الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا تتخوف بريطانيا من الإعلان عن مشاركتها الأمنية المستقبلية في غزة؟

نشر بتاريخ: 21/04/2024 ( آخر تحديث: 21/04/2024 الساعة: 10:46 )

الكاتب:

معتز خليل

من لندن أكتب هذا التساؤل السابق ، حيث كشفت مصادر أمنية أن بريطانيا ستكون واحدة من الدول الأوروبية والعربية المرشحة للعب دور أمني في حكم قطاع غزة بالمستقبل ، وهي المعلومة التي تداولتها على استحياء بعض من المنصات الإعلامية القطرية تحديدا ، في ظل رفض الدوحة لهذا الدور.

الملاحظ في هذه النقطة أن هذه المنصات وعند تناولها هذا الموضوع زعمت أن قوات من حلف الناتو بقيادة بريطانيا ، ستشارك في عمليات التنظيم الحياتية في غزة ، وزادت دقة المشهد مع القول بأن هذه القوات ستشارك دولا عربية أخرى في هذه الجهود ، ومنها السعودية والإمارات تحديدا.

الحديث أيضا تزامن مع حديث الامارات والسعودية عن حتمية مساندة الولايات المتحدة لهما في الدعم العسكري الذي يطالبون به ، فضلا عن الكشف عن مشاركة بريطانيا وألمانيا في التصدي للهجوم الإيراني الواقع على إسرائيل منذ أكثر من أسبوع ، فضلا عن الكشف عن تقارب سعودي إسرائيلي بحسب صحيفة وول ستريت غورنال.

جهات أمنية وسياسية بريطانية عليا نفت تماما معلومة مشاركتها في أي قوات عسكرية في غزة ، رغم أن المعلومات تؤكد هذه المشاركة التي تتجسد وفقا لمعرفتي على ركنين أساسيين :

1- دعم عسكري وتدريب للقوات الموجودة في غزة

2- دعم استخباراتي وأمني تقني مع التفوق المتميز لبريطانيا في هذا المجال

غير أن الواقع السياسي والاستراتيجي الذي تعيشه المنطقة ربما دفع ب بريطانيا إلى التوجس من هذه المعلومة خاصة مع :

1- توجسها من تأثير هذا على علاقتها بالفلسطينيين والسلطة الفلسطينية التي تعارض هذه الفكرة تماما

2- توجسها من تأثير ذلك أيضا على علاقتها بمصر مثلا ، وهي واحدة من الدول التي تعارض هذه الفكرة

3- توجسها من تأثير ذلك على التحركات لأبناء الأقليات العربية والفلسطينية على أراضيها ، وهو أمر بات واضحا بقوة في ظل تواصل المظاهرات الرافضة لسياسات بريطانيا في الشارع البريطاني .

الملاحظ هنا أن حجم النفي البريطاني لهذه المعلومة كان واضحا وقاطعا بل ويحمل عصبية لا تتناسب والتعاطي البريطاني البارد في القضايا الدولية ، فالسياسة البريطانية دوما تقوم على الهدوء ومراقبة المشهد والتحرك في ضوء ذلك ، غير أن التعاطي مع معلومة المشاركة في عمليات حفظ الأمن في غزة ، ربما يؤكد مصداقية هذه المعلومة.

عموما يبدو أن هناك رفضا إسرائيليا أمنيا داخليا (من جهاز أمني رفيع) لهذه المشاركة المتوقعة ، خاصة وأن مشاركة بريطانيا عسكريا في أفغانستان لم تنل كثيرا تقدير إسرائيل لأسباب كثيرة ، والأهم من هذا آن هناك نية لحرق خبر هذه المشاركة بصورة تحرق السرية المطلقة لهذه المعلومة.

بالقطع هذه المعلومة تتزامن مثلا مع الدعم البريطاني لأحد قيادات فتح المعروفين سابقا والذي يعيش في الامارات والذي قالت عنه هيئة الإذاعه البريطانية بي بي سي في تقرير لها : "بريطانيا سعت لتمكين هذا القيادي والسياسي الفلسطيني المثير للجدل لضمان أمن إسرائيل في ذروة الانتفاضة الثانية."

عموما يرتبط الدور البريطاني بالقضية الفلسطينية بالكثير من الألغاز التي لا تنتهي ، وهي الألغاز التي يبدو أن مشاركة بريطانيا في قوات أمنية في غزة واحدا من حلقاتها.