الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجميع يريد ان ينتصر باكتساح ولكن الجميع يخسر روحه

نشر بتاريخ: 23/11/2023 ( آخر تحديث: 23/11/2023 الساعة: 13:51 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام





الولايات المتحدة تركت حربها في أوكرانيا، ونسيت التنافس الصيني والروسي ورمت جميع اوراقها ضد غزة . فتحت مخازن السلاح وخزائن المال وقوافل الطائرات المحملة بجميع أنواع الصواريخ والذخيرة . والمهم عندها ان تنتصر إسرائيل على غزة .ولكن إسرائيل لم تنتصر على حماس بل دمرّت غزة ودمرت ما تبقى من انسانيتها .
أوروبا فقدت عقلها وهبّت تعلن الحرب الصليبية - التي لا صليب فيها - ضد غزة . خرقت الشرعية الدولية وأعلنت احكام الطوارئ وحرّكت الجيوش والاساطيل والغواصات. فالمهم ان لا تنهزم إسرائيل امام منظمة عربية مسلمة. ولكنها خسرت كل حضارتها في لحظة جنون ولن يصدقها احد ولن يصدق زيفها بعد اليوم .
إسرائيل استدعت مئات الوف المدنيين للاحتياط العسكري ، وفتحت حربا لها اول ما لها اخر ضد غزة. وأعلنت حل وزارة الاعلام ونصبت بدلا عنها وزارة الإعدام ضد أي عربي وأي فلسطيني دون رقيب. حتى الصحفيين صاروا عساكر ويدعون للقتل دون رحمة ودون أي اهتمام بالرأي العام . وثبت بالملموس ان إسرائيل لا يوجد فيها وزارة خارجية ولا وزارة اعلام ولا وزارة قضاء. وانما فيها وزارة جيش وامن وكل الهيئات الأخرى تعمل لخدمتها .واثبت قادة إسرائيل ان "حضارتهم" مجرد معسكر جيش كبير وسجون وسجانين ومدافع وصواريخ لا تستطيع ان تحمي ابتسامة طفل .
جامعة الدول العربية ارادت تحقيق فوز مجاني من خلال دم الأطفال في غزة. ثم اكتشفت ان النظام العالمي الأمريكي لا يراها أصلا فكتبت شهادة وفاتها السياسية بنفسها .
حماس ارادت نصرا عسكريا مؤزرا ونصرا سياسيا كبيرا يعيد ترتيب المعادلة الراهنة بشكل جديد . ولكن خسارة غزة كبيرة لن تسمح لاحد بالانتصار .
ايران ارادت ان تثبت لإسرائيل انها احتلال صغير وعابر في التاريخ ، وان أسلحتها كلها لن تستطيع مسح ما جرى في السابع من أكتوبر . وانها قبل ان تتطاول على امبراطوريات الإقليم عليها ان تحكم شارعا واحدا في فلسطين المحتلة .
حزب الله سحب إسرائيل الى حقل الغام كبير ومعقد . واثبت ان لديه أسلحة مختلفة وتخطيط مختلف . ففتح أكبر من معركة وأصغر من حرب ما جعل تل ابيب تفقد صوابها .
منظمة التحرير الفلسطينية ارادات نصرا سياسيا مجازيا بصفتها الوريث الشرعي .والسلطة الوطنية الفلسطينية ارادت حضورا ثقيلا في زمن الغياب . فغاب الجميع في خداع السراب وذاب وعد أمريكا في قيعان المحيطات .
بعد يوم . بعد شهر او سنة . سوف تتوقف الحرب ,,
ولن يبحث عن الفوز سوى سكران عربيد . سنبحث عن أطفال مفقودين تحت الانقاض ، وعن رجال غابوا ولم تغب ملامحهم ، وعن سلطات في وجوهنا ظلّت ولكنها غائبة.