلم و اباده لا يعادلها سوى المحرقه النازيه والتي تساوت معها لا بل تجاوزتها فهاهو وزير التراث الاسرائيلي يدعو لالقاء قنبله نوويه على غزه.
لا اعلم كيف الذين عانوا من المحرقه يحرقون ويدمرون ولا يتذكرون ماحصل لابائهم واجدادهم وما عانوه من النازيه؟؟ويمارسون ما مارسه عليهم النازي من قتل للمدنين وبخاصه الاطفال ويعانون من غياب حاله الاخلاق في الحرب وتدمير شامل لكل مايتحرك بغزه ويتعاملون مع اهالي غزه"كحيوانات بشريه" كما قال وزير الحرب الاسرائيل يوآف عالنت ويشيطنون الفلسطينيون بما فيهم الاطفال منهم كونهم يحمون المقاومه ويمارسون عليهم سياسه التطهير العرقي، لنتذكر ماقاله رجل السلام في اسرائيل رابين "اتمنى لو استيقض وارى ان البحر قد ابتلع غزه بسكانها" ودوما يسعون للتخلص من الكتله البشريه في غزه واسكان اكبر عدد ممكن في سيناء المصريه تطبيقاً للمشروع القديم الجديد على حساب الاراضي الفلسطينيه والبلدان المحيطه به ،هذا المشروع الذي تعر ض للرفض من قبل الفلسطينين والدول العربيه والعالميه وان ظهور الدعوات الصريحه للعمل على مبدأ سياسه الارض المحروقه وتحويل قطاع غزه الى منطقه غير قابله للاستخدام البشري٠
ان الحديث عن اطفال غزه ومايجري لهم. ليس بالامر السهل ،فهولاء الاطفال اصبحوا بنوكا لاهداف اسرائيليه ومشكلتهم لم تبدأ اليوم ،فعلى مدار قرن ومنذ 75 عاما اي منذ عام النكبه في العام ١٩٤٨ حيث عانوا من قتل ودمار العصابات الصهيونيه وهاجروا مع أهاليهم مشيا على الاقدام ولمسافات طويله الى الدول المجاوره .
لقد عزف العالم سمفونيات حقوق الطفل ، والعمل على حمايتهم وفق المواثيق الدوليه في الامم المتحده، لكن عندما يتعلق الامر بالطفل الفلسطيني وفي غزه بالذات وما يتعرض له من اذى ، لانكاد نجد اذانا رسميه صاغيه. ولاتسمع حتى نداءات مواطنيهم المطالبين بوقف هذا العدوان الغاشم من خلال المظاهرات التي جابت معظم عواصم العالم.ولا نعلم لماذا ؟ لان الفاعل إسرائيل ، ولانعلم لماذا هذا المحتل الوحيد الذي لا تطبق عليه القوانين الدوليه . هذا الاحتلال وهذه الدول وخاصه اوروبا وامريكا الذين طالما تغنوا بالديمقراطيه وخاضوا من اجلها حروب ، فلنتذكر الربيع العربي على سبيل المثال لا الحصر، هذه الدول بما فيها إسرائيل تقول انها تدافع عن حقوق الانسان وتدعي انها من اوائل الديمقراطيه وانها تحترم حقوق الانسان و تحترم حقوق الأطفال وتلتزم بالمواثيق والاعراف الدولية،لكن الحرب على غزه تشهد على زيف ذلك وتاريخه حافل بقتل الاطفال ،هل تتذكرون جمال الدره والذي قتل امام انظار العالم وامام عدسات الكاميرات وعلى شاشات التلفزه وعلى مرأى وانظار العام كله ، ما هو ذنب جمال الدّره غير انه احتمى بوالده من الات القصف الاسرائيليه في حينها ومايحصل اليوم ليس مشهد واحد بل الاف المشاهد لقتل الاطفال وترويعهم ٠ إننا حين ننصت إلى أطفال غزة نعرف أن هؤلاء الذين سكن تاريخ بلادهم جيناتهم ونطفهم وخلايا أجسادهم ومشاعرهم وأذهانهم لن يتركوا أرضهم أبدا، لأن سابقيهم إلى الشتات لم ينسوا التاريخ والأرض، وحتى الذين تحققوا في الغربة يجرفهم الحنين إلى تراب تغبرت فيه أقدام أجدادهم.لقد اصبح الطفل الفلسطيني، رقما صعبا في معادلة الصراع .. هذا المشهد هو عنوان الصمود والتحدي لاطفال غزه الذين يقتلون وهم اجنه في ارحام امهاتهم فعمر الزهور لم يعد موجوداً في غزه. نتسائل مره اخرى وثانيه وثالثه ورابعه،،،،،،، .
اين هي متابعه ومعاقبة المسؤوليين عن قتل هؤلاء الاطفال ؟ فالجواب هو ان الفاعل معلوم والفاعل مسنود من قبل جهات لا تعرف معنى الانسانيه عندما يتعلق الامر بأطفال غير اطفالهم.
واطفال غزه يناشدون العالم الان باعطائنا الطفوله والسلام.