الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحرب الاعلامية الصهيونية و الاغتيالات المعنوية لرموز السلطة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 15/03/2024 ( آخر تحديث: 15/03/2024 الساعة: 23:06 )

الكاتب:

د. منى ابو حمدية
باحثة وأكاديمية

انطلاقا من مبدأ "اكذب حتى يصدقوك " تلك المقولة التي تعود للباحث الفرنسي الشهير دونيس سيفير مؤلف كتاب "الحرب الإعلامية الإسرائيلية الجديدة" الصادر عن منشورات "لاديكوفرت" الفرنسية.
والذي كان يهدف بهذا الكتاب ايقاظ ضمائر الشعوب الاوروبية وفضح أداة الاعلام الصهيونية ، الامر الذي جعل اللوبي اليهودي بفرنسا يلاحقون هذا الكاتب و لاسيما بعد ان اصبح كتابه الاكثر مبيعا في فرنسا .
يقول سيفير في كتابه :"ففي الحرب يجب أن يكون ثمة إعلام كامل يؤدي ذات الدور الذي تؤديه البندقية، والطائرة النفاثة، والقنابل التي سوف تسقط آليا على الضحايا"

لا بد من الاشارة بأهمية الاعلام وأثره وما له من اهداف يقوم بها لا تقل اهمية عن افتعال ازمة حقيقية تودي بحرب معنوية ونفسية في حالة الحرب .

ولعل آخر ما بثته القناة 14 الاسرائيلية حول تقديم اشاعة جديدة لها اهداف قوية للنيل من مناضلين فلسطينيين ولضرب الجبهة الداخلية للسلطة الفلسطينية تلك الاشاعة والتي يمكن ان تكون بمثابة اغتيال معنوي للمناضل الاخ ماجد فرج ، والتي كانت حول "مقترحات " قدمها لنتنياهو ، حيث قام الاخير وبحسب ادعاءاتهم برفض تلك المقترحات .
لنعود قليلا لتاريخ ١٣ آذار ٢٠١٨م ولا اعلم ما السر بهذا التوقيت ( الاسبوع الثاني من آذار ) حيث نجا اللواء فرج من محاولة اغتيال حقيقية برفقة رئيس الحكومة انذاك الدكتور رامي الحمد الله في غزة وذلك اثر تفجير استهدف موكبهما بعد دخولهما عبر معبر بيت حانون شمال القطاع.
فالمتتبع لهذه الاحداث التاريخية يستطيع الجزم ان محاولات الاغتيالات الحقيقية والمعنوية تودي الى نفس النتيجة ، من ضرب للمشروع الوطني الفلسطيني واستهداف واضح للرموز الوطنية النضالية الفلسطينية ، ومن ثم تأتي مرحلة ضرب النسيج الاجتماعي والوطني داخل الأوساط الفلسطينية.

هنا لابد من لمحة سريعة من مسيرة اللواء فرج النضالية كونه المطارد والاسير الذي ذاق مرارة المعتقلات ، ابن شهيد لقمة العيش ، واخو شهيد قضى عمره خلف قضبان السجون.

ويتابع الباحث الفرنسي سيفير بأن هذه الماكنة الاعلامية لا تعمل بمنأى عن منابر الاعلام الغربية بل وبعض العربية ايضاً في تشويه الحقائق ، الامر الذي يدعونا بالتأمل في حجم المؤامرات الدولية والعربية على شعب يتطلع لتحقيق حلمه كباقي دول العالم باقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ثم يؤكد سيفير في كتابه على الدور الخبيث للاعلام الصهيوني والذي يعتمد على مبدأ " اكذب حتى يصدقوك "
هذا الاعلام الخبيث والذي تنحاز له الفضائيات الغربية ومنها بعض ماهو ناطق بالعربية مع الاسف ، هذا الإعلام الجديد الذي يدافع عن المجرمين على حساب الضحايا متناسيا حجم الضحايا الحقيقيين في هذه الحرب.

بالاطلاع على مثل هذه الابحاث والكتابات العلمية والتعمق في محتواها لا يمكن للاعلام الصهيوني ان يستحوذ على عقولنا
ولا يمكن له التحكم بتفكيرنا و بالتالي يفشل بالسيطرة على مجريات الأمور .
وبالاشارة لما خطه الباحث الامريكي هودين في كتابه "سياسة التحكم " حين قال : "إن التحكم بعقول الناس هو خداعهم بشكل منظم جيداً ". ويضيف هودين : «كلما زاد اطلاع الناس، كلما صعب التحكم في وعيهم، لذلك يبثون ما هو بديل من الأخبار الفعلية كالأخبار الناقصة غير الموثقة والمحرفة"
هذا يستوجب التصدي للدعايات الصهيونية والتي يتم رعايتها وترويجها عبر بعض الفضائيات العربية مع الاسف والتي تعمل لصالح اجندات مجهولة وقد تكون مشبوهة لتمهيد السيطرة على مجريات الاحداث والتحكم بالعقول التائهة والتي انهكتها الحرب للايقاع بها في متاهات قد تقود لفتنة بين اوساط الشعب الفلسطيني لتخدم بقصد او بدون قصد ماكينة الاعلام الصهيونية وايديولوجياتها الخفية .

ان التصدي الاعلامي يؤدي دور المقاومة الفعلية في مجابهة اخبث مؤسسة اعلامية ، اذ يتمثل هذا التحدي بفلوذة الوعي لدى المواطن و تسليحه بالمعرفة لماهية الماكينة الاعلامية الصهيونية وايديولوجياتها واستراتيجياتها .
كما وللدور الثقافي الذي يقع على عاتق الكل الفلسطيني اهمية كبيرة في النجاة من عنق هذه الزجاجة التي تحكم بغطائها على العقول والقلوب ومن ثم تغلق عليها .