الكاتب: عواد الجعفري
في التالي، مقال كتبه الذكاء الاصطناعي عن قائد حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وفي النهاية تعليق نراجع فيه دقة معلومات المقال الذي لم يكتبه البشر وملاحظات أخرى.
طلبت من روبوت الدردشة ChatGPT، المدعوم بالذكاء الاصطناعي والذي طورته شركة "أوبن إيه أي" الأميركية، كتابة مقال عن السنوار، وكان نصه على النحو التالي:
يعتبر يحيى السنوار شخصية فلسطينية بارزة ومؤثرة في الساحة السياسية والاجتماعية في فلسطين والعالم العربي. وُلِد يحيى محمد حسين السنوار في مخيم الشاطئ بغزة في عام 1955، ونشأ في ظروف صعبة تحت الاحتلال الإسرائيلي. منذ شبابه، شارك السنوار في النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.
بدأ يحيى السنوار مسيرته السياسية كقيادي في حركة فتح، التي تعتبر أكبر تنظيم فلسطيني، وسرعان ما تميز بمهاراته القيادية والتنظيمية. وفي وقت لاحق، انضم إلى حركة حماس، وتبوأ مواقع مهمة في هياكلها السياسية والأمنية.
أحد أهم مساهمات يحيى السنوار في الساحة الفلسطينية هو دوره في تنظيم وقيادة الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يُعرف باسم "كتائب القسام". وكانت هذه الكتائب لها أثر كبير في المواجهات مع القوات الإسرائيلية، وقد حصلت على شهرة واسعة بسبب قدرتها على شن هجمات ضد إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية.
تمتلك شخصية السنوار صفات قيادية مميزة، حيث يتمتع بشخصية قوية وثبات في المبادئ، مما جعله يحظى بشعبية واسعة داخل فلسطين وفي العالم العربي. يُعتبر من الشخصيات المحترمة والموثوق بها في الشأن الفلسطيني.
إلى جانب دوره السياسي والعسكري، يحاول السنوار أيضًا بناء المجتمع الفلسطيني وتقديم الدعم للفقراء والمحتاجين، وذلك من خلال عدة مشاريع اجتماعية وإنسانية.
مع ذلك، يُعرف السنوار أيضًا بأنه قوي الموقف ومتشدد في مواقفه، وهو ما جعله مثار جدل داخلي وخارجي في بعض الأحيان. فالبعض يرونه كمحارب ومقاتل من أجل حقوق شعبه، بينما يعتبره البعض الآخر عقبة أمام عملية السلام والتسوية مع إسرائيل.
في السياق السياسي، تعتبر حماس تنظيمًا إرهابيًا من قبل العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، مما يضع يحيى السنوار تحت ضغط دولي كبير.
في النهاية، يحمل يحيى السنوار رؤية ومشروعًا لتحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويظل شخصية مؤثرة في المشهد الفلسطيني والعربي، سواء من حيث الجهود السياسية أو المقاومة العسكرية أو الأنشطة الاجتماعية والإنسانية.
التعليق
أولا: المقال يبدأ بأسلوب مستهلك للغاية، فكلمة "يعتبر" أصبحت مبتذلة لفرط استخدامها، وتعود في الحقيقة إلى زمن موضوعات التعبير في المدارس إن كنتم تذكرونها.
ثانيا: المقال حافل بالأخطاء، فمثلا السنوار ولد في عام 1962 وليس في عام 1955، ثم إنه ولد في خانيونس وليس في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، ولم يكن السنوار قط جزءا من حركة فتح في يوم من الأيام، ويبدو أن الروبوت يخلط بينه وبين أحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل عام 2012.
ثالثا: معظم الكلام المكتوب هو من العموميات التي تخلو من التفاصيل البارزة، فيقول إن السنوار يملك صفات القيادية، ويتشدد في مواقفه، دون إرفاق ما يدعم ذلك من براهين ومواقف.
رابعاً: يغفل المقال محطات بارزة في سيرة السنوار، مثل الأسر لأكثر من 23 عاما ودوره الكبير في تأسيس جهاز "مجد" الأمني، وتوليه قيادة حماس في غزة عام 2017، وهذه تفاصيل مهمة لفهم قصة الرجل.
خامساً: نحن لا نعيش في الستينيات ولا في السبعينيات ولا حتى في مطلع الألفينات، ففي الأولى لم يكن هناك إنترنت والوصول للمعلومة أمر شاق ويتطلب القراءة لساعات، وفي الثانية، ظهرت محركات البحث العملاقة مثل "غوغل"، حيث تتوفر المعلومة بكبسة زر، لكن المشكلة هي الكسل حتى في النقر على هذه الكبسة التي تعطينا روابط لمقالات فيها الغث والسمين. نحن نقترب من منتصف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، حيث باتت الآلة تفكر وتكتب وتغنينا (الأدق تغني البعض ممن أصابهم الكسل) عن مجرد البحث البسيط في "غوغل"، لذلك علينا أن نركز فيما نقرؤه في الإنترنت وشبكات التواصل، ففيه الكثير مما كتبته الآلة لا البشر. طبعا، أستاذة المدارس والجامعات مدعوون أكثر من غيرهم للتدقيق فيما يقدمه الطلبة من فروض دراسية.
سادسا: للتوضيح، يعمل ChatGPT على تحليل الكلمات التي تكتبها أنت في صفحته ويعمل على تحليلها، ويجمع معلومات عنها من الإنترنت، بمعنى أنه لن يعطيك معلومة غير موجودة في الإنترنت، وهذا يعني أن البرنامج مقيد على نطاق شديد، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار المحتوى العربي الضعيف في الشبكة العنكبوتية.
سابعا وهو الأهم: فشل الذكاء الاصطناعي كما فشل الذكاء الإنساني والاستخباري على وجه الخصوص في تقدير وفهم السنوار، الذي خدع إسرائيل لعقود من الزمن، كما تقول مثلا صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.