الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

شيرين أبو عاقلة عيدٌ جديد وغيابٌ قاسي

نشر بتاريخ: 25/12/2023 ( آخر تحديث: 25/12/2023 الساعة: 12:56 )

الكاتب: حسن الفقيه


بين شجرة جنين وشجرة الميلاد.

مَن يَمسحُ الحزن عن أعياد الميلاد المُثقلة بأحزان الفَقد والموت ؟
مَن يَمنحُ شجرة الميلاد بهجتها ونورها الـ مُتَلأْلئ بكل ألوان الفرح والدِّفء؟
مَن يُطلق اجتراحات الزمن الفلسطيني في مواقيت النار والفولاذ والرصاص في غزة ؟. من ينثر الندى على البيوت التي تحترق بنيران دبابات الحقد والموت الأسود ؟
مَن يفتحُ شبابيك الشُرفات في مساءات العائدين من عند شجرة شيرين أبو عاقلة في جنين التي شربت روحها وفَوحَ دمها السًّخين؟.
مَن يُعيدُ لشيرين صوتها صوتنا الحر وخوذتها الطًّريَّة التي لم تتحمل صوت رصاصة الحقد ؟
الخوذات قد تَصدَّ الموت لكنها لا تمنح الحياة دائماً .. الرصاصة وصلت الهدف وأخطأت الفكرة .. تتهاوى الخوذات ولا تتهاوى الكلمات ؟
في عيد الميلاد تُطل شيرين ببهاء روحها الصافية وقلبها الكبير وأمنياتها الناعمة أمام باب العمود في القدس، ومن على مشارف غزة بخالص الدعاء لحماية غزة وصوتها الحنون المُجَرَّحِ " يا رب احمِ غزة " .
نرى شيرين اليوم أمام الكاميرات المقاتلة في غزة والقدس وجنين ونابلس وطولكرم مع كل مشهدٍ يُوثق جرائم العَصر ومذابح التاريخ .. نراها في عيون الصادقين الأوفياء من رِفاق دربها الشُجعان البواسل الذين ثبتوا على عهدهم ووعدهم بمواصلة الدرب رغم كل صعب .. نسمع صوتها المَسكُون في أصوات المحاربين الإعلاميين الأحرار في كل مكان على أرضنا .. كما فَاحَ مِسكُ دمها عطاراً في أرجاء الوطن .. هي اليوم معنا بصوتها العابر لكل دَقَّات القلوب ودَقَّات الساعات تنتشر على موجات الصمود والأثير الملتحم مع المعارك اليومية التي يخوضها شعبنا ببسالة ملحمية وثباتٍ أسطوري.
في عيد الميلاد وأنتِ المُتجددة الباقية في أعيادنا وكل مساحات الفرح العنيد نُجددُ لروحك الطاهرة النًّقية باقات الورد وقلائد الحب والفخر .. ونعلمُ أنَّ عَدالة السماء هي العدالةُ النافذة .. ولن يفلح القَتلة في قتل الحقيقة الساطعة سطوع الشمس في كبد السماء.
لك الرحمة وبعض ما نستطيعُ من الوفاء.. بعض ما نستطيع من الكلمات.
السلام على روحك العالية التي تتعمشقُ أشجار الميلاد وأشجار الأرض .. كل الأرض.