الكاتب: رأي مسار
لا يُعرف على وجه الدقة هل ما تسرب عن اللقاء الأخير الذي تم بين الرئيس عباس والوزير بلينكن صحيحا أم مجرد استنتاجات صحفية.
دعونا نفترض بأنه صحيح، وأن الوزير ترك الحملة الانتخابية الشرسة التي يخوضها حزبه ورئيسه في أمريكا، وترك المذبحة التي يمارسها الحليف الإسرائيلي في غزة والضفة، وترك احتمالات توسع الحرب لتبلغ حدود "الإقليمية" ، وترك معركة المحكمة الدولية التي حين تدان إسرائيل فيها ستدان أمريكا حتماً معها، وقطع آلاف الأميال من واشنطن لتل أبيب، وما بينهما من بلدان وعواصم وملوك ورؤساء، ليطلب من عباس أن يعين نائباً له، ويا ترى هل اقترح اسما أم مجموعة أسماء ليتم اختيار واحد منها بالقرعة، أو يحال الأمر للمخابرات كي تقرر من هو؟
لدى حسني النية والطوية، يفترض أن تكون اهتمامات وزير خارجية أكبر دولة في العالم أكبر وأهم من ذلك، وقف المقتلة المروعة في غزة مثلاً.. الاعتراف بالدولة الفلسطينية مثلاً آخر.. الضغط على إسرائيل للموافقة الصريحة على حل الدولتين بما في ذلك الدولة الفلسطينية.
صحيح أننا نطلب الكثير مع أنه ضروري ومحق، بل إنه كذلك شرط لاستقرار المنطقة بما في ذلك المصالح الامريكية فيها، إلا أن الخلل الجوهري في الأمر هو أمريكا أولاً، ووزير خارجيتها الذي أثبت عبر أربع زيارات للمنطقة ولإسرائيل خمس مرات، أنه لم ينجح في تحقيق بعض مما كان يعلن، إذا طلباتنا كبيرة عليه، ولكنها كلمة السر في استقرار المنطقة.
قبل أن تطلب من عباس تعيين نائب له، اطلب من الإسرائيليين أن يوقفوا التنكيل بأهل الضفة، أمّا الشأن الفلسطيني فأهله أدرى بشعابه، ولو أن حكاية النائب جزئية بسيطة مما يتعين فعله قبل ذلك ومعه وبعده، ولكن بيد الفلسطينيين لا بيد غيرهم.