الكاتب: د. زياد بني شمسه
هكذا عبر سيد درويش بكلماته عن الإفلاس لجيوب البسطاء المصريين ،والمزاج عال العال ، لكن ليس لنا نحن الفلسطنيين ذاك المزاج وذلك الروقان الشعبي، فالجيوب لم تعد تستطيع تأمين فاتورة الكهرباء والماء والتلفون والإنترنت . حسب سيد عطية ابن قرية نحالين الذي لم يستطع حتى الان شراء بذور البازلاء لزراعة حاكورته كالعادة والسبب يعود كما قال أبو فروة التاجر المشهور في باب الزقاق بيت لحم غلاء الأسعار، لم تعد الفلاحة من دار صلاح تأمين فاتورة المياه لري وسقاية حوض النعنع والفجل والجرجير المتأخر في الزراعة في فصل الربيع وتنتظر نشرة الأخبار لبصيص من أمل لسقوط زخات مطر كما يعلن عنه الراصد الجوية قاسم حلايقة، الذي لم يعد يرتقب الحالة الجوية أصلاً لأنه منشغل بمعركة طوفان الأقصى، كل ذلك والمزاج ليس عال العال يا سيد درويش، من أين للطالبة شيرين نجاجرة هذا المزاج وقد طلبت من والدها مصروف الجيب لتذهب إلى محاضرة لغة الإعلام بالعربية في جامعة بيت لحم. صباح الخير يا حكومة وكانت تظن بك فاطمة الجعبري بك خيرا حين تسب الصراف الآلي مرارا وهو يعتذر لها عن نزول الراتب كاملا .صباح الخير يا حكومة حين يشتم محمد رمضان موظفي مستشفى رفيديا وهم لا حول لهم ولا قوة ويعتذرون عن استقبال زوجته التي جاءت بالمخاض لابنها البكر سليم عسى ان يولد سليما معاف. بعد ما ارتفع ضغطها عندما سمعت اعتذار موظف الاستقبال عن ادخالها لغرفة الولادة ومحمد رمضان يقسم ان الجيب مفيش ولا مليم. صباح الخير يا حكومة ونحن ننتظر شركات الاتصال تعلن باسمكم خصم على فاتورة الشهر للاتصالات ولكن بني شمسه تفزعه رسالة من شركة للاتصالات تعتذر عن فصل الخدمة المؤقت الزبون العزيز. نعتذر لك سيد درويش المزاج مش عال العال والجيية مثقوبة يا افندم.