الكاتب: نافذ الرفاعي
في طريقه للتجوال دون غرض محدد ولا نية سوى التسكع والحملقة في اللاشيء ومضى شارد الذهن .
وقف أمام كشك للكتب واستعرض عناوين متعددة لكتب ولروايات متنوعة أعجبه فيها " كيف تصبح مليونيرا في اسبوع"
قلب كتبا متنوعة ادب ودين وسياسة وأطفال
تردد في شراء اي كتاب علما أن ثمنها منخفض .
سار نحو معرض للأحذية الفاخرة، توقف هناك واستعرض الأحذية وقادته قدماه إلى الداخل ، اختار حذاءا" أجنبي الصناعة ونقد التاجر ثمنه الغالي وخرج.
وفي عودته توقف أمام كشك الكتب مجددا، نظر إلى قدمه التي قادته نحو شراء حذاء يفوق ثمنه عشرين كتابا ،
ضرب بيده على رأسه سائلا : لم قدمي غلب رأسي!.
لم حذائي ادفع به أضعاف راسي وعقلي وفكري؟
سخر من الموقف وفكر بوصف يليق باللحظة،
يفكر بقدمه ام براسه!
من الاقوى القدم ام الدماغ؟
ماذا يقودنا تفكير القدم وإهمال الرأس،
على عكس صديقي قبل أن يسقط رأسه خلع حذاءه وسار حافي القدمين قبل أن يفقد رشده في ضلالة العقل والقدم
تساءل هل اعود لأشتري كتابا،
نعم ولكن اي كتاب اي ماركة اي نوع ما الذي احتاجه،
كتاب فلسفة ام كتاب سياسة أو كتاب شعر،
او كيف تتعلم أن تصبح مليونيرا ؟
عاد وقف أمام الكتب المعروضة.
صرخ: اريد ان اشتري كتابا، ربما يكون رواية فيها حكاية تمتعني واحلل ثناياها،
ربما اجد ضالتي في السؤال الذي اثاره حذاء المنتظر الزيدي عندما قذف به راس بوش،
أو حذاء ابي القاسم الطنبوري وهو حذاء عربي اصيل غير معروض في صالات الأحذية الحديثة وله تاريخ مجيد.
و ما دامت إعلاء مكانة الحذاء فوق الرأس في عصري الحالي.
صمت واشترى رواية.
وضع الحذاء على رأسه وسار حافيا.
نادى متشرد عليه: امنحني حذاءك ما دمت عنه مستغنيا، تفكر مليا وقال : لا استطيع،
خذ الكتاب، نعم ، أما الحذاء فهو ما يمنحني الهيبة وخاصة إذا ما كان لامعا.