الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يستخدم النقّاد السياسيين عبارة الزعيم الليبي المرحوم معمر القذافي ( من أنتم ؟ ) في إشارة الى حالة الانكار التي كان يعيشها القذافي في خطابه باب العزيزية في طرابلس ولا يعلم حجم المؤامرة الدولية ضده من اجل نهب بلده ونفط ليبيا ومقدراتها .
فقد حاول القذافي ان يفهم من هم المسلحين الذين ظهروا فجأة من العدم وبدأوا بمحاربة نظامه .
ذهب القذافي وظلّت عبارته محفوظة . وكل طرف يستطيع ان يقول لخصمه الذي ظهر فجأة من العدم يقضّ مضجعه.
يعيش الفلسطينيون الان مرحلة ( من انتم ) في محاولة فهم من هو الصديق ومن هو العدو . من هو صديق العدو ومن هو عدو الصديق. وفي اليوم الـ200 للحرب على قطاع غزة ، يمكن لكل فلسطيني على حدة ، ويمكن للفلسطينيين جماعة وزرافات ان يقفوا مليا عند عبارة من انتم .
يحق لسكان غزة ان يقولوا للحكومة : من انتم
ويجوز للحكومة ان تقول للفلسطينيين في المنافي "من انتم"
الفلسطينيون داخل الخط الأخضر يمكن ان يقولوا للعرب: "من انتم"
والمثقفين والشعراء ان يقولوا للكادحين الزاحفين نحو ارضهم قرب المستوطنات: "من انتم"
وان يقول اليسار للحركات الإسلامية "من انتم" ، وترد الحركات الإسلامية وتقول للقوميين "من انتم" .
دول الخليج الغنية بالنفط وبالغاز تستطيع ان تقول لبلاد الشام والعراق والجزائر وتونس ومصر "من انتم"
ويمكن لأهل السودان ان يقولوا لأهل النيجر "من انتم" .
فتح تقول لحماس "من انتم" وحماس تقول لفتح "ومن انتم" . منظمة التحرير تقول للحكومة "من انتم" والرئاسة تقول لفتح "ومن انتم".
ايران تقول لإسرائيل "من انتم" وتركيا تقول لأوروبا "من انتم" ، اثيوبيا تقول لأريتيريا "من انتم" ، واليمن تقول لكل جيوش الناتو "من انتم" .
سوريا قالت لكل مسلحي الأرض "من انتم" . فجاءت لبنان وقالت للسوريين "من انتم" .
امريكا قالت للعالم "من انتم" وروسيا قالت لكل أوروبا "من انتم" .
من هو الصديق ومن هو العدو ؟. من الذي قال ومن الذي خدع ؟ ومن الذي يدفعنا الى الموت ؟ ومن الذي ينقذنا ويعيدنا للحياة ؟
ترامب اقرب شخصية في التاريخ للقذافي : قال لكل أمريكا : "من انتم".
وجاء نتنياهو وقال للإسرائيليين كلهم وهم يتظاهرون في الشوارع بمئات الألاف ضده : "من انتم ؟
أيضا رئيسنا قال لنا جميعا : ومن انتم ؟