الكاتب: يونس العموري
،،،، يداهمنا الشوق للاشتباك مع حقيقتنا ، ويداهمنا الشوق لكرامة الأنبياء ومنهم نتعلم ونسطر معانينا ومرامي مفرداتنا ، ونتوق للعيش في فسحة الأمل من عطاء عودة الشهداء الى المشهد وهم العائدون بابتسامة محيرة مقلقة لمن يتربص بصرخة الطفل القابض على لعبته في الدروب العتيقة ،،،،،
كان بالأمس القريب وربما البعيد وطن أُستبيح بوضح النهار لكنه مسيج بحماية المؤمنين بعدالة قضاياه، وبحقه بتقرير المصير وان يكون ذا هوية واضحة المعالم، وكانت ان ايقنت جماهير هذا الوطن بعقيدة الفعل والفعل المضاد في سبيل العيش والصمود بالأرض السمراء، كان بالأمس القريب وربما البعيد ثلة من المؤمنين بالقدرة على التصدي والمواجهة ومناطحة العين للمخرز والتحدي والنطق بلغة الضاد، والإيمان بحتمية الانتصار والعيش واستمرار الحياة كيفما يجب ان تكون بعزة وكرامة وشموخ، كان بالأمس القريب وربما البعيد الخطوة الأولى في مسار الالف ميل لجموع الفقراء اللاجئين وكان الحلم بصناعة الثورة والثوار وامتشاق بنادق الاحرار للخروج من بوتقة السكون والركوع والإرتكان للأخرين بتقرير مصير الخيام المنتشرة في بيداء التيه وعند هوامش الوديان في بلدان الجوار للأرض المقدسة عاصمة الكون والسماء.
كان الايمان سيد الموقف بضرورة الخلق والابداع والإجماع الوحدوي للكل في إطار الانتفاض والانقضاض على المؤامرة الهادفة للقلع والإقلاع وتذويب المعنى لحقيقة الفلسطيني ضمن خطة التصفية الكبرى بأضلاعها المحيلة والإقليمية والدولية من خلال المخطط الكوني الأممي لشطب سيدة الأرض من على خارطة الوجود.
كان بالأمس القريب وربما البعيد من آمن بضرورة التحرر والتحرير وإطلاق ارادة الاحرار والفعل والصمود بارض الرباط وتوفير مقومات الصمود، وانتصار الشاة على السكين..
بالأمس القريب كان الصوت الهادر عنوان للمرحلة والان اضحى الصوت خافتا مطاردا بكل ازقة المدائن الجديدة المشوه والمتعالية البنيان والعسس يلاحقون صدى الصوت المرتد عن جدران الغضب ...
بالأمس كانت القوانين الحاكمة قوانين مرحلة التحرر والتحرير ولا صوت يعلو على صوت الجماهير واليوم قد اصبحت قوانين التغول المالي والبزنس من ترسم معالم وحقيقة لغة السوق والتسوق وبالتالي كان ما سيكون من تغيير شامل في منظومة المفاهيم للعلاقة الجدلية مع رأس التنين حيث المفاهيم الجديدة بعبثية المقاومة على مختلف اشكالها وتنوع اساليبها ووسائلها، وصار الاشتباك الدبلوماسي السياسي على راس اولويات العمل والفعل وصار الفعل للتأثير في تحسين معالم مراكز القوى المرتبطة بحيثيات معادلات التغول والمصالح.....
برجاء الانتباه، ولابد لكم من الانتباه، وعدم الانجراف، ففلسطين ما زالت تحت الاحتلال، والاسم الرسمي لها (الأراضي الفلسطينية المحتلة) وقوانين الثورة الشعبية والمقاومة هي من تفرض نفسها وذاتها قسرا وان حاول البعض تهجين وتدجين قوانين مرحلة فلسطين... قولوا ( لا ) للاحتلال، لا اختلف معكم وحاولوا قول ( اللا ) لمن يحاول ان يقول ( النعم ) العبثية واخرجوا بغضبكم ولوحوا بقبضات اياديكم بالسماء وارفعوا راية فلسطين ولا تخجلوا من انتمائكم وفكركم فنحن متنوعون والطبيعي ان نكون كذلك لا تموتوا تحت وطأة التنكر للتاريخ النضالي الثوري المقاوم ولا تخرجوا من عباءة الفعل الكفاحي المتراكم واعلموا انما أنتم امتداد لهذا التاريخ الذي بدأ منذ عقود.
ويا ايها المتجمعون والعابرون بميادين الوطن مطرقين تائهين في ظل ضياع بوصلة التوجه نحو سيادة الوطن وحريته وانعتاقه من التاريخ المتطفل عليه... اعلموا ان الفعل له قوانين وان العمل له اصول وان بوصلة لا تشير باتجاه القدس مشبوهة وقد تكون عميلة في ظل الزمن الذي صارت فيه العمالة وجهة نظر .... اطرقوا حديدكم واجمعوا ثنايا مبعثراتكم وحاولوا ان تعيدوا لفلسطين بهاءها من خلال فرض الحقيقة الواحدة غير القابلة للتفسير الا بتفسيرها الصحيح وتمنطقوا بمنطق ابجديات كنعان الأولى واستندوا الى كل الرافضين المقاومين والصارخين بوجه عتمة (النعم) التي ادخلتنا في أتون ظلامية القيصر...
فأنتم لستم العبيد الجدد تحملون حطب نيرانهم وانتم منذ الولادة فلسطينيون عرب اقحاح كنعانيون ولغتكم بالضاد مفهومة ومعلومة ... و( اللا ) منذ البدايات يابوسية مفهومة تقارع (النعم) الفارغة المفرغة من مضامينها ... والبحر كالصحراء لا يروي العطش لأن من يقول( لا ) لا يرتوي الا من الدموع حتى يصير( للنعم )مفردة صحيحة في ابجديات الكلام وصياغة الجملة المفيدة ... ولترتقوا لمرتبة الثائر المعلق على مشانق الصباح منذ ان اعتلى منصة الصراخ والضجيج واثبات الذات الجمعية الجماعية لفلسطين المقاومة الثائرة الغاضبة الرافضة لعبثية قياصرة وأباطرة المعابد المُشيدة في جزر الممالك الجديدة المُمزق من خلالها جمال هذا الوطن .... واعلموا ايها الأعزاء المحاولين ان تصنعوا مجدكم من جديد وليس لكم من مفر، لا تحلموا بعالم سعيد فخلف رحيل كل قيصر قديم قيصر جديد وخلف كل ثائر يموت ضجيج وميلاد ثورة مجيدة جديدة ... افترشوا ميادينكم واعلنوا زحفكم نحو الحقيقة وانبذوا قياصرة واباطرة صناعة الكلام الثغاء الأحوى، وتتطهروا من الأدران العالقة على جذوع المشانق المقطعة من اشجار براري الأرض الثكلى.
يا ايها القاتل المتجول في الشوارع الآن اعلن عن خطيئتك واستغفر واعد لنا أدميتنا وحقيقتنا ولا تتعالى على ضحاياك بعد ان سقتهم الى مذابحك مرات ومرات...
يا قياصرة الصقيع ... تعبنا من البرد ونشتاق للدفء، ودفؤنا بإعادة الكرامة مرة اخرى لنا وكرامتنا من كرامة تاريخنا وشموخ شبابنا وبنادقنا لابد من ان تعود مزينة لأكتاف الثوار المتمردين على الجبال والوديان والمطوعين لدروب الليل وعشاق العتيقة لا شك انهم بالإنتظار ...
يا سادة العتمة والليل اعطونا الفرصة لينبثق الفجر من جديد وتعود فلسطين تزدان بلوحات عزها وشرفها بعد ان صارت مستباحة بحفنة المال الملوث من صناديق الشحاذة في اسواق النخاسة ...
يا سادة الليل ان اردتم ان تنصبوا المشانق لتصنعوا مجدكم فافعلوها مرة وارحلوا عن مجدنا وافسحوا لنا الطريق ... ويا ايها الآتون من علب الليل اسمحوا لنا ان نحبكم ولو قليلا ولا تستخفوا بنا واحتملوا وجوهنا السمراء فقد لوحتها شمس كل الشهور الحارقة فقد كنا بإنتظار انبلاج النهار .... هناك حيث لا مكان لنا بدروبكم وبشوارعكم ...
يا ايها الرجال ودعوا زوجاتكم وقبلوا نساءكم واحنوا على اطفالكم فالموت قد يكون الحقيقة الوحيدة لمن يقول ( اللا )بوجه عتمة ( النعم ) العابثة الصارخة القاتلة ... يا رجال العصر اعيدوا للقحطاني مجده وللقسام وسامه وللوزير الخليل عناده و للياسر قوله ورمزه وللحكيم غضبه ... اعيدو لبنت الشاطىء القادمة من بؤس شقاء حواري شاتيلا وصبرا الشيء اليسير من تاريخ ازهايجها ... ايها الرجال اعيدوا لنا مجدنا وانبذونا ان استطعتم الى ذلك سبيلا فقد اصبحنا متعقلين وعقلاء ما يسمى بالمرحلة ....
(هانيبال) سيتم الاعلان عن قدومه ولن يرضى عنه من استباح شوارعنا وكان من المحرم على الفقراء عبورها... و(هانيبال) سيأتي على راس الجند من جديد ويعتصم واياكم في ميدان تصنعوه بشكل جديد بالحلم الجديد لبؤرة الوطن الجديد ....
( ... لا خير في أمة يكون السيف في يد جبنائها، والمال في يد لصوصها، والقلم في يد منافقيها ... ) .