الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل تشن حربا جنونية على المؤسسات الدولية

نشر بتاريخ: 22/05/2024 ( آخر تحديث: 22/05/2024 الساعة: 18:23 )

الكاتب: د. محمد عودة

رغم ان إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي أنشئت بقرار من الأمم المتحدة الا انها ضربت عرض الحائط بكل القرارات الصادرة عن مجلس الامن والجمعية العامة فيما يخص القضية الفلسطينية على الرغم من تعهد وزير خارجتها في حينه موشي شاريت خطيا بالموافقة على تطبيق القرارين 181 و194(حيث ينص قرار 181 على انشاء دولة عربية على 44% من مساحة فلسطين التاريخية وإقامة إسرائيل على 54% من مساحة فلسطين ثم إقامة كيان تحت اشراف الأمم المتحدة على مساحة 2%عبارة عن القدس وبيت لحم، اما القرار 194 يقضي بعودة وتعويض اللاجئين وبأسرع وقت ممكن).

إسرائيل لم تكتفي برفض قرارات الأمم المتحدة بل هاجمت مؤسسات الأمم المتحدة بشكل غير مسبوق، فهي تارة تعمل على الغاء بعض أذرع الأمم المتحدة كما هو حال هيئة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اتهمت مؤسسات اليونيسيف واليونيسكو وغيرهما بالانحياز للفلسطينيين ومعاداة السامية.

قبل السابع من أكتوبر ونتاج جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في كل فلسطين وبالأخص مخيمات الضفة الغربية شنت إسرائيل هجوما لاذعا على الأمم المتحدة وامينها العام لان الأمم المتحدة طالبت بحماية المدنيين من هجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

اما بعد السابع من أكتوبر وبالتحديد يوم 25/أكتوبر قررت إسرائيل عدم منح كبار مسؤولي الأمم المتحدة تأشيرات دخول الى إسرائيل والأراضي المحتلة عقابا لهم على موقفهم المطالب بوقف الحرب وحماية المدنيين، اما يوم 7 ديسمبر 2023 حين طالب الأمين العام من مجلس الامن تفعيل المادة 99 والتي تخول الأمين العام لفت انتباه مجلس الامن الى مسالة تهدد حماية الامن والسلم الدوليين حينها طلبت إسرائيل من الأمين العام الاستقالة.

يوم 29/ديسمبر اتهمت إسرائيل الغالبية الساحقة من قضاة محكمة العدل الدولية بالانحياز للإرهاب ومعادات السامية على خلفية اصدار المحكمة قراراتها الاحترازية من اجل وقف الإبادة الجماعية في غزة ولم تكتفي بإدانة القضاة بل ادانت دولهم والدولة التي ساندت جنوب أفريقيا في الدعوى المقامة ضد إسرائيل.

يوم 11/5/2024 قام مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة بتمزيق ميثاق المؤسسة الدولية التي منحت دولته حق الوجود ولا زالت.

يوم 21 /52024 قال كريم خان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، يتحملان المسؤولية عن الجرائم ضد الإنسانية في غزة، وأضاف أن الأدلة خلصت إلى أن مسؤولين إسرائيليين حرموا بشكل ممنهج فلسطينيين من أساسيات الحياة، وأنهما متواطئان في التسبب بمعاناة وتجويع المدنيين في غزة علية طلب من المحكمة اصدار قرار باعتقالهما هذه الطلب الذي تسبب في هجمة غير مسبوقة من نتنياهو وحكومته مدعومين من أمريكا وبعض حكومات الغرب على خان ومحكمة الجنايات الدولية. وربما تمتد الهجمة لتطال الدول التي ستلتزم بقرار محكمة الجنايات فتهمة معادات السامية جاهزة.

اليوم وعلى إثر اعتراف كل من اسبانيا وايرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية قامت إسرائيل باستدعاء سفرائها في هذه الدول للتشاور وربما تستدعي سفراء هذه الدول للتوبيخ بمعنى ان هجوم إسرائيل لم يعد محصورا في مؤسسات الأمم المتحدة بل سيتعداها الى كل أعضاء الأمم المتحدة الذي ينتقدون حرب الإبادة او يؤيدون حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية.

لقد تعدى الهجوم الإسرائيلي وتهمة معاداة السامية المؤسسات والدول الى الجماعات فيهود العالم الذين نزلوا الى شوارع أمريكا وأوروبا بمئات الآلاف هم أيضا معادين للسامية واعداء للديمقراطية يشار الى ان اليهود ضمن التعريف الإسرائيلي كلهم ساميون (طبعا انا لا اتفق مع هذا التعريف) إذ كيف سيكون اليهودي السامي وبالملاين ضد السامية.

كل المؤشرات تدل على ان إسرائيل بدأت تخسر روايتها كضحية وان كذبة معاداة السامية لم تعد ذات جدوى فالحراك داخل إسرائيل يقوده ساميون يهود ضد مرتكبي جرائم حرب تعدت كونها ضد الفلسطينيين الى تفعيل بروتوكول هاني بعل الذي اتاع لنتنياهو قتل المحتجزين من الإسرائيليين لدى حماس ضاربا عرض الحائط رغبات ذويهم وغالبية كبيرة من اليهود تطالب بإطلاق سراحهم عبر التفاوض.

اما موضوع طلبة الجامعات في أمريكا وأوروبا وامريكا اللاتينية فسوف نفرد له مقالا خاصا