الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

عدوان الاحتلال على غزة وخطة الحسم

نشر بتاريخ: 13/12/2023 ( آخر تحديث: 13/12/2023 الساعة: 12:58 )

الكاتب: محسن ابو رمضان




لا يمكن النظر للعدوان الوحشي علي قطاع غزة دون ربطة بالسياق السياسي لدولة الاحتلال وخاصة للحكومة الراهنة .
تقود دولة الاحتلال حكومة يمينية فاشية تتبني خطة الحسم.
تهدف خطة الحسم للانتقال من إدارة الصراع الى حسمه .
تم التعبير عن الخطة من العنصري سموتريتش الذي وضع الشعب الفلسطيني أمام ثلاثة خيارات اما الرحيل او العيش ضمن منظومة العبودية الاحتلالية ودون حقوق سياسية او الموت اذا قرر المقاومة ورفض الاحتلال.
تهدف هذة الخطة الى ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية وزج التجمعات السكانية الفلسطينية في معازل وبانتوستانات.
تجاوزت الخطة ذلك عبر الاجهار بامكانية تنفيذ عمليات من التطهير العرقي والتهجير القسري .
نقلت دولة الاحتلال مخططاتها من مرحلة الاحتلال والتميز العنصري الذي ماسسة قانون القومية بالعام 2018 الى مرحلة التطهير العرقي عبر التهجير القسري.
استطاعت دولة الاحتلال تمرير رواية كاذبة عن أحداث السابع من أكتوبر حيث كشفت العديد من وسائل الإعلام فبركات الاحتلال بخصوصها من ضمنها صحيفة هأرتس وجيروزلرم بوست ونيويورك تايمز بمحاولة دعشنة النضال الفلسطيني ووصمة بالارهاب.
حشدت دولة الاحتلال تحالفا غربيا دوليا ليس بهدف مواجهة حماس فقط بل بهدف تصفية الشعب الفلسطيني وانهاء قضيتة ووجودة المادي على ارض فلسطين .
يؤمن اليمين الفاشي في دولة الاحتلال متذرعا بمفاهيم تلمودية بأن أرض فلسطين هي لليهود فقط دون غيرهم وان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت وبانة لايوجد أبرياء او مدنين بما في ذلك الأطفال والنساء وهم جل العدد من الشهداء الناتج عن قصف الاحتلال وعملياتة العدوانية والبربرية تجاة شعبنا في قطاع غزة.
تعتبر دولة الاحتلال ان الوجود السكاني للشعب الفلسطيني يشكل خطرا وجوديا على مشروعها وقد ارقهم كثيرا التكافؤ الديمغرافي بين اليهود والعرب حيث تقارب عدد العرب واليهود على ارض فلسطين التاريخية بسبعة مليون لكل مكون .
أرادت دولة الاحتلال تطوير خطة الحسم باستغلال العدوان على غزة باتجاة تنفيذها وبطريقة وحشية عبر الاقتلاع والتشريد وتنفيذ التهجير القسري.
ترمي دولة الاحتلال لاستكمال مشروعها العدواني الذي نفذ عام 1948 وتعتقد ان اللحظة التاريخية أصبحت متاحة لتنفيذ هذا المخطط عبر التخلص من الوجود المادي للشعب الفلسطيني.
ان تكتيكات جيش الاحتلال التي دفعت بإعداد كبيرة من السكان من غزة والشمال للانتقال الي مدينة خانيونس بالجنوب ثم الي مدينة رفح والتي تقع باقصي الجنوب ترمي الى خلق أزمة إنسانية وفرض وقائع عملية للتهجير القسري .
تتم عملية الاقتلاع والازاحة الجماعية تحت القصف الجوي الشديد والمروع والذي يحصد مئات الشهداء يوميا مصحوبا بالغزو البري وعبر استهداف اعداد كبيرة من المدنين حيث وصل عدد الشهداء والجرحى لأكثر من سبعين ألفا.
تهدف دولة الاحتلال لخلق الفجوات في بنية المجتمع وخاصة بين الناس والمقاومة وتقويض الحاضنة الشعبية بهدف التيايس ودفع الناس للقبول بالأمر الواقع الذي يحاول الاحتلال وعبر خطة الحسم تنفيذة .
ان عمليات الابادة الجماعية لاتهدف لايقاع اكبر عدد ممكن من الخسائر البشريةبين صفوف المدنين فقط في خرق فاضح للحد الادني من معايير حقوق الانسان ووثيقة جنيف الرابعة بل تهدف كذلك الي التشريد وتنفيذ عمليات التهجير القسري وانهاء التكافؤ بالمعادلة الديموغرافية .
لا يقتصر المشروع الاستعماري الصهيوني علي قطاع غزة بل سيحاول استغلال ذلك لتطبيقة علي الضفة الغربية التي تشهد هجوما منقطع النظير من قبل جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين منذ بداية العدوان علي غزة عبر المزيد من الاعتقالات والاقتحامات والاعدامات الميدانية الي جانب دعوة السكان من خلال مجموعات المستوطنين للانتقال الي الاردن ومغادرة اماكن سكناهم .
بنت دولة الاحتلال مشروعها علي التوسع والتفوق العرقي وإلغاء الاخر من خلال فكرة دولة اليهود فقط وهي ستنتقل أيضا الى فلسطيني الداخل الذين يتعرضون منذ بداية العدوان علي غزة لعمليات متعددة من الملاحقة والقيود حتى على نشاطات تندرج في إطار حرية الرأي والتعبير والعمل السلمي بهدف دفعهم لليأس او المغادرة .
تعتقد حكومة الاحتلال الفاشية ان اللحظة التاريخية مؤاتية لتنفيذ مخططاتها القديمة الجديدة مستغلة البيئة السياسية العالمية وخاصة الشراكة العضوية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة هذا رغم يقظة ضمير الشعوب المتضامنة مع حقوق شعبنا التي بالتأكيد سيؤدي تصاعد نضالاتها الشعبية لاقشال مخططات الاحتلال وتحقيق حقوق شعبنا.