الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
قوات خاصة تحاصر منزلا في جبل العمارنة ببلدة قفين شمال طولكرم

اسرائيل مختلة عقليا

نشر بتاريخ: 05/04/2024 ( آخر تحديث: 05/04/2024 الساعة: 15:37 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

ما حصل وما زال يحصل في غزة وعلى مدار 182 يوم من تدمير بشري وحجري من قبل الة الحرب الصهيونية هو بمثابة جريمة العصر بمقياس الجرائم التي ارتكبت في العالم منذ الحرب العالمية الثانية كونها جريمة تقع في غزة الاكثر كثافة سكانية في العالم حيث يعيش اكثر من ستة الاف شخص في الكيلومتر المربع الواحد والتي يتم قصفها بمتفجرات بمعدل الف طن يوميا على اقل تقدير والاهم انها جريمة فاقت الخيال من حيث انها تُرتكب في الظاهر من قبل اسرائيل وحدها ولكن في الباطن تشاركها دول ذات امكانيات قادرة على تدمير الكوكب الذي نعيش عليه وهو ما يجعل منها جريمة العصر وابادة جماعية بامتياز.

اكثر من الف عائلة غزية ابيدت وتم شطبها من السجل المدني منذ السابع من اكتوبر حيث يتم قتل اربعة اطفال وامرأتين في كل ساعة منذ هذا التاريخ ومع ذلك ما زال العالم الديمقراطي الرسمي يؤثر فضيلة الصمت حتى من بعد صدور قرار مجلس الامن الذي يطالب بوقف اطلاق النار والمحزن في كل ذلك هو الامداد بدون توقف لدولة الاحتلال "المجرم الفعلي المنفذ" بكافة انواع الاسلحة الذكية والغبية من قبل شركاء الكيان الصهيوني وعلى راسهم امريكا وبريطانيا التي تزعم كل منها بانها دولة القيم الانسانية والديمقراطية وهو ما جعلهم خجلا ولكن لذر الرماد في العيون يطالبون دولة الاحتلال بتجنب قتل المدنيين الى ان كشف الله سترهم جميعا بقتل سبعة من العاملين في مجال الاغاثة الانسانية معظمهم من بني جلتهم علما بان مهمة هؤلاء العمال تمت باتنسيق مع جيش الغزو الصهيوني وكانوا معروفين لهذا الجيش بالصوت والصورة ووسيلة التنقل اضافة الى خطوط سيرهم وحركتهم.

المضحك المبكي هو ان هذه الدول المتضررة طالبت دولة الاحتلال نفسها بالتحقييق وهي بذلك تنصب المجرم قاضيا علما بان كل ساسة هذه الدول تعرف بان القتل العمد والقتل خارج القانون هما صفات اصيلة لطبيعة الحركة الصهيونية صاحبة الولاية على الكيان المسمى اسرائيل خصوصا وان التاريخ الصهيوني حافل بما هو اسوأ من كل ذلك . .

وعلى سبيل المثال لا الحصر يحضرني في هذا السياق مذبحة القرية اللبنانية قانا في سنة 1996 والتي تمت على الرغم من ابلاغ قوات الامم المتحدة لاسرائيل دولة العدوان مسبقا عن بناية تابعة لها جعلت منها ملجأ يحتمي بداخله النساء والاطفال من القصف ومع ذلك وباصرار مسبق تم قصفها وهو ما ادى الى مصرع 104 منهم ونضيف في نفس السياق بان الامين العام لمنظمة الامم المتحدة في حينه بطرس غالي اصر على نشر تفاصيل تلك المذبحة وهو ما كلفه خسارته لولاية ثانية كامين عام للمنظمة .

ولا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا في سنة 1982 التي ذهب ضحيتها وبدم بارد اكثر من 3000 مدني من الاطفال والنساء بمن فيهم نساء حوامل وهم نيام وكان ذلك بأمر مباشر و تحت اشراف شارون وزير الدفاع الصهيوني في حينه وهو نفسه الذي فجر البيوت فوق اهلها وهم نيام في قبية سنة 1953 وكل هذا مجرد غيض من فيض من مسلسل جرائم بني صهيون التي تمت كلها مع سبق الاصرار والسبب هو الكره الصهيوني لكل من هو غير يهودي.

في اعتقادي ان موضوع القتل العمد لعمال الاغاثة الاجانب في غزة هو انذار الهي لكل حلفاء الكيان الصهيوني حيث من المفروض ان تكشف لهم هذه الجريمة النكراء عن الطبيعة غير الانسانية لهذا الحليف الصهيوني الذي يمدونه بكل اسباب البقاء والقوة حماية لمصالحهم في المنطقة مع انه اصبح وعلى العكس من ذلك يوظفهم هو خدمة وحماية لمصالحه واطماعه التي لا حدود لها والتي بلغت حد تجسس هذا الحليف عليهم وتدخله المباشر في سياساتهم وتوظيفها في اتجاه مصالحه فقط ولم يتوقف عند هذا الحد بل اصبح يقرر من يحكمهم في امريكا من خلال الايباك وفي بريطانيا من خلال سيف العداء للسامية والذي وبواسطة هذا السيف تمكن من الاعدام السياسي لقيادات متميزة وذو بصيرة .

القتل العمد لعمال الاغاثة هو امعان صهيوني في توظيف الغذاء كسلاح في هذه الحرب وهذه وسيلة نازية استخدمها هتلر بحق اليهود ابان المحرقة النازية و لغاية الان تسبب هذا السلاح بالفتك باكثر من 27 طفل غزي ماتوا بسبب سوء التغذية في غزة منذ بدابة العدوان كما ان القتل العمد هذا ارادت به اسرائيل ان يكون رسالة تخويف وتهديد صهيونية لكل منظمات الاغاثة في العالم والعاملين فيها من اجل التوقف عن مساعدة الفلسطينيين الذين تعمل دولة العدوان اصلا على ابادتهم واقصد الفلسطينيين ودليل اخر هو منع قوافل المساعدات من الدخول الى غزة واضطرار بعض الدول من القاء المساعدات من الجو وهو امر معيب ومشين خصوصا بدولة مثل امريكا لانها وبكل بساطة باستطاعتها استخدام القوة في ادخال هذه المساعدات عبر البر لو هي ارادت ذلك.

عنوان هذا المقال مستوحى من اصدق ما قيل تفسيرا واستنتاجا وتشخيصا لكل هذه الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيوني وهو ما جاء غلى لسان البروفسور اليريطاني المحاضر في جامعة كامبريدج ، بول كلير ، وهو ان اسرائيل مختلة عقليا ولو كانت بشرا لاودعت المستشفى (مصحة مجانين) .

هذا التشخيص الذي اتفق معه قلبا وقالبا يعود باسبابه في اعتقادي الى كل ما ذكرته انفا والذي يمكن تلخيصه في عدم وجود حدود في الرغبة او القدرة على الانتقام لهذا الكيان الصهيوني وهو ما تجلى في قتل مع سبق الاصرار لسبعة من عمال الاغاثة الذين يحمل خمسة منهم جنسسيات دول من المفروض انها اكثر من صديقة للكيان الصهيوني وذلك اضافة الى قتل عمد لاكثر من 33 الف فلسطيني واصابة اكثر من 75 الف غزي اغلبهم من الاطفال والنساء وهو ما يؤكد على صحة ما ورد على لسان البروفيسور البريطاني.