الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محاكمة مجرمي حرب الأبادة الجماعية في غزة في اليوم التالي للحرب وليس من يحكم غزة

نشر بتاريخ: 23/12/2023 ( آخر تحديث: 23/12/2023 الساعة: 16:30 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

افادات شهود العيان من الصهاينة في غلاف غزة عن حقيقة ما جرى في السابع من اكتوبر ومفادها ان معظم من قتلو من المدنيين الصهاينة في ذلك اليوم كانوا قد قتلوا بنيران صديقة او بالاحرى انهم قتلوا بنيران صهيونية لان ما حصل وما زال الى لحظة كتابة هذا المقال يشير الى وجود نية مبيتة لجزار غزة، النتن ياهو لارتكاب مجزرة لم يشهد مثلها التاريخ الحديث .

اكثر من 20 الف شهيد معظمهم من النساء والاطفال واكثر من 50 الف مصاب من الغزيين غير المفقودين تحت الانقاض هو نتاج لمحاولة يائسة اخرى لهذا الجزار لابعاد شبح السجن عنه بعد ان فشل في محاولته الاولى في خطفه وتطويعه للنظام القضائي في اسرائيل ما يعني انه بات شبه مؤكد على ان الجزار كان لديه علم مسبق بما حصل.

كل الدلائل تشير الى ان السابع من اكتوبر في مخطط المقاومة كان يهدف فقط الى اختطاف اكبر عدد ممكن من الجنود الصهاينة الذين يحاصرون غزة احياء وبدون اراقة دماء الا ان ذلك لو حصل فانه لم يكن ليفي بالغرض الذي يبحث عنه النتن ياهو كغطاء لارتكاب حرب تنقذه من السجن وفي نفس الوقت تستجيب لهدف صهيوني استراتيجي في ابادة الفلسطينيين وعليه استغل النتن السابع من اكتوبر ليكون فرصة يعيد فيها للذاكرة الغربية والصهيونية المحرقة النازية بحق يهود اوروبا لتحقيق غرضه بدليل اختراع افضل ما وصل له العقل البشري من كذب وافتراء وتغليف ذلك بخديعة بشعة وهي قطع رؤوس الاطفال وهوما يؤكد على ما نقوله من اجل تاجيج مشاعر ذنب المحرقة النازية لدى الغرب يستغله الجزار كغطاء لارتكاب حرب ترقى لمستوى نكبة ثانية بحق الفلسطينيين لاكمال ما عجزت عنه النكبة الاولى في استهداف الاطفال الفلسطينيين حتى لا يكبروا بعد ان ثبت للحركة الصهيونية بان صغار فلسطين لا ينسون اضافة الى قتل اكبر عدد ممكن من المدنيين من سكان غزة ومعظمهم من اللاجئين الذين ما زالوا يحتفظون بمفاتيح العودة.

هدف المقاومة الفلسطينية من عملية طوفان الاقصى كان تحرير اسرى الحرية الفلسطينيون الذين تم اختطاف مظمهم من اسرتهم ليلا وهم نيام على يد قوات الاحتلال والزج بهم في غياهب السجون وتعذيبهم في سجون الاحتلال، هؤلاء الابطال هم وقود وشعلة وقادة هذه المقاومة وحراس حرية وكرامة الشعب الفلسطيني ولم يكن هناك اي وسيلة تجبر العدو الصهيوني على تحريرهم غير استبدالهم باسرى صهاينة وهذا ما اثبتته مسيرة الصراع مع بني صهيون واخيرها كان جلعاد شاليط وهو ما يؤكد على ما نقوله واثبات على ان ما جرى من قتل وسفك دماء لصهاينة غلاف غزة من المسنحيل ان يكون هدفا لعملية طوفان الاقصى .

السابع من اكتوبر في اعتقادي كان الفرصة الاخيرة للنتنياهو فاجأ بها كل روؤساء الغرب وعلى راسهم امريكا بزعم محرقة جديدة ارتكبتها حماس هذه المرة بحق اليهود اثناء احتفالهم بالعيد وزاد عليها كما اسلفت خديعة قطع رؤوس الاطفال وهو ما مكنه من الحصول على مبتغاه من زعماء الغرب وهو الضوء الاخضر والدعم ليرد الصاع صاعين للجريمة المزعومة بحجة حقه في الدفاع عن شعبه وقد ساعده في هذه المهمة كره زعماء الغرب لحماس التي يصمونها بالارهاب اضافة الى وجود وزراء ارهابيين و فاشيين معه في االائتلاف الحكومي من امثال بن غفير وسموترتش يشاركونه نفس الهدف.

ومع ذلك هناك ما يثير السخرية وهو هذا الاصرار من قبل الغرب الرسمي على موقفه المخزي والمخجل حيال ما يجري من محرقة صهيونية وبنمط نازي بحق اهل غزة على الرغم من الكشف عن حقيقة خديعة و كذب وافتراء النتن وزمرته بعد بضعة ايام من خلال شهادات لشهود عيان اسرائيليين على الرغم من محاولة الة الدعاية الصهيونية طمس هذه الشهادات اضافة الى ما يتوفر لدى زعماء الغرب من صور للاقمار الصناعية التي من المؤكد انها اظهرت طائرات الاباتشي تطلق النار على المحتفلين ودبابات صهيونية تقصف البيوت التي احتجز فيها رجال المقاومة مع رهائن اسرائيليين .

في نفس السياق اقول بان على زعماء الغرب ومنهم الاب والجد والزوج ان يخجلوا على انفسهم وهم يحتفلون باعياد ميلاد سيدنا المسيح الفلسطيني ويتبادلون الهدايا بهذه المناسبة وهم يشاهدون ما يجري على ارض ميلاده ولابناء شعبه من حرب ابادة شاملة يشنها جيش الاحتلال العنصري وبناء على اخبار كاذبة و مزيفة وهم لا يحركون ساكنا وهو ما يعني خيانة هؤلاء الزعماء لرسالة سيدنا المسيح اولا ولضمائرهم ثانيا وانتهاك صريح للثقة التي منحهم اياها الناخبون الذين يخرجون للشوارع بالملايين في كل اسبوع في معظم مدن وعواصم الغرب مطالبين بوقف فوري لهذه الحرب البشعة والمصيبة الاكبر هو ان معظم الزعماء في العالم اصبحوا يدركون بان من يقود هذه الحرب هو مريض نفسي سادي لا يبالي حتى بقتل ابناء جلدته بنيرانه الصديقة كما حصل قبل بضعة ايام بقتل ثلاثة من جنوده الاسرى المحتجزين في غزة.

ما سبق هو شهادة من شخص لم يكن يوما على وفاق مع حركة حماس ولكني ارفض بان يكون الكره لحماس من قبل زعماء الغرب بمثابة حصان طروادة استخدمه النتنياهو وزمرته الفاشية في حربهم القذرة لابادة الشعب الفلسطيني لاعتقادهم المريض بان بقاء فلسطيني واحد يشكل في نظرهم تهديد وجودي لهم ولكيانهم على الرغم من اعتراف منظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بدولتهم .

ما سبق لن يمنعني عن القول بان كره الغرب لحماس كما نفاق الغرب لاسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لا يجب ان يثني زعماء الغرب عن القيام بما قاموا به وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بمحاكمة مجرمي الحرب في حينه والضالعين والمخططين والمنفذين للهولوكوست وغيرها من جرائم الحرب بمحاكم نورنبيرغ وذلك بعمل كل ما يجب من اجل محاكمة مجرمي الحرب التي نحن بصددها من خلال محكمة الجرائم الدولية ، هذا الا اذا تراجع الغرب الرسمي عن عهدنا به باحترامه للقوانين المذكورة خصوصا وان الغرب هو من وضع هذه القوانين وهذا سوف يشجعنا الى اللجوء الى الغرب الشعبي الذي يقف موقفا انسانيا واخلاقيا مشرفا حيال ما يجري في غزة والذي تتوج بتشكيل جيش انساني واخلاقي من القانونيين تلقائيا وليس بقرار من احد من مختلف الدول وهم بالمئات متعهدين بالدفاع عن ضحايا غزة في هذه الحرب اللانسانية وعليه فنحن نتمنى عليهم توظيف كل الممكن لديهم من اجل محاكمة مجرمي هذه الحرب التي حولت غزة من اكبر سجن مفتوح في العالم الى اكبر مقبرة اطفال في العالم.

ختاما اقول بان محاكمة مجرمي هذه الحرب ليست خيارا وانما هي استحقاق انساني وواجب اخلاقي يقع على عاتق كل من لديه حس انساني في هذا العالم ليس فقط من اجل انصاف ضحايا الحرب في غزة وانما من اجل ضمان عدم تكرار اي محرقة بحق اي شعب وذلك بعد ان شاهد العالم كله ما يفعله الناجون من المحرقة النازية بحق اطفال الشعب الفلسطيني وهو الامر الذي يستدعي ان يكون تشكيل هذه المحكمة في اليوم التالي للحرب هو الشغل الشاغل للعالم وليس من يحكم غزة .