الكاتب: حسن فقيه
يمضون ويتركون ظِلالهم وعطر أرواحهم .. تراهم هناك .. في كل مكان .. على أرضنا التي تحمل أسماءهم أوسمة في ميادين البطولة والإقدام والتحدي والإصرار.
عامان مضت ولكنا ما زلنا نسمع صوت شيرين في غزة ورفح .. في القدس .. في جنين.. في نابلس .. الكل يتمنى أن يكون شيرين ذات الحضور المَهيب والصوت الثابت .. الذي لا يرتج ولا يرتجف من أصوات الرصاص ودوي القصف .. يعلو ويعلو.
قد ينتهي الجسد .. لكن الروح لا تنتهي .. هي بيننا .. مع كل صوت حُر .. ومع كل كلمة جريئة.
تغادر شيرين لكن مكانها ومكانتها محفوظة في ذاكرة ووجدان كل فلسطيني .. وكل محب لفلسطين.
عامان مَرَّت، ولكنها حاضرة في ثنايا الوقت والذاكرة، لم تبرح قلوب الأحرار والأوفياء، بروحها الناعمة وصوتها الحاني الذي يحمل فلسطين بكل تفاصيلها وجغرافيتها وعِنادها وصعودها إلى سِدرة النصر والتحرير.
تأتي الذكرى ولا تتوقف حرب الإبادة في غزة، ويستمر مسلسل قتل أبناء شعبنا من شيوخ وأطفال ونساء، وصحفيون شاهدون على جرائم المُحتلين الغزاة، لكن لن يفلت القتلة المجرمين من القصاص، ومحاسبتهم ومحاكمتهم قادمة لا محالة.
جماهير شعبنا العظيم، وكل الصحفيين الأوفياء ما زالوا يعيشون جِراح الفقد ووجع الرحيل، كل زملائها يفخرون بمسيرتها وسيرتها وعلى عهدها ووعدها وعلى خُطاها الثابتة .. وما زالت شيرين منارة إعلامية مُشعة بإنسانيتها وأصالتها ووفاءها ومصداقيتها وقلبها الكبير ورسالتها النبيلة.. تُوزع الفرح سنابل خير وقناديل حب لكل السائرين على الدرب وعلى ذات الطريق.
سلامٌ على شيرين
سلام على الشجاعة الباقية.
سلام على السِّنديانة العالية.
والرحمة والمغفرة.