الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفيتو الامريكي الابشع في تاريخ منظمة الامم المتحدة.

نشر بتاريخ: 10/12/2023 ( آخر تحديث: 10/12/2023 الساعة: 18:25 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

تفعيل المادة 99 من ميثاق الامم المتحدة من قبل الامين العاملمنظمة الامم المتحدة المهندس البرتغالي انطونيو غوتيريش هومحاولة انسانية منه لانقاذ ما يمكن انقاذه من الميثاق لهذه المنظمة الذي تم خطفه من قبل اعضاء الفيتو الخمسة بعد ان تمت كتابته بدم ملايين الضحايا في الحرب العالمية الثانية والتي تسبب بها شخص نازي مصاب بمرض ما زال غير معروف لدى اي من المدارس الطبية كونه لم يصيب غير عدد محدود جدا من البشر عرف منهم نيرون و هولاكو والان تظهر اعراض هذا المرض على النتن ياهو رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني.

محاولة الامين العام هذه لم تكن من اجل المحاولة فقط على اعتبار انها محفوفة بمخاطر الفيتو الامريكي ولكن وبسبب الحس الانساني لدى الامين العام اثر ان يفعل مادة حسن النية ايضا لعل رياح انسانية بايدن او ما تبقى منها تجري بما تشتهيه سفن محاولة غوتيريش وذلك على امل ان يحذو الرئيس الامريكي بايدن حذو رئيسه السابق اوباما في ان يدع قرار وقف اطلاق النار يمر بان يمتنع عن التصويت كما فعل اوباما في اخر ايامه في الامارة بتمرير قرار 2334 .

سبب اخر هو ادراك الامين العام بان ميثاق الامم المتحدة هو نسخة مكثفة عن الدستور الامريكي خصوصا فيما يتعلق بالقيم الانسانية وعدم جواز احتلال اراض الغير بالقوة وحق الشعوب في تقرير المصير كما وحقها في مقاومة المحتل وبكل الوسائل التي تسمح بها الشرعية الدولية ولكن وعلى ما يبدو وانا على يقين بان الرئيس بايدن لم يسبق له ان قرأ دستور بلاده مع انه ااقسم على الحفاظ عليه وتطبيقه عندما يستدعي الامر ولكنه ومع ذلك عمل ضد دستور بلاده تماما باصداره تعليمات لممثله في مجلس الامن بالاعتراض على القرار مستخدما حق الفيتو الذي منحه اياه الميثاق.

الفيتو كفلسفة من المفروض ان يكون رافعة لحماية الميثاق في حال اراد احد الاعضاء تمرير ما يمكن له ان يكون تهديدا للامن والسلم العالميين وهذا تماما هو ما حاول الامين العام فعله بتفعيله للمادة 99 كاداة ديبلوماسية ضمن صلاحيات الامين العام للفت انتباه اعضاء مجلس الامن الى اي قضية قد تؤدي الى تفاقم التهديدات القائمة لصون السلام والامن الدوليين.

الى ما سبق اضيف سبب اخر لتفاؤل الامين العام في تمرير القرار وهو اعتقاده بان الرئيس بايدن من المفروض انه يعرف اكثر من اي رئيس امريكي اخر خطورة تمكين مريض نفسي مثل النتنياهو لقيادة حرب ضد اي كان كونه يعرف بانه الاكثر خبرة وقدرة من بين من حكموا اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على صناعة الكذب والخديعة حماية لذاته ومصلحته الشخصية التي يرى انها فوق كل شيء بما في ذلك مصلحة كيانه بدليل انه اوقع بايدن في هذا الفخ الذي اضطر هذا الاخير لاحقا على الاعتذار.

النتن استغل مبدأ الضيافة وزعم للضيف كذبا بان رجال المقاومةالفلسطينية قطعوا رؤوس الاطفال واغتصبوا النساء وقتلوا المحتفلين مع ان النتن يعرف بان لدى الرئيس بايدن كل الامكانيات لمعرفة حقيقة ما جرى في السابع من اكتوبر من خلال صور الاقمار الصناعية المتوفرة له ولكن ما كان يهم النتن هو احراج الرئيس الامريكي في تلك اللحظة لكسب الوقت وتخفيفهيجان الشارع الاسرائيلي من هول ما حصل في السابع من اكتوبر بعد ان بدأ يتسرب للشارع الاسرائيلي عن مسؤولية النتن وجيشه عن معظم ماحصل من موبقات في ذلك اليوم وتحديدا قتل الاسرائيايين الذي تم من خلال قصف الجيش الاسرائيلي للبيوت التي يحتجز بها المقاومون الفلسطينيين رهائن اسرائيليين وقتل كل من في هذه البيوت اصافة الى ما اظهرته وسائل اعلام اسرائيلية في اطلاق النار من طائرة الاباتشي الاسرائيلية على الفارين من المحتفلين الاسرائيليين.

ما سبق يشجعني على القول بان افشال الرئيس بايدن لمحاولة غوتيريش الانسانية من خلال حق الفيتو على الرغم من معرفته بانه قرار انساني لحقن الدماء في غزة ووقف التدمير الحجري والبشري النتنياهوي وقتل اطفال غزة بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفسطيني ومنذ قيم دولة الكيان الصهيوني سنة 1948 وذلك بالرغم من كل ما ذكرناه ونذكر به الرئيس بايدن مغ انه يحفظه غن ظهر قلب هذا الفيتو هو في حقيقة الامر يعتبر خيانة لللدستور الامريكي قبل اي شيء اخر وفي نفس الوقت فهو يعتبر انتهاك لكل القوانين التي صاغتها البشرية من اجل حماية سلمها وامنها وتحديدا القانون الدولي الانساني خصوصا وان صحيفة الواشنطن بوست تقول بان دولة الاحتلال اسقطت اكثر من 22 الف قنبلة امريكية فوق غزة الاكثر كثافة سكانية في العالم .

الرئيس بايدن باتخاذه لهذا الفيتو وهو الابشع في تاريخ الامم المتحدة فانه يعلن عن نفسه شريك في حرب الابادة التي يخوضها النتن ياهو ضد الشعب الفلسطيني اضافة الى ان هذا الفيتو يعتبر خيانة ايضا للثقة التي وضعها الناخب الامريكي في الرئيس بايدن كونه يشارك في هذه الحرب وهو يعلم غلم اليقين انها حرب قامت بناء على ادعاءات كاذبة وعلى راسها عدم احقية او شرعية المحتل بالدفاع عن نفسه ضد من هم تحت احتلاله ومن ان الوسيلة الوحيدة التي هي من حق المحتل في الدفاع عن نفسه هي في ان ينهي هذا الاحتلال الوحيد والاطول في التاريخ المعاصر .

بايدن يعلم اكثر من غيره وبما يتوفر لديه من معلومات من ان هذه الحرب يخوضها النتن كوسيلة اخيرة من اجل ان ينقذ نفسه من السجن الاسرائيلي الذي ما زال ينتظره وذلك بسبب ادانته اسرائيليا بجرائم الرشوة والغش وعدم الثقة الا انه ومع ذلك ما زال يشارك في هذه الحرب ويشجع النتن على الاستمرار فيها دون اي قلق من عقاب العدالة الدولية ومحاكمها على الرغم من انها حرب ابادة وحرب ضد الانسانية وذلك لما يمكن ان يوفره لهمن حصانة امريكية ولكن بايدن يعرف بان النتن غير محصن من السجن الاسرائيلي الذي دخله رئيس الدولة كاتساف ورئيس الوزراء اولمرت وربما كان ذلك هو جل ما يريده بايدن.

ختاما اقول وبناء على ما سبق بان التاريخ سيذكر الرئيس بايدن كمجرم حرب بسبب هذا الفيتو بتاريخ 8/12/2023 كونه تسبب في ان تكون غزة اكبر مقبرة للاطفال في التاريخ الحديث ولكنه في نفس الوقت سيذكر الامين العام للمنظمة الاممية انطونيو غوتيريش كبطل للانسانية لمحاولته في وقف حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني.