الكاتب: د.نبيل عمرو
هذا الاسم يعرفه الفلسطينيون كنصير ومتضامن معهم منذ خاض العمل السياسي في بلاده البرازيل، وحتى حين أصبح رئيسا أكثر من مرة، وهي واحدة من أكبر دول العالم.
في حرب غزة، ميّز هذا الرجل العظيم نفسه وبلده وحكومته وشعبه، بوقفة شجاعة، بإدانته لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين.
من أديس أبابا حيث كان دا سيلفا يمثل بلاده في قمة الاتحاد الإفريقي.
قال في مؤتمر صحفي عالمي:
إن ما يحدث في قطاع غزة ليس حرباً.. إنها إبادة جماعية.. ليست حرب جنود ضد جنود، إنها حرب بين جيش على درجة عالية من الاستعداد.. ضد نساء وأطفال، إن مثل ذلك لم يحدث في التاريخ، سوى حين قرر هتلر أن يقتل اليهود.
جن جنون إسرائيل.. فقد قادتها صوابهم حين سمعوا بهذه التصريحات التي لفّت الكون كله، وعرّت حرب الإبادة التي يمارسها الإسرائيليون من كل أوراق التوت التي تتغطى بها، وحين يًجن القادة الإسرائيليون فإنهم يهذون بكلام وبرد فعل جنوني إذ استدعي سفير البرازيل للتوبيخ، وأعلن على لسان وزير الخارجية كاتس أن الرئيس البرازيلي شخص غير مرغوب فيه في إسرائيل، إلا إذا اعتذر عن أقواله، رد فعل الوزير كاتس ورد الفعل المماثل بمفردات مختلفة صدرت عن نتنياهو، يظهر النظرة العليائية الفارغة والحمقاء للقادة الإسرائيليين تجاه رئيس واحدة من أكبر دول العالم، فهو في نظرهم كأنه طالب عمل في إسرائيل، ولن يسمح له بدخولها إلا إذا أثبت ولاءه وتأييده وتبنيه لجرائمها.
لولا دا سليفا.. ليس زعيما عادياً حتى تهزه تصريحات كهذه، فقد سحب سفيره من إسرائيل، ويبدو أنه لن يتوقف عند هذا.
الفارق بين دا سليفا وجو بايدن..
دا سليفا أثبت أن الفلسطينية هوية إنسانية كفاحية يمكن أن يحملها غير فلسطيني، أمّا بايدن فما يزال يفتخر بأن الصهيونية يمكن اعتناقها حتى لو لم يكن يهودياً..
دا سيلفا مارس فلسطينيته بأرقى الوسائل.
أمّا بايدن فممارسته للصهيونية التي تبناها منعته من أن يساعد في وقف مجزرة الأطفال في غزة.
أخيراً نقول..
أيها الفلسطينيون.. لا تيأسوا... ولا تقولوا يا وحدنا.. فالعالم كله معكم، وعلى صعوبة ما نحن فيه إلا أنه إلى زوال.
حيّا الله دا سيلفا.. وحيا أبناء وأحفاد مانديلا، وحيّا غوتيريش، وحيّا من يماثلهم من رجالات العالم وهم كثر.