الكاتب: يونس العموري
وكانت مسيرة الاعلام الإسرائيلية السنوية لتؤكد المؤكد بإحالة القدس الى ( اورشليم ) ، وكان الرقص والضرب والاعتقال ، وتجمع الغرباء عن اسوار المدينة ليكون التأكيد بفعل الطرد والإحلال ومحاولة تفكيك ابجديات كنعان الموشومة على القلاع الشاهدة لعبور الاولين. وارتسمت الحيرة والترقب على عجائز النوافذ الجالسات على ارائك البيوت العتيقة وكان النواح بصمت حتى يستوي المشهد بسويعات المدينة الثقيلة.
وما بين الادانة والأدانة شجب واستنكار، والكل يتبارى بالقول البليغ لفعل الوعيد، وكل يغني على ليلاه والليل حالك السواد هذه المرة، فالرئاسة تدين والحكومة تستنكر وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية تشجب واسرائيل تمارس كل ما من شأنه ان يفرض حقائقها على الأرض ويستوي ومخططاتها، وتحديدا فيما يخص القدس ....
وفي القدس حكاية اخرى ابطالها اخرون والفعل فيها مختلف وسيد الموقف فيها مدجج بالسلاح وبأعتى اشكال الحقد على عروبتها وبشرها وحجرها، عناوينها اليومية هدم وقتل لحضارتها، وطرد لسكانها وعشاقها، وبالجوار يسكن من يسكن من ابطال الكلام والزمجرة بكل عبارات التأكيد والتوكيد على الحق المطلق بعاصمة فلسطين ....
للقدس كلام، وممارسة الكلام له اصوله وله مدركاته ومنطلقاته، ولكل كلمة او نقطة وحتى التوقف عن الكلام المباح حرفية والتزام، تخدم من يريد ان يعبر الى أماكن اخرى او يحقق رغبة بأن يسود ويصبح ظاهرة من الظواهر الصوتية ومقاول من مقاولي المهرجانات الخطابية، ومن لا يعرف فليعرف ان هناك الكثير من يعلم من اين تؤكل الكتف وكيفية الأكل ...
قتل وتجويع وابادة جماعية واحتراق وحرق وتفجيرات بغزة واعتقال ومداهمة مؤسسات ومحاصرة منازل وارهاب للبيت الأمان بالقدس، واعتقالات بكل مدن الضفة عند انبثاق الفجر ومطاردات لمن يصلي عند حجارة الهدم، والمعبد قد صار خالي من الرعاة والكفر قد أضحى الغالب بالمشهد العام ... والمدجج بالسلاح قد اصبح من يسيطر على حالة العشق اليوم بكل الأماكن ولم نعد نفرق كثيرا بين يهوذا في شوارع القدس وذلك المتزنر بالسلاح في مدن التيه والسراب والكل يبحث عن قوت يومه والجريمة بتصاعد والسطو المسلح بات العنوان الأبرز ... صار كل شيء مباح ولم يعد هناك محرمات، فبعد ان صار المشهد طبيعيا والدم المسفوك واحد والبيت المهدوم ايضا واحد وحالة التشريد واحدة فقد أضحت الخيانة وجهة نظر وفيها الكثير من البلاغة ومن الممكن مقاومة المقاوم ومن الممكن ملاقاة القاتل ما الفرق اذن ..؟؟
لقاء واستجداء من فقراء الوطن بالعودة الى العقل وممارسة الحوار وحل الخلافات ولا حياة لمن تنادي اذا ما ناديت حيا، الجنون صار صفة ملاصقة لممارسة الحكم الرشيد، والوعيد والتهديد صار الفعل المصاحب لسادة العصر الجديد .... وفي القدس من في القدس يحاول ان يمارس صموده على ارض يقال انها مقدسة وقدسية وبقداستها قد طالت كل النواحي الأخرى، وما من قداسة اليوم لشيء، فقد اسقطوا كل الرموز، واصبحت تباع وتشترى بأسواق المزادات والمزايدات بأسواق نخاسة تجارة المواقف، بدهاليز قصور حياكة المواقف والبيانات والزمجرة بمقاومة الاحتلال، وسيد المقاومة يثبت انه الاقدرعلى محاولة فرض وقائع وقف اطلاق النار هناك بيوميات جنون الحرب و تثبيت الهدنة والتهدئة مع الأخر بمعادلة الصراع ولا يمكنه ان يقبل ان يمارس فن الهدنة مع من يفترض انه الشريك بالوطن اذا ما قبلنا بصيغة الوطن والمواطن وتعددية الفهم والقول البليغ وممارسة الفكر وحرية التعبير ....
القدس كانت على موعد وهي كل يوم لها الكثير من المواعيد بأجندة من مارس ويمارس العهر السياسي ، فقد جاءوا ليلا وصرخوا واطلقوا العنان لكلاب تعرف لغة كلام الفعل وممارسة الفعل ذاته وباشروا بفعل المقاولة الفعلية لعملية الهدم الحقيقية لبيت يأوي من يأوي من جميلات ورجال كان من الممكن انهم بأحضان من يعشقون، ولطفل قد يكون حالما بفراشة تحط على شباك غرفته ويزهو بألوانها ...
وما كان من السادة الكرام الا ان عبروا عن بالغ اسفهم وغضبهم من هدم المنزل في قلب القدس معتبرين ان عمليات الهدم والاستيطان في القدس تدمر السلام، وقد تدمر صناعة التسوية وان كانت بعيدة المنال فهم على أبوابها يستجدون بقاءهم وإمكانية انجاز التسوية التي نحرص عليها برموش العيون تظل الهدف ومنح شهادة حسن السيرة والسلوك ... وتتفتق الذهنية لدهاة صناعة صيغ السلام الجديدة وخطط خرائط الطرق الجديدة على مقاسات الانتظار لما ستؤول اليه الانتظار لهزيمة المقاومة بكل الأمكنة والامكنة هنا تنحصر بارض النخيل المحترقة ... ودعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف هذه السياسات الاستفزازية المدانة، والتي تعيق التوصل إلى أي اتفاق تسووي سلامي في ظل الانتظار الطويل لهزيمة المقاومة ... وكفى الله المؤمنين شر القتال ....
في كل مرة تتوحد القدس مع محيطها بالألم والقهر وأبت هذه المرة الا تكون شريكة لمدن غزة فكان ما كان من مشهد المداهمة والطرد بالعراء ... لتستوي كل مدائن فلسطين بليلة مظلمة واحدة والقدس على رأس كل تلك المدائن اوليست هي العاصمة ...؟؟