الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نقمة و نعمة نتنياهو و بن غفير

نشر بتاريخ: 15/11/2023 ( آخر تحديث: 15/11/2023 الساعة: 21:21 )

الكاتب:

بسام زكارنه

منذ استلام حكومة نتنياهو المتطرفة بدء يدرك المراقبون و العالم ان هذه الحكومة ستجلب الويلات للعالم و للمنطقة بمن فيهم دولتهم المزعومة ، حيث ان مجموع تصريحاتهم تصب في خانة ارتكاب جرائم الحرب و الابادة الجماعية و تجاوز القانون الدولي و الانساني و الدوس على كل الاتفاقيات مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مع الفلسطينين بحيث اعلنوا بصراحة رفضهم لكل الحلول السلمية وان مهتهم تتلخص في تصفية القضية الفلسطينية بل و السعي نحو تطبيق المشروع الصهيوني بإنشاء اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ، و الان بعد جرائمهم و عجز العالم عن محاسبتهم اصبح العالم بلا قانون دولي !!! فكيف ستكون الحروب و النزاعات في العالم في المستقبل .
هنا نريد ان نتحدث عن نعمة و نقمة نتنياهو على دولة الاحتلال نفسها و نعمة و نقمة نتنياهو على الشعب الفلسطيني .
حيث ان نعمة نتنياهو على إسرائيل تتلخص في تطبيق الفكر النازي الصهيوني الذي تأسست اسرائيل وفقه بالغاء كل لاتفاقيات مع الفلسطينيين بل و دعوتهم لمحاكمة رابين في قبره لانه وقع اتفاقية اوسلو و معاقبة شارون في قبره على اتفاقية فك الارتباط مع غزة و وصلت الامور حتى لدعوتهم لمحاكمة بيغن في قبره على اتفاقية كامب ديفيد ، و استمتاع الاسرائيلين بجنودهم الذين يخرجوا يوميا لاصطياد الاطفال و النساء الفلسطينيات و قتلهم بدم بارد و اقامة المستوطنات و مصادرة الاراضي و حرق القرى و الاشجار و سيارات المارة من الفلسطينين بل و على اقتحام الاماكن المقدسة للمسلمين و المسحين .
لكن النقمة التي حلت بهم بسبب هذه السياسة هو مجموع العمليات الفدائية الفلسطينية التي بدأت و اشتعلت في الضفة الغربية و في وسط تل ابيب راح فيها عشرات القتلى الاسرائيلين بل و منعت هذه العمليات المستوطنين من الحركة بحرية داخل الضفة الغربية و توجت هذه العمليات بعملية طوفان الاقصى التي خسرت فيها إسرائيل اكثر من 1500 قتيل و تدمير اربع مواقع عسكرية لهم من اقوى المواقع المحصنة لديهم و خطف اكثر من 240 اسرائيلي ، و خسارة جيش الاحتلال سمعته بل و تلاشي دعايته التي كان يسعى دوما لفرضها بانه الجيش الذي لا يقهر والجيش الاخلاقي ، حيث بدى عاجزا امام الفين مقاتل و اخليت المستوطنات بل و مدن و قرى و كيبوتسات في محيط غزة ناهيك عن عجزهم عن الرد على كل العمليات من حزب الله في شمال فلسطين بل و اخلاء مستوطنات و قرى هناك ، ولم يجلب نتنياهو و حكومته الدمار لهم فقط من شمال وجنوب فلسطين و الضفة الغربية بل فتح عليهم جحيم اتى من اليمن و العراق وسوريا .
لم تتوقف نقمة نتنياهو على شعبه فقط على ما ذكرنا اعلاه بل اصبحت اسرائيل باجماع العالم دولة نازية وقادتها مجرمي حرب و مرتكبي للابادة الجماعية سوف يطاردهم الشعب الفلسطيني و احرار العالم في كل بقعة من بقاع العالم لمحاكمتهم في محكمة الجنايات الدولية و لن يستطيع الاسرائيلي حتى السير في شوارع العالم بامان حيث ان جيش من الغاضبين سوف تطارده و تقتله او تعتقله بل و في حال سيطرة الغاضبين على جيوش في المستقبل في دولهم سوف يمارسوا عليهم نفس الممارسة التي مارسوها في غزة وفي الضفة الغربية .
نقمة نتنياهو على شعبه انه قتل الخاطفين و المخطوفين من الاسرائيلين ممن استحكموا من المقاومة في بيوت المستوطنين و اخذوهم رهائن او كانوا داخل سيارات المقاومين اثناء عودتهم لغزة و حرقهم بطائراته العمياء و دباباته من اجل الدفاع عن وجوده و ليستمر في موقعه ، الم يغير القوانين و قضاة المحاكم لديهم لمنع محاكمته!!! .
إسرائيل بعد جرائمها لن تجد فلسطيني واحد يعقد معها اتفاق سلام مهما كانت الطروحات و مبادرات بيع الوهم من امريكا و غيرها وستبقى حالة الحرب هذه مستمرة حتى ينهي طرف من الاطراف الاخر فالصراع حوله نتنياهو وبن غفير لصراع وجود وليس صراع حدود ، بل حوله لصراع ديني .
نتنياهو وحكومته المتطرفة اظهر لشعبه و العالم ان جيشه ضعيف استعان بالجيش الامريكي و الناتو لمحاربة الالاف من الجنود في غزة و انه مجرد ان ترفع امريكا يدها عنه سوف ينتهي امام مجموعات و مليشيات وليس فقط امام الجيوش العربية و الإسلامية التي تحوطه من جميع الاتجاهات ، و لا بد من سقوط الحكام الذين عينتهم امريكا و العرب .
ظهر جيش الاحتلال الاسرائيلي انه بلا اخلاق و لا تحكمه القوانين الدولية و الانسانية وانه يمتلك سلاح نووي وزراءه دعوا لابادة الشعب الفلسطيني بالقاء قنبلة نووية عليه لمجرد معركة صغيرة فكيف اذا اشتبك مع احدى الدول العربية و الاسلامية فهل يلقي قنبلة نووية واحدة ؟!؟ ام اكثر ؟! مما يحتم بضرورة نزعه منه ، حيث ثبت واضحا و من تصريحات قادته و مواطنيه و مستوطنيه انهم يعتبرون الاخرين من العرب و المسلمين انهم حيونات بشرية يجب ابادتهم وهذا ظهر بالصوت و الصورة امام العالم بتصريحات من فمهم .
نقمة نتنياهو وحكومته المتطرفة على ألشعب الفلسطيني كبيرة مجازر و مذابح للاطفال و النساء و تهجير اكثر من مليون فلسطيني و هدم اكثر من 250 الف منزل و قصف المشافي و قتل الاطباء و المسعفين و الصحفين و حرق عائلات باكملها في داخل شققهم حيث القى جيشه ما يعادل قنبلتين نوويات على مساحة ذات كثافة سكانية الاكثر ازدحاما في العالم وهي غزة ، و التي حاصرها منذ ١٦ عاما باكبر سجن مع حرمانها من كل مقومات الحياة ، و لا نريد ان نُذكر بالمذابح و المجازر منذ 75 عاما و التي زادت عن 55 مجزرة و مذبحة و احراق قرى و مدن كاملة و تهجير سكانها لكل بقاع العالم ، و غزة لوحدها تعرضت لخمس حروب كلها كانت مذابح و مجازر للنساء و الاطفال و للمدنين بنفس الطريقة و العالم صامت بسبب العصى الامريكية .
و نعمة نتنياهو و حكومته المتطرفة على الشعب الفلسطيني انها أظهرت للعالم صورة دولة الاحتلال (إسرائيل ) الحقيقية بانها دولة وهمية مجرمة نازية أنشأها الامريكان و البريطانيين لردع المنطقة و لتنفيذ مشروع لهم في السيطرة على منطقة الشرق الاوسط و العالم من خلال السيطرة على الممرات الدولية و الموارد الطبيعية التي تتميز بها منطقة الشرق الاوسط ، و هذه الحكومة اعادة شحن الشعب الفلسطيني بوقود المقاومة و الثورة لمواجهة الاحتلال القائم و الخطر الذي بدى جليا انه خطر على وجوده و لا يوجد شخص واحد في إسرائيل يؤمن بعملية السلام ، وان صورته بالنسبة لقادة الاحتلال و جيشه و افراده انهم حيوانات بشرية لا يستحقوا العيش سواء كانوا اطفال او نساء او مدنين او عسكرين ، نتنياهو و ممارسات حكومته و جيشه جعل القضية الفلسطينية حاضرة في اذهان العالم و خرجت المسيرات المليونية في كل انحاء العالم و اصبحت القضية الفلسطينية في سلم الاولويات في المؤسسات الدولية بعد ان تلاشت تقريبا في فترة معاهدات السلام و الحرب الاوكرانية الروسية ، و ظهر للجميع ان دعايته انه يقاتل حماس انها دعاية كاذبة وانه يقاتل لابادة شعب باكمله ، و قد حاول استعطاف العالم ان لديه اطفال قتلوا عددهم 50 حسب ادعاءه لكنه لغاية اللحظة قتل بل فتت وفجر رؤوس 6000 طفل فلسطيني و قتل ايضا عائلات كاملة و اطباء و صحفيين ولم يقتل اي خلية او جندي من حماس .
نتنياهو وحكومته المتطرفة لاجل وجوده و تنفيذ افكاره انهى اي فرصة لوجود إسرائيلي في المنطقة ، و اعدم اي فرصة للتطبيع مع الامة العربية و الاسلامية ، حيث سقط قادته و جيشه و شعبه امام تمسكه بالكرسي و كذلك اعدم فرص السلام ، و بن غفير زميله و من يدعم العنف في المنطقة نجحوا بإمتياز بفرضه على المنطقة لعشرات السنين و لن تخرج منه المنطقة و العالم الا بزوال اخر متطرف من إسرائيل ، والعالم الان ينتظر حرب اقليمية او حتى دولية بسبب سياستهم الاجرامية و الغبية المدعومة بالفيتو الامريكي و الغربي .