الكاتب:
هبه بيضون
أما آن الأوان لأن يطالب المجتمع الدولي بإعادة النظر وإلغاء ما يسمى بحق النقض "الفيتو"، الذي تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن!!
هل يعقل أن يلتزم العالم الصمت في ظل رفض دولة إمبريالية يحكمها صهيوني الهوى لكل مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة!!
أي منطق هذا الذي يهمل موافقة (١٣) دولة على مشروع المبادرة الجزائرية، ويأخذ برأي دولة داعمة للكيان الصهيوني، وظالمة وأثبتت أنها غير حيادية.
آن الأوان أن يتحرك المجتمع الدولي لتقديم مشروع قرار يطالب فيه إلغاء حق النقض للدول الخمس، بشرط ألا يصوت عليه أيّ من الدول الخمس..وإذا كان ذلك لا يمكن من ناحية قانونية، لا بد من إيجاد طرق أخرى كأن ترفع الدول دعاوى للمحاكم والجهات الدولية المختصة للمطالبة بذلك، وذلك تحت شعار تحقيق العدالة الدولية وإحقاق الحقوق، حيث أنّ حق الفيتو، والذي يستخدم في معظم الأحيان ضد تحقيق العدالة والأمن والسلام للشعوب، خاصة الشعب الفلسطيني، في خطوة منافية للأخلاق والقيم والمبادئ التي تنادي بها تلك الدول، من ديمقراطية وعدالة وغيرها من الأكاذيب التي هي أبعد ما تكون عن ممارستها.
على الشعوب التحرك بهذا الاتجاه، على الشعوب أن تخرج الى الشارع، وأن تطالب بإلغاء حق الفيتو، وعلى برلمانات الدول أن تتحرك بهذا الاتجاه، وعلى جميع المنظمات العربية والإقليمية والدولية وعلى رأسها جامعة الدول العربية، وكذلك المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، التحرك جميعها للمطالبة بإلغاء هذا الحق غير الحق، وغير المنطقي، وغير العادل، والذي أصبح وجوده غير مبرر، وأصبح سلاحاً بيد تلك الدول، تضرب به كلما كان هناك مشروع يحقق العدالة للشعوب، ويتنافى مع مصالحها في السيطرة والهيمنة السياسية والاقتصادية، بغض النظر عن تأثير هذا المشروع الإيجابي على الإنسانية وعلى الأمن والأمان والسلم الوطني والإقليمي والدولي.
إن حق الفيتو ممارسة ظالمة، غير عادلة، مشينة، محبطة، مستفزة، لا أدري كيف خلقت مبرراتها، وإن كانت قد حازت على الإجماع الدولي، أم فُرضت على المجتمع الدولي، وأصبحت أمراً واقعاً، دون أن يكون هناك اعتراض من قبله، ولكن ما أنا متيقنة منه، أنه آن الأوان لإلغاء هذا الحق الظالم لبقية الدول ولشعوب العالم.
على المختصين والقانونيين على مستوى العالم أن يأخذوا مبادرة بهذا الاتجاه، ويقوموا بالعمل على نقض حق النقض هذا، وبأنه يستخدم ضد البشرية والعدالة الدولية.
أقدّر المبادرة الجزائرية وما سبقها من مشاريع لوقف إطلاق النار، وأقدّر كل مبادرة لمشروع قانون تم تقديمه الى مجلس الأمن على مر التاريخ، وكان لصالح الشعوب المقهورة والدول الضعيفة، على الرغم من المعرفة المسبقة بأنّ الولايات المتحدة او غيرها ستمارس الفيتو وتمنع صدور هذا القرار، وأعتقد أنّ في ذلك دلالات عديدة، كما أنّه يفضح مواقف الدولة التي تعترض على ما توافق عليه غالبية الدول الأعضاء..
ولكن...آن الأوان ليتغير الحال، ولا شيء محال، لو تحركت الدول والشعوب والمنظمات والإعلام والبرلمانات بهذا الاتجاه، سيكون هناك ضغط لإعادة النظر وإلغاء هذا الحق الظالم...