الكاتب: ربحي دولـــة
محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي انتظر قرارها الملايين حول العالم واهمهم أطفال فلسطين الذين يتعرضون لإبادة جماعية كل يوم، تخرجُ علينا هذه المحكمة بقرار لا يُرغم فيه دولة الاحتلال على وقف عدوانها على أبناء شعبنا، وإنما استمراره مع الأخذ بعين الاعتبار حياة المدنيين وتجنب قتلهم .
دليلٌ جديد على غياب العدالة في هذا العالم الظالم وأن القوانين الدولية سُنت فقط لحماية الظلام وحماية الأنظمة الاستعمارية ولا تطبق إلا على الفقراء والضعفاء .
في الوقت الذي اخذت دولة جنوب أفريقيا على عاتقها رفع دعوة على هذا المُحتل مُحاولة رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وحمايته من آلة الحرب الصهيونية، سكتت الدول العربية والاسلامية ولم تُحرك ساكناً اتجاه هذا الإجرام الذي يمارس على الشعب الفلسطيني ، ظلمٌ كبيرٌ يمارس من قبل كل دول الاستعمار في العالم بحق الشعوب المُضطهده ، تمييزٌ عنصريٌ كبير يُمارسه النظام العالمي من خلال ازدواجية المعايير التي يعمل بها .
كلنا شاهد على ماقامت به الدول الغربية عندما قامت روسيا بمُهاجمة أوكرانيا للحفاظ على سيادتها ومقدراتها، هنا حاول الغرب ادخال أوكرانيا ضمن حلف النيتو مما يعني نصب قواعد عسكرية لهذا الحلف على حدود روسيا ، ما يُشكل تهديد استراتيجي لروسيا والتي تعتبر زعيمة الحلف الشرقي في مواجهة الغرب قامت الدنيا ولم تقعد.
تعاطف العالم مع أوكرانيا مادياً وعسكرياً لتمكينها من صد الهجوم الروسي ، وهنا لابد من الاشارة الى أننا لا نؤيد اعتداء أي جهة على الأخرى كشعب مظلوم لا نقبل الظلم لأحد لكننا نرفض هذه المعايير المُختلفة في التعامل مع الصراعات حول العالم إذا لا يوجد معايير واضحة وإنما يوماً بعد يوم يُثبت العالم أن المصالح هي التي تحكم على التعامل وليست قواعد ثابتة تتعامل مع الجميع بنفس الدرجة.
قرارات المحكمة على أهميتها، إلا انها لم ترتقي لمستوى طموح الشعب المقهور ولم ترفع عنه الظلم ، فان غابت عدالة الأرض لن تغيب عدالة السماء، فان كان قاضي الأرض ظالماً فقاضي السماء هو العدل وعند الله تلتقي الخصوم ، فلن يستمر هذا الظُلم وستنتهي امبراطوريات الظلام كما انتهت سابقاتها وستُشرق شمس الحق مهما طال غيابها.
• كاتب وسياسي