الكاتب: السفير حكمت عجوري
هذه الرسالة استوحيتها من صرخة عضو الكنيسيت ايمن عودة في وجه اعضاء الكنيسيت اليهود ووصفهم بالاغبياء والتي اعتقد جازما انها كانت صرخة لصالح كل اليهود في دولة الاحتلال اكثر منها لصالح الفلسطينيين وهو ما يجعلني اعتقد ايضا بان وجود اعضاء كنيسيت من الفلسطينيين هو فعلا لصالح اليهود لانهم يجسدون المعارضة الحقيقية التي تصرخ في وجه الظلم و الخطأ من اجل كشف الحقيقة التي عادة ما يهمس بها او يخفيها الاعضاء الصهاينة خدمة لمصالح الاحزاب التي اصبح يتزعمها قادة متطرفين من امثال النتن ياهو وزمرته الفاشية من امثال بن غفير وسموتريتش الذين يشكلون امتداد لسلف استخدم الله الذي لا يؤمنون به من اجل تحقيق اهداف الحركة الصهيونية التي كثيرا ما تتعارض مع مصالح الشعب اليهودي الذين جلبتهم الحركة الصهيونية ترهيبا وترغيبا من كل بقاع العالم الى ارض العسل واللبن والامن والسلام الذي لم ينعم به اي اسرائيلي منذ ان قامت دولة الاحتلال وذلك بسبب الممارسات العنصرية لهذه الحركة.
صرخة ايمن عودة ووصفه للمشرعين اليهود بالاغبياء سببها هي انهم فعلا اغبياء بسبب انفصالهم عن الواقع وتجاهلهم لحقيقة ما يجري وانسياقهم كالقطيع املا بمنصب وزاري او انها بسبب عصبية صهيونية نمت وترعرعت على حليب رواية مزيفة اقنعوا انفسهم بانها غير ذلك، من بين المشرعين استثني عوفر كاسيف المثقف والفيلسوف اليهودي الذي من المفروض ان ترفع له كل القبعات اليهودية كونه صاحب بصيرة مكنته من االارتباط بالواقعو صدق في الدفاع عن بني جلدته الذين يراهم يقادون الى الهاوية من قبل زعامات اما مريضه عقليا او انها فاشية ولا تنتمي الى الواقع وتحديدا في الذي يجرى في غزة ولماذا جرى وما هي نهايته وهو احداث السابع من اكتوبر وهو الذي لن يكون الاخير طالما استمر زعماء اسرائيل في تنكرهم للحق الفلسطيني .
المشرعون اليهود بغباء او استغباء وقعوا في فخ نتنياهو وزمرته الفاشيةوكأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ابتدأ في السابع من اكتوبر الذي تم تهويله كذبا وتلفيقا لدرجة ان البعض منهم وضع حركة حماس في نفس الكفة مع المانيا النازية مع ان اي عاقل اعمى كان ام بصير و يعيش في كنف الاحتلال الصهيوني يدرك بان ما حدث في السابع من اكتوبر هو عبارة عن رد فعل فلسطيني غاضب لمجازر لم تتوقف ارتكبتها دولة الاحتلال على مدار 75 سنة بحق الفلسطينيين واعتقال مئات الالاف منهم وتعذيبهمحيث تم اعتقال اكثر من مليون فلسطيني منذ احتلال سنة 1967 كثير منهم تم خطفهم من بيوتهم وهو نيام والزج بهم في سجون الاحتلال لمجرد انهم يطالبون بالعيش بحرية وبكرامة على ارضهم التي ورثوها وسكنوها منذ الاف السنين.
الافتراء والكذب الذي تم الصاقه بالسابع من اكتوبر لتبرير جريمة مبيتة من قبل نتنياهو وبمساعدة من زمرته الفاشية خدمة لمصالحه الشخصية وعدم دخوله الى السجن هو غير مسبوق مع ان الكذب صفة اصيلة في النتن ياهو وهوما قاله له شارون "انت كذاب وستبقى كذاب" اضافة الى ان سياسة التخويف والتذكير بالمحرقة النازية اصبحت جزء اصيل من الثقافة الصهيونية لتمتين وحدة الصف الداخلي المتعدد الثقافات.
الافتراء والكذب اعتمدهما السلف الصهيوني كوسيلة لتبرير اقامة اسرائيل على انقاض شعب آخر بزعم انها ارض بلا شعب لشعب بلا ارض مع ان غولدا مائير اقرت بانها كانت تحمل جواز سفر فلسطيني منذ سنة 1921 لغاية قيام اسرائيل سنة 1948 ومع ذلك اسأل كل يهود اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال اذا كان الامر كذلك وفلسطين كانت بلا شعب فمن هؤلاءالذين تحاربونهم الان في غزة والذين تقصفون بيوتهم في مخيمات الضفة بمسيراتكم (درون) والذين لم تتوقف دولة احتلالكم عن ارتكاب المجازر بحقهم بدون توقف على مدار الخمس وسبعين سنة اي منذ قيام كيانكم، "اسرائيل" والى غاية ما نشاهده اليوم ومعنا العالم كله من حرب ابادة ما زالت مشتعلة في غزة امام الكاميرات التي تبث مباشرة الى كل انحاء العالم والتي بسببها تم استهداف وقتل اكثر مائة وخمسين صحفي ومصور لمنعهم من نشر حقيقة ما يجري في حرب الابادة هذه.
الافتراء والكذب في السياسة بشكل عام اصبح الى حد ما مقبول لتبرير موقف معين ولكن الكذب وانكار الحقائق التي قامت عليها اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال والتي اصبحت جزء من ثقافتها من اجل تبرير جرائمها هو ليس سياسة وانما هو مرض نفسي واعتقد انه حان الوقت لعلاج هذا المرض ذلك ان ارادت اسرائيل ان تستمر في الحياة كدولة شرق اوسطية طبيعية ينعم سكانها بالسلام والامن.
مرض الافتراء الكذب والتضليل الذي قامت اسرائيل على اساسه اصبح بحاجة مُلِحة للعلاج بعد ان تفشى في عقول معظم ساسة اسرائيل وبدأ ينتقل الى الناخبين في اسرائيل الذين اوصلوا طغاتهم والمتطرفين منهموالمدانون قضائيا الى سدة الحكم ولا عجب في ان هؤلاء يمارسون محرقة نازية ولكن على شكل حرب ابادة وتطهير عرقي بحق الغزيين على الرغم من ان هؤلاء المتطرفين وللاسف انهم من ابناء الناجين من تلك المحرقة النازية.
في سياق آخر اضيف الى ان معظم الاسرائيليين وقيادتهم المتطرفة رفضت وبشدة وكذبت تقارير صادرة عن اكثر منظمات حقوق الانسان مصداقية في العالم، هيومان رايتس والعفو الدولية ومنظمة بيتسيليم الاسرائيلية التي اصدرت تقاريرها وهي متطابقة وذلك بعد سنوات من البحوث والدراسات هذه التقارير اثبتت وبدون لبس بان دولة الاحتلال الاسرائيلي تمارس سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين وذلك على الرغم من ان معظم زعماء اسرائيل كانوا قد حذروا من هذا السلوك غير الانساني:
بن غوريون سنة 1967 " من الافضل ان تتخلص اسرائيل من الاراضي العربية وساكنيها لانها ان لم تفعل فسوف تصبح دولة فصل عنصري"
رابين سنة 1976" لا اعتقد بانه من الممكن احتواء العرب لفترة طويلة ذلك اذا لا نريد ان نكون فصل عنصري ابارتهايد
ايهود اولمرت 2007" اذا فشل مشروع حل الدولتين سنواجه اسلوب صراع جنوب افريقي من اجل حقوق متساوية".
ختاما اقول لكل اليهود في العالم بان حرب الابادة الصهيونية في غزة والضفة على ايدي المتطرفين العنصريين الناجين من محرقة هتلر بحقالفلسطينيين الساميين السكان الاصليين لفلسطين ، هذه الحرب لن تمنح اسرائيل لا سلام ولا امن ولا استقرار اضافة الى ان هذه الحرب البشعةكشفت دولة الاحتلال الصهيوني على حقيقتها لكل شعوب العالم كدولة مارقة كونها دولة عدوان وفصل عنصري وبسبب ذلك اصبحت اسرائيل دولة منبوذة واصبح كل ذلك محفور على ذاكرة هذه الشعوب التي طالما عانت من عقدة ذنب زرعتها الحركة الصهيونية في ذاكرة هذه الشعوب بزعم انها ضحيةلوهم اسمه العداء للسامية وليس ادل على ذلك هو هتافات المتظاهرين الغاضبين في كل مدن وعواصم العالم التي شارك فيها يهود ايضا تؤكد على تحرر هذه الشعوب من هذا الوهم. وعليه اقول بان افضل انتقام هو العدل واعطاء الفلسطينيين حقوقهم التي اقرتها الشرعية الدولية.