الكاتب: يونس العموري
(شالوم) يا أمم العرب والعجم ويا قبائل الصحاري المتعالية البنيان ، هل اتتكم أحاديث الاغتصاب بين الجثث المحروقة وكان الاغتصاب الفعل الجديد لعذروات الساحل بعد اغتصاب جداتهن هناك بين الجثث المبقورة البطون ، عند ارصفة القتل بالبلدان المهدومة المنهدمة على ساكنيها بأول الصبح واخر الليل بتوقيت النكبة الاولى ، حينما لاذوا بالفرار حفاظا على الشرف المُستباح والشرف لا يُباع ولا يشترى بعرف الاقحاح الاولين أبناء كنعان عند اطراف دير ياسين ، وتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ، ولكنها قد تُغتصب ، وبائعة الهوى هي الأخرى تُغتصب ، وان كانت جالسة هناك متكورة على ذاتها بلحظة الصفاء والهدوء ، متفكرة باحثة عن كينونة البقاء ، والصرخة المدوية من وجع اللحظة حاضرة أيضا ، وما بين اغتصاب المحرمات واغتصاب النسوة القاعدات المنتظرات الجائعات تكمن حقيقتنا بلحظة الانتظار والترقب والسؤال يكرر ذاته ، هل هي الحقيقة ام انها مجرد إشاعات بهدف التخويف والخوف والإرتعاب والتسليم بقضاء الله وقدره ..؟؟ وهل هو القدر المكتوب في اسفار تكوين الكنعانية الجديدة .. للهروب من وقائع اليوميات ..؟؟ وان كانت الحقيقة فلابد ان تكون حقيقة حقيقية وان كانت الاشاعة فنحن بانتظار لتأكيد المؤكد ، ولا فرق ما بن الحقيقة واحقيتها وما بين الاشاعة ونفيها ، والمقصود هنا فعل الرعب للنسوة المحافظات على الشرف والعفة في بلدات أُستبيحت عفتها وعافيتها واضحت مغتصبة ، والحرة تظل جائعة ولا تأكل بثدييها ، والميناء تنتظر عنده البواخر ليكون الرحيل والترحيل نحو مجاهيل الزمن والزمان وصاحب الزمان ينتظر أيضا قدومهن ، وعصر الجواري عاد في الأسواق واضحى بالعلن البيع والشراء ، وميناء الرحيل سيشيد من مخلفات المباني المهدمة المعجون بجثامين الشهداء المدفونة تحت الركام، ورائحة الموت تختلط برائحة البحر واشياء أخرى.
( شالوم ) يا أمم الأطراف بالبيداء العربية ، والذين تمارسون الرذيلة بوضح النهار ، وبائعة الهوى تنتظر قدومكم عنوة واقتحام واغتصاب ، والثمن بالشيكل العبري ، وانتم تتشدقون بالطهارة والطهر قد صار محل خلاف واختلاف بعرف سادة الأديان السماوية ، والأديان تعدكم بالجنان الموعودة ان أحسنتم الصوم والصلاة وعبادة الواحد القهار ، وحور العين بانتظاركم بالفردوس الأعلى وعلى الأرائك متكئين ومتكئات ، والساقي أيضا بأباريق الخمر سينتشي نشوته الملعونة وهو يرقب ثمالتكم.
( شالوم) يا أمة العرب باللغة العبرية الجديدة الغازية لمفاهيم طقوس يومياتكم ، واعمالكم ودهاليز صناعة سياستكم ، وتطويع القهر والذل والتجويع والاغتصاب كفعل من الأفعال الهامشية للحرب ، وسنظل نسقط عليكم من السماء الطحين ولا بأس ان كان بالدم مجبول ، وسنقمع من يحاول ان يقترب من بيوت أبناء العمومة فنحن للشالوم حافظون .
سيدتي الكامنة بالحانة الجديدة تنتظرين ، وانت المُنتظرة دوما لقدومهم وان كانت رائحتهم تزكم الأنوف ، هل أتاكي احاديث اغتصاب نسوة السواحل هناك ببلدات الجوع والقتل والقصف وهم يتفرجون ،
لا شك انهم قد قالوا الكثير بحضرة الشعوذة وممارسة رجولتهم المزيفة ، ولاشك انهم قد لعنوا والتعنوا .. كل صبية الحواري المقاومين ، هؤلاء الذين مضوا وما بدلوا تبديلا ، وكانت احلامهم بسيطة ربما واحدة من تلك الاحلام الأرتماء بأحضانك ولربما ممارسة العيش ان كانوا قادرين بكل خطاياهم واخطاءهم ، وافعالهم ، وهم الأبرياء يا سيدتي فلم يخططوا ليكونو الابطال ، هم فتية أمنوا بأحقيتهم بالعيش بكرامة العيش فكانت المطاردة للحلم و واحالة الحياة لسجون متلاصقة سجان يقف عند اعتاب الحواجز ، ومستوطن منفلت من امكنة الجنون ، ويأتيك من يأتيك بوجه عابس ليطارد احلامك ومحاولة العيش، ويريدون للشمس ان تشرق من الغرب، وان تتوارى عن الانظار، والشمس ستظل ساطعة رغما وارغاما عنهم، وسيد الحرف الناظم للأبجدية منذ عهد التكوين يئن من وجع اللحظة وأنينه قد اضحى ازعاجا للسادة في جحور القصور وتكون الأوامر بمصادرة الحق بالقول والكلام والجلوس والاعتصام ، وموسيقانا صارت من الافعال المحرمة والاجرام بعهد ضجيجهم قد فُصلت مقاييسه وفقا لإرادة امراء اللحظة المباغتة وسادة الصدفة ... وبالجهة المقابلة ضرب واعتقال وقتل على الاشهاد، وسادة القوم على مختلف الوانهم وتلاوينهم بالصفقات منشغلين والاشتغال هنا له اصوله وقواعده التي لا يجيدها المهمشون والجالسون على ارصفة الانتظار.... في ظل الموت، والاعتصام والاضراب للطبيب والمعلم والمحامي القانوني المدافع عن احقيته بالوجود وذاك المعلم الذي كاد ان يكون رسولا ، وفي ظل ارادة القابعين بالعلب الاسمنتية، وفي اللحظة التاريخية الفاصلة ما بين الحياة والخلود، وفي ظل الاستكانة والخنوع والخضوع وجعجعة الكلام، يجول الفتى ابن العرين وابن كتيبة القهر في جنين ، وابن المخيم وذاك القاطن بجنوب الجنوب ليصرخ صرخة مدوية احتجاجا وأحجاما على ممارسة هذا النوع من العيش .
يا بائعة الهوى وهم جالسون في مجلسك هل تغنوا بالشرعية والتمثيل الوطني الحر ، والقرار الوطني المستقل ..؟؟ وعن الاشتباك السياسي الدبلوماسي مع العدو ..؟؟ وعن إنجازات السادة في الفنادق الفارهة ..؟؟ وعن الخطط والمخططات الرقمية في سبيل تمكين الصمود للرعاع في العاصمة الأبدية للدولة العتيدة ..؟؟ وعن توفير مقومات الصمود من خلال استجداء شركات الاتصالات العربية بإضافة التعرفة النقدية الصغيرة الصاغرة على فواتير الناطقين بلغة الضاد ..؟؟ ام ابتدعوا مرة أخرى القرض الدوار لتمكين البنوك من الاستثمار في سياسات نهب الفقراء ...
سيدتي اعرف انك تملكين الكثير من المعلومات والمعرفة ورموز المعادلة الذهبية لاعتلاء هؤلاء منصة الحكم والتحكم برقاب العباد ، فيا بائعة الهوى ، وسيدة لحظتهم ، لابد من الصراخ الأن ، ولابد من العويل، ولابد من محاولة رسم لوحة الواقع الذي نحيا، ولابد من مواجهة الحقيقة بمواجهة الذات .. ولابد من ان نعي ان ثمة انكسار بأنفسنا قد حدث. وان في النفس الكثير من التناقض وثمة ضجيج مشاغب يغزو الوجدان، فما بين ممارسة القتل على الاشهاد في باستيلات يهوذا، وتشويه ابتسامة طفل يحاول ان يعبث بسنين عمره الشقي، وما بين القمع بميادين المدن المحتلة من قبل من يلبسون بزات العسكر الوطني، وما بين النوم في بحر التنظيرات بالوطن المسلوب يكمن تمزق الذات والهوية، تلك الهوية التي اصبحت مشرذمة منقسمة ما بين الجغرافيا وقوانينها والتي لطالما اعتبرناها واحدة موحدة. لنا احلامنا وصراخنا وآمالنا التي كنا نعتقد انها ممزوجة بتلك المعاناة من صلف الاحتلال والة التدمير والقتل، الا ان المشهد هذه المرة مختلف، ويأتي اختلافه باختلاف وقائع البلد في ظل اللحظة الراهنة بعنوانها الابرز معركة الفتية المؤمنين باحقيتهم بالدفاع عن الذات والحي والحارة العتيقة من عبث العابثين والانعتاق من عبودية الوهم بالتسوية ورغد العيش في ظل ( السلم والسلام والتسليم .. )..
يا بائعة الهوى أُنبئك ان هؤلاء الفتية قد اعلنوا انسجاما وقناعاتهم الفطرية بأن لا صوت يعلو فوق أصوات الجماهير الرابطة المرابطة القانعة المقتنعة ... ولسان حالهم شعارا لا يقبل التأويل او التصريف ، مقسمين بكل مقدساتهم ، وشعارهم فعلا بكل الأمكنة والازقة والشوارع .