محكمة العدل الدولية تمنح الشرعية لإسرائيل

الكاتب: د. علي الأعور

عندما تاسست هيئة اامم المتحدة بكل هيئاتها و منظماتها الدولية وخاصة محكمة العدل الدولية في لاهاي ، كانت تهدف الى منع الإبادة الجماعية و التطهير العرقي و ارتكاب جرائم الحرب لاي شعب في العالم وعندما حصلت مذابح في البوسنة و الهرسك تدخل الناتو واوقف المذبحة و في رواندا أيضا تدخلت محكمة العدل الدولية و لكن عندما يتعلق الامر بإسرائيل ، فان العالم كله يقف الى جانب إسرائيل خوفا من القوة الامريكية او قطع المعونات الاقتصادية عنهم او اتهام القضاة بمعاداة السامية .

وتقدمت جنوب افريقيا برفع دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية وهذه الدعوى تشمل " ارتكاب إسرائيل جرائم حرب و إبادة جماعية في قطاع غزة ومنع وصول الدزاء و الماء و الطعام و قصف المستشفيات و سيارات الإسعاف و انتهاك صارخ للقانون الدولي و اتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949 زمن الحرب. وانتظر اكثر من 2 مليون فلسطيني قرار محكمة العدل الدولية بعد أربعة اشهر تقريبا من الحرب على قطاع غزة و التهجير و النزوح و التجويع و العطش و انتشار الامراض ، ينتظرون كل لحظة وقف الحرب ووقف القصف الجوي وعودتهم الى بيوتهم المهدمة ومنحهم امل في الحياة من جديد.

وجاء القراتر التاريخي من محكمة العدل الدولية يوم امس " لا ادانة لإسرائيل بانها ترتكب إبادة جماعية .. لا ادانة لإسرائيل بانها ترتكب جرائم حرب في غزة .. لا لوقف الحرب .

يخرب بيتكم .. بعد قتل اكثر من 26 الف شهيد بينهم 15 الف شهيد من الأطفال و تدمير قطاع غزة بالكامل ونزوح اكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة الى منطقة رفح بدون طعام وماء و ادوية وبعد ذلك يأتي القرار بتقديم تقرير خلال شهر حول سياسة إسرائيل في قطاع غزة....

يخرب بيتكم ما في منظمة دولية او دولة في العالم تجرؤ ان تقول الحقيقة او تطلب من إسرائيل وقف الحرب ؟

شكرا جنوب افريقيا ولكن أمريكا و الغرب الأوروبي الكذاب و المنافق يمنع اصدار قرار بوقف الحرب لان أمريكا ترى من المبكر وقف الحرب قبل إتمام اهداف إسرائيل في غزة و اعتقد لم يتبق أي هدف لإسرائيل في غزة سوى راس يحيى السنوار.

القرار لصالح إسرائيل ... مبروك إسرائيل وكما أشاد عدد من الإسرائيليين السياسيين وقالوا في تعلقيهم على القرار بانه جيد ولصالح إسرائيل .. كما أشار رئيس الوفد الإسرائيلي" اهارون باراك" في محكمة العدل الدولية بان القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية " يختلف كليا عما طالبت به جنوب افريقيا " اما المساعدات الإنسانية فهي مطلب امريكي قبل محكمة العدل الدولية .

ومن هنا فانني ابعث برسالة الى كل الفلسطينيين الذين رحبوا بالقرار من محكمة العدل الدولية وخرجوا على الفضائيات العربية و الأجنبية " ويعتبرون انفسهم يتحدثون باسم الشعب الفلسطيني و يرحبون بالقرار بقوة أقول لهم " انني اشفق عليكم لانكم أصدقاء للغرب والمنظمات الدولية للحفاظ على مرتباتكم ودعمهم المشروط من الغرب الأوروبي و أقول لهم " عيب .. عيب " انتم بحاجة الى دراسة تاريخ القضية الفلسطينية من جديد ودور أوروبا وامريكا في قيام إسرائيل و دعم إسرائيل على مدى 75 عاما.

وأخيرا... فانني اعتبر القرار انتصار لإسرائيل .. ويمنح الشرعية لإسرائيل في العدوان على قطاع غزة ويكفي انه لم يطلب من إسرائيل وقف الحرب على قطاع غزة .. ولم يتطرق الى جرائم الحرب او الإبادة الجماعية وكما قالت صحيفة يديعوت احرنوت " فان القضية سوف تبقى في نقاشات محكمة العدل الدولية لعدة سنوات ، ثم يتم الغائها وحذفها من التاريخ "... و انا أقول ليذهب قرار محكمة العدل الدولية الى أرشيف التاريخ .