الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تنفيذ حل الدولتين طريق لا بد منه لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 18/01/2024 ( آخر تحديث: 18/01/2024 الساعة: 15:59 )

الكاتب:

الكاتب: السفير تسنغ جيشين مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

إن الصراع المتصاعد في قطاع غزة يتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأبرياء، ويؤدي إلى كوارث إنسانية خطيرة واتساع نطاق الآثار السلبية على نحو سريع. وظلت الصين تقف إلى جانب الإنصاف والعدالة، وعملت جاهدة لتحقيق وقف إطلاق النار وأعمال العنف واستعادة السلام للمنطقة. وقد أوضح الرئيس الصيني شي جينبينغ الموقف الصيني لعدة مرات، داعيا إلى أن الأولوية القصوى هي وقف إطلاق النار وإنهاء القتال ومنع اتساع رقعة الصراع وحماية المدنيية بخطوات ملموسة وتعزيز المساعدات الإنسانية، مؤكدا على أن المخرج الأساسي يكمن في تنفيذ حل الدولتين وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.

ظلت الصين تدافع بحزم عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول العربية والإسلامية، وتدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة. وفي نوفمبر عام 2023، اختار الوفد المشترك لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية الصين كالمحطة الأولى لجولته الدولية للوساطة، وذلك يعكس التقليد الحميد من التفاهم والدعم المتبادل بين الجانبين. وشاركت الصين في مشاريع القرارات التي قدمتها الدول العربية في الأمم المتحدة، ونجحتفيدفعمجلس الأمن الدولي لتمريرأول قرار منذ اندلاعالصراع خلال فترة رئاستها الدورية للمجلس. وأجرى عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي مباحثات مع الوفد المشترك لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وترأس اجتماعا رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي حول القضية الفلسطينية، وأصدر ورقة موقف الصين عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي يناير عام 2024، تم إصدار البيان المشترك بين الصين ومصر بشأن القضية الفلسطينية والبيان المشترك لوزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة للجامعة العربية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال زيارة وزير الخارجية الصيني إلى مصر، وذلك يعكس التماسك في مواقف الصين والدول العربية والإسلامية.

طرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال زيارته إلى مصر مقترحا من أربع نقاط لحل الصراع الدائر في قطاع غزة: أولا، وقف إطلاق النار والقتال في أسرع وقت بقطاع غزة أولوية قصوى فوق أي اعتبار، ويجب على المجتمع الدولي تركيز كل الجهود على دفع وقف إطلاق النار وحماية المدنيين. ثانيا، ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة التزام أخلاقي، لا بد من تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، وإنشاء آليات مساعدات إنسانية لضمان وصول المساعدات بشكل سريع وآمن ومستدام ودون عوائق. ثالثا، التدابير المستقبلية في غزة يجب أن تحترم إرادة الشعب الفلسطيني بشكل كامل، ووقف إطلاق النار شرط مسبق للحوكمة في غزة، والفلسطينيون يحكمون فلسطين مبدأ أساسي لمناقشة مستقبل غزة، وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية ودعم المصالحة الفلسطينية الداخلية طريق واقعي لتنفيذ حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين في قطاع غزة، ويتعين على المجتمع الدولي الإصغاء بجدية إلى دول المنطقة، كما ينبغي أن تكون الحوكمة المستقبلية لقطاع غزة خطوة مهمة نحو حل الدولتين. رابعا، تنفيذ حل الدولتين طريق لا بد منه لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يجب تحقيق حل سياسي وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية من خلال إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتدعو الصين إلى عقد مؤتمر سلام دولي أكبر وأكثر موثوقية وفعالية لصياغة جدول زمني محدد وخريطة طريق لتنفيذ حل الدولتين، ودعمالاستئناف الفوري لمحادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية من أجل تحقيق التعايش السلمي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتحقيق الأمن والسلام فيالشرق الأوسط.

تعزز الصين مساعداتها الإنسانية لمد يد العون إلى سكان قطاع غزة الذين يمرون بالمحن، وقدمت المساعدات النقدية العاجلة بقيمة مليوني دولار أمريكي إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الأونروا، إضافة إلى المواد الإنسانية العاجلة بقيمة 15 مليون يوان صيني تشمل الغذاء والدواء إلى قطاع غزة عبر مصر، التي سيتم نقلها بما في ذلك المعلبات والبسكويت والحليب ومياه الشرب وغيرها إلى غزة عبر معبر رفح. وستقدم الصين دفعتين إضافيتين من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة.

وفي نهاية عام 2023، أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ في المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية إلى أن إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية خط رئيسي للدبلوماسية الصينية. لذلك، ستركز الصين جهودها على إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتنفيذ مبادرة الأمن العالمي على نحو شامل، وتمسك بالعدالة والإنصاف ودفع المفاوضات، وبذل جهود دؤوبة لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وتقديم مساهمات إيجابية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.