السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خرم إبرة رصد أو/و خروقات؟!

نشر بتاريخ: 08/01/2024 ( آخر تحديث: 08/01/2024 الساعة: 11:42 )

الكاتب: رامي مهداوي

في قلب ضواحي بيروت الجنوبية، المحصنة تماما، تم اغتيال صالح العاروري، الرقم الثاني في حركة حماس، يوم الثلاثاء الماضي. بعد الضربة الإسرائيلية التي وقعت في قلب هذه الضاحية، يباشر «حزب الله» وحلفاؤه في التحقيق. أصدرت إسرائيل تهديدات بالاستهداف لمسؤولي «حماس»، ليس فقط في قطاع غزة ولكن أيضا في الخارج، وخاصة بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.
رغم الظروف الحربية، جرى اغتيال العاروري إلى جانب ستة قياديين آخرين من حركته، وبعض أعضاء الجماعة الإسلامية اللبنانية، التي تنتمي، مثل «حماس»، إلى تنظيم الإخوان المسلمين. أظهر الهجوم مدى تنسيق الحركتين، حيث أعلنت الجماعة الإسلامية عن وفاة اثنين من مسؤوليها إلى جانب العاروري.
تقوم مصادر مقربة من «حزب الله» بالتحقيق الداخلي للعثور على إجابات حول كيفية تنفيذ عملية الاغتيال. ويتساءل المراقبون عن خطأ تكتيكي وقع قبل الضربة، حيث تم عقد اجتماع لقادة «حماس» في نفس المكان والوقت. يبرز أن هذا النوع من الاجتماعات في ظروف الحرب قد يكون خطأ تكتيكيا.
من الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها قتل مسؤول «حماس» إلى جانب شخصيات مرتبطة بالجماعة الإسلامية اللبنانية. في تشرين الثاني الماضي، استهدفت إسرائيل نائب قائد كتائب القسام في لبنان، خليل خرّاز، في وقت كان برفقة شخصيات دينية وتركية. أدى هذا الحادث إلى فتح تحقيق داخلي يركز على قدرات المراقبة الإسرائيلية وقدرات التنصت الإلكتروني.
يأتي التحقيق في ظل تحول تكنولوجي إسرائيلي واضح، حيث تمتلك الطائرات بدون طيار القدرة على اكتشاف أي نشاط لـ»حزب الله» على الحدود في غضون 30 ثانية، ما أسفر عن وفاة عدد من أفراد الحزب. كما تم اختراق كاميرات المراقبة وأجهزة الاتصال، ما أسفر عن إنشاء نظام معلومات شامل في يد إسرائيل. يشير هذا النوع من العمليات إلى انتقال جزئي نحو العمليات الأمنية واستخبارات الاغتيالات.
يظهر أن «حزب الله» سيواجه تحديات كبيرة بعد الاغتيال، خاصة مع انتهاك إسرائيل لجميع قواعد الاشتباك بتوجيه الضربة إلى ضاحية بيروت الجنوبية. يتوقع أن يكون رد الحزب «حتميا»، وقد يشمل تنوعا من الإجراءات، من عمليات داخلية لاستعادة التوازن إلى توسيع نطاق المواجهة في إطار وحدة الجبهة.
أما بخصوص السيناريوهات المتوقعة لتداعيات هذا الاغتيال فيمكنها أن تقود إلى تصعيد المواجهات وتكثيفها، كما في نفس الوقت يمكنها أن تشكل مرحلة للانتقال من المواجهة العسكرية المباشرة والعمليات العنيفة والكثيفة في قطاع غزة، إلى عمليات الاغتيال والتصفية لعدد من القيادات المختلفة ــــ ليس فقط الحمساوية ــــ وإبقاء الحالة الحربية، خصوصا أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح يتعرض لضغوط كبيرة حول ضرورة وقف الحرب وإطلاق مسار المفاوضات السياسية وهذا ما لا يريده رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بشكل خاص.