نقطة ضوء حمراء.. يوم القيامة الفلسطيني

الكاتب:

د. عدنان ملحم

▪️يوم القيامة الزلزال المجزرة المحرقة التطهير العرقي ، وصف أطلقه الناجون من الهجوم الإسرائيلي على مشفى الشفاء في غزة ( 28/3-1/4-2024) ، جثث مكبلة أشلاء مبعثرة لحم بشري "هرس " تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية المتوحشة أو بفعل القنابل الأمريكية الذكية ، مقابر في كل مكان شواهد حجرية تحمل أسماء الضحايا وكلاب جائعة خائفة تبحث عن طعام بشري .

▪️حطام وتدمير وحرق كامل لكل أجزاء وزوايا مشفى الشفاء : قلب النظام الصحي في قطاع غزة الصرح الطبي التاريخي الوطني الذي سجل أفراح وأتراح وحركة المجتمع الغزاوي بكامله .

▪️ وصفت وسائل الإعلام الدولية الحملة العسكرية المشار إليها بأنها "أكبر مجزرة في التاريخ تم تنفيذها داخل مشفى مغلق الأبواب والنوافذ" وابتهجت تل أبيب بها وأطلقت عليها عبارة " الحسم الجراحي و النصر على الإرهاب " واعتبرتها المنظمات الصحية والإنسانية والدولية " الجريمة المروعة " ودافعت عنها واشنطن وقالت بأنها " لا تحمل أية بصمات تخالف القانون الدولي الإنساني" .

▪️ستغيب عن مشفى الشفاء جداول العمليات الجراحية العادية والطارئة ، صرخات المواليد الجدد ، جلسات غسيل الفشل الكلوي والعلاج الكيماوي السرطاني ، صخب عيادات الطوارئ المترامي الصدى .

▪️ ترك الشهداء والجرحى والأطباء على جدران المشفى رسائل تقطر وجعا وألما : " اشتقت لك يا امي يا رب أشوفك عما قريب والله بحبك " و" تعال يا والدي امسح دموعي التي تهبط على صدري " وكتب الطاقم الطبي بخط جميل " صبرا يا أهل الشفاء فإن فرجكم قريب ".

▪️أركان النظام السياسي الفلسطيني كل باسمه ولقبه ومركزه وموقعه : الحرب العالمية الثالثة المشتعلة في وطننا منذ مئة وثمانين يوما ، موجهة ضد الشعب الفلسطيني كاملا ، هدفها الرئيس الإطاحة بفلسطين أرضا وشعبا ومشروعا وطنيا، وإخراجها من التاريخ والجغرافيا ، وتهجير الفلسطينيين من أرض كنعان تحت طائلة القوة والترغيب ، وحشرهم حتى ذلك الحين في داخل كانتونات وحواجز ومعابر وسجون ومستعمرات، يبحثون ليل نهار عن لقمة العيش والرتب والمناصب والمسميات والهياكل السياسية بمختلف أنواعها ، وإيجاد زعامات تماثل روابط" القرى العميلة أوجيش سعد حداد " سيئة السمعة و الصورة والصوت والتاريخ .

▪️ لن تنطلي علينا المؤامرة و الخطط السراب ، يحفظ جميعنا عن ظهر قلب : نموت ولا نخون ، لا عزة لنا إلا مع شعبنا الفلسطينى الصابر الواحد الموحد ، ولا نصرة لنا إلا في أرضنا المباركة ، لن نغادر بلدنا نموت هنا ولا نرحل ، محاكم التاريخ تسكن قمم الجبال ونياشين العز والفخر تتوج صدور الثوار والوطنيين الأحرار .